الخميس، 9 أغسطس 2018

ماذا أعدّت المعارضة السودانية لانتخابات 2020م ؟

الاجابة فى غاية البساطة؛ لم تعد شيئاً! ليس ذلك فحسب، بل القوى المعارضة السودانية وحتى هذه اللحظة لا تملك ادنى تصور لما يمكن ان يكون عليه الوضع فى الانتخابات الوشيكة المقبلة التى لا تفصلنا عنها سوى أشهر قلائل فى العام 2020.
وحين نقول اشهر قلائل فاننا نعني ذلك بدقة، ذلك ان الامر لا يتجاوز الـ18 شهراً على الاكثر. بل حتى عام 2019 لا يمكن احتسابه خارج سياق الإعداد و الاستعداد للعملية الانيتخابية، فهو العام الذي تتهيأ فيه القوى السياسية لخوض السباق الانتخابي، بعد ان تكون قد عقدت مؤتمراتها واختارت مرشحها الرئاسي ومرشحيها للبرلمان وتسلحت بالارادة السياسية الكاملة.
ربما يقول قائل ان السودان يعاني ازمات وعلى الوجه  الخصوص ازمات اقتصادية خاقنة؛ وان حلحة هذه الازمات لها الاولوية. هذا الزعم نجده على لسان كل سياسي وزعيم حزبي هذه الايام. الكل يتحدث عن ضرورة حل الازمات ومن ثم الاستعداد للانتخابات.
غير ان المؤسف فى هذا الصدد، ان الانتخابات العامة هي الوسيلة المتحضرة التى باتت كل شعوب الدنيا تحتكم اليها طواعية لحلحلة الازمات ومعالجة المشاكل، ولكن القوى السودانية المعارضة دائماً ما تتوق الى (سباق انتخابي سهل وميسور)! سباق انتخابي تكون فيه هي (وحدها) على المسرح ضامنة للاغلبية والائتلاف.
الآن حين تلقى نظرة عامة فاحصة لن تجد أي جسم من اجسام قوى المعارضة السودانية يأخذ قضية الانتخابات العامة مأخذ الجد. حدث هذا فى اول انتخابات اعقبت الفترة الانتقالية الطويلة فى العام 2010، ثم تكرر ذلك فى العام 2015 . ما من تحالف للمعارضة وجد في نفسه القدرة خلى خوض الانتخابات. قوى الاجماع ، الجبهة الثورية، جبهة الخلاص الوطني، الجبهة العريضة، كلها كانت ابعد ما تكون عن ان تعرض نفسها لاختبار سياسي يصحح المواطنين السودانيين إجاباته.
ثم جاءت قوى المستقبل وقوى نداء السودان وبقايا من تحالف قوى الاجماع ولكنها ما تزال ساكنة كسيحة. قوى نداء السودان التى تتحرك الان خارج السودان ما تزال تتعارك حول هياكل التحالف وتختلف فى الاطروحات والرؤى؛ دعك من ان تجلس بجدية لتعد نفسها للانتخابات.
والاكثر غرابة ان كل قوى المعارضة مشغولة بالمرشح الرئاسي عمر البشير، وهل يقرر حزبه تقديمه للترشح أم لا؟ جميعهم منشغلون بمن سيكون المرشح الرئاسي القادم وما اذا كان المؤتمر الوطني سيقدم ذات المرشح أم مرشح آخر.
لن تجد أحداً يطرح مرشحاً رئاسياً يمثل قوى المعارضة السودانية، ولن تجد عملاً سياسياً جاداً يُطرح على المواطن السوداني من جانب قوى المعارضة لكي يصبح بديلاً وخياراً اضافياً فى السباق الانتخابي.
هذه الازمة البنيوية الفادحة والفاضحة، هي دون شك مؤشر مؤسف ومؤلم لقوى سياسية تملأ الدنيا ضجيجاً ولكنها تتجافى جنوبها عن مضاجع الانتخابات واختبارها الشاق.
قوى تستسهل مقولة اسقاط النظام وإقامة حكم ديمقراطي ولكنها لا تأكل طعام الانتخابات ولا تمشي فى اسواق المنافسة السياسية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق