الثلاثاء، 28 أغسطس 2018

حينما يشكو المهدي من تهميش زملائه في نداء السودان!

 اضطر السيد الصدق المهدي، زعيم حزب الأمة القومي المعارض، رئيس مجموعة (نداء السودان) لكتابة خطاب مطول لما أسماهم بـ(الزملاء) في قيادة الجبهة الثورية وممثليها في نداء السودان.
خطاب المهدي الذي تسنى لـ(سودان سفاري) الاطلاع على نسخة أصلية منه مؤرخ بـ28/7/2018م وبعد التحايا و الإشادة بالاتحاد سارع الخطاب بالتأكيد على عدم إخطار المهدي رسمياً -مع أنه رئيس نداء السودان- بالاجتماع الأخير لقوى نداء السودان بالعاصمة الفرنسية باريس، وقال المهدي في الفقرة الثانية من الخطاب (لم أخطر رسمياً بموعد او أجندة اجتماعكم الأخير في باريس وأنا مساءل عن الأمور ذات الهم المشترك. وبعد فراغ الاجتماع من مهامه، دعاني الاخ مني و الأخ ياسر ان ألحق بالاجتماع في مشاركة شكلية! لذلك اعتذرت عن الحضور).
هذه الفقرة من الخطاب لخصت بصورة عميقة عمق الأزمة بين المهدي وزملاءه في نداء السودان، فقد ثبت له انه دعي لـ(مشاركة شكلية)! مع انه هو الرئيس. ويتجلى في هذه الفقرة ان المهدي غاضب وعاتب على هذا التهميش الواضح، لذا لم يدع الأمور تمضي قبل أن يعطي محاضرة للزملاء الذين همشوه، تتعلق بصلاحيات نداء السودان و العلاقات بين عناصره المدنية و المسلحة، مؤكداً لهم ان مكان اتخاذ القرارات السياسية المعلنة اعلامياً هو نداء السودان و ان نداء السودان يستوعب التنظيمات المدنية غير المسلحة و المجموعات المطلبية و الفئوية، ولهذا –يحذر المهدي– فإن اي خروج عن هذا الأمر يشكل خروجاً عن ما تم الالتزام به.
ثم يمضي المهدي  بعد هذا التحذير الغاضب ليؤكد لزملائه (ان انضواء التنظيمات المدنية تحت جبهة مسلحة يشل عملها المدني داخل الوطن)! السيد الصادق هنا يستنكر بعبارة مباشرة هيمنة التنظيمات المسلحة على التنظيمات المدنية. و لكي يشرح لزملائه هذه النقطة المعقدة قال (المكونات المسلحة تختص بالأمور الفنية ووقف العدائيات ووقف اطلاق النار ومراقبته و تأمين الإغاثات).
ثم لامس المهدي العصب الحساس بقوله (لمكونات نداء السودان من فصائل مختلفة حرية المبادرات ولكن إبرام الاتفاقيات الثنائية مع النظام او مع جهات دولية طريدة الشرعية و التحالف مع قوى مسلحة غير سودانية كلها خطوط حمراء ينبغي الالتزام بها وعدم اتخاذ قرارات فردية فيها. ولكي يجعل المهدي الأمر سهلاً على الفهم على زملائه أورد تجربة التجمع الديمقراطي حين خالفت الحركة الشعبية قراراته وأبرمت اتفاقا منفرداً مع النظام.
كانت هذه (المحاضرة السياسية) المكتوبة في خطاب موجه لقادة الحركات المسلحة بمثابة مؤشر لا يتطرق اليه الشك، ان المهدي وجد نفسه يكرر تجربة التجمع الوطني و أن قادة الحركات المسلحة لا يعترفون بقيادته! ولربما أدرك قادة الحركات المسلحة من جانبهم ان المهدي يعطيهم الدرس ويلقي عليهم الموعظة ولهذا فإنهم لم ينتظروا طويلاً!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق