الخميس، 16 أغسطس 2018

حضور الحكومة، غياب المعارضة!

قوى المعارضة السودانية في سباقها السياسي المرير مع السلطة الحاكمة تبدو متأخرة بآلاف الأميال السياسية. ففي مراهنتها على عزلة السودان مثلاً، فان السودان في السنوات العشر الماضية استطاع ان يسترد وضعه الدولي بمستوى جيد ، فقد اصبح له دور فاعل في مكافحة الارهاب ومكافحة غسيل الأموال و تجارة البشر والهجرة غير الشرعية.
 وبدأت الدول الأوروبية تتقرب من السودان لما استشعرت جودة تفاعله وصدق تعاونه مع هذه القضايا، ومعلوم ان السودان نجح أيضاً في فك جمود علاقته الصعبة الشاقة مع الولايات المتحدة الامريكية حتى وصلت مرحلة قناعة قرت رفع العقوبات الاقتصادية عنه -في اكتوبر 2017م- .
السودان أيضاً اقنع المجتمع الدولي -بذكاء ومهارة- بان الأوضاع في إقليمه الغربي دارفور عادت لطبيعتها ، المجتمع الدولي لفرط هذه القناعة المسنودة بأدلة مادية على الأرض قرر إقرار إستراتيجية خروج لقوت حفظ السلام بحيث يجري سحب هذه القوات بحلول العام 2020م.
إقليمياً أنهى السودان ملف العلاقات المتأرجحة مع الجارة تشاد بل ابتدع اجراء أمني اصبح مثالاً يحتذى وهو ما يعرف بتجربة القوات المشتركة . ثم إستعاد بدبلوماسية علاقته الاستراتيجية مع مصر وأصبحت الحكومة المصرية تحترم موافقة السودان و تتفاهم معه بموضوعية .
استعاد السودان ايضاً علاقته المتأرجحة مع دولة جنوب السودان بعد وساطته الجيدة التى أثارت إعجاب الفرقاء المتصارعين هناك. السودان بوساطته التاريخية الفاعلة هذه حصد الإعجاب من منظمة الإيقاد والاتحاد الافريقي والمنطقة بأسرها.
هذه المعطيات الايجابية التى حققها السودان من المؤكد انها سوف تحقق هدف السودان الاستراتيجي الرامي إلى إزالة اسمه من قائمة الارهاب اذ ليست هناك دولة تدعم الارهاب جنباً الى جنب وتحقق هذه الاهداف السلمية .
هذه المؤشرات التى رفعت اسم هذا البلد من المؤكد أيضاً أنها سوف تشجع و تدعم إجراءات الاستحقاق الانتخابي لعام 2020م. فهو بلد تخلص من مشاكله وحربه، بل واسهم في معاونة الآخرين على احلال السلام. بل استعاد وضعه الاقليمي و الدولي، شديد التفاعل في المحافل الدولية و الاقليمية مع القضايا الانسانية العادلة .
هذه كلها تفوقت فيها السلطات الحاكمة على حركة المعارضة الثقيلة الشديدة البطء والفاترة، ولهذا فان هذا في حد ذاته – للاسف الشديد، يكشف لكل مراقب ان قوى المعارضة السودانية حتى لو تنحّت الحكومة السودانية القائمة وتركت لها السلطة لن تستطيع ان تقود السودان، فهي متأخرة سياسياً إلى حد بعيد حتى أنها غابت عن الأنظار منذ وقت طويل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق