الأربعاء، 11 أكتوبر 2017

"ما وراء قولو"

يتميز جبل مرة بموقع مميز للغاية، ويغطي الجبل مساحة (12.800) كلم، ويعد ثاني أعلى قمة في السودان، ويبلغ ارتفاعه (10.000) قدم فوق مستوى سطح البحر، ويتكون من سلسلة من المرتفعات بطول (240) كلم وعرض (80) كلم، تتخللها الشلالات والبحيرات البركانية، ويتمتع جبل مرة بطقس معتدل يغلب عليه طابع مناخ البحر الأبيض المتوسط، حيث تهطل الأمطار في كل فصول السنة تقريباً مما يتيح الفرصة لنمو الكثير من الأشجار، وتوجد في الجبل العديد من أنواع النباتات التي ينفرد بها دولياً بالإضافة إلى مجموعات كبيرة من الحيوانات النادرة والأليفة وتوجد في الجبل كميات كبيرة من المعادن واليورانيوم والتي لم يتم استخراجها، ويؤكد الواقع الماثل أن جبل مرة به كنوز لم يتم اكتشافها حتى الآن.
ولا يخلو طلب الولايات المتحدة الأمريكية، من الحكومة السودانية السماح بإنشاء قاعدة مؤقتة لقوات حفظ السلام في منطقة (قولو) بجبل مرة، لا يخلو الطلب من الريبة والشك، على الرغم من أنه جاء بحجة تمكين الاستجابة الإنسانية وحماية المدنيين بجبل مرة، وسبق أن طلب (جون بيير لاكروا) مسؤول عمليات حفظ السلام بالأمم المتحدة في يوليو الماضي لدى زيارته ولاية وسط دارفور، فتح مكتب لبعثة (يوناميد) في (قولو)، وهو ما اقترحه أيضا رئيس (يوناميد) ومسؤولون أمريكيون وبريطانيون في أغسطس الماضي.
وجاء الطلب الأمريكي بعد قرار مجلس الأمن “(2363) (2017)” الذي نص على توفير الوجود الأمني الملح لتمكين جهود الاستجابة الإنسانية وتيسير حماية المدنيين في جبل مرة، كما جاء الطلب متزامنا مع قرار مجلس الأمن الدولي في يونيو الماضي والقاضي بتقليص المكون العسكري ليوناميد بنسبة 44 % كمرحلة أولى تليها مرحلة ثانية للتخفيض اعتباراً من أول فبراير 2018.

ولم تتردد الحكومة السودانية في قبول الطلب، وقالت إنها تنتظر تصورا من بعثة حفظ السلام بدارفور (يوناميد) يحوي تفاصيل حول قاعدة عمليات مؤقتة في منطقة (قولو) بجبل مرة، من المقرر أن تصبح مركزا للبعثة بعد تقليص قواتها، وسبق أن أجرت (يوناميد) محادثات منذ أشهر مع حكومة السودان كي يتسنى لها إنشاء موقع ميداني مؤقت في قولو، إحدى أكثر المناطق التي تعاني تحديات جساما لقربها من مواقع خاضعة للتمرد، ما يجعلها عرضة لمناوشات مسلحة ويقع عليها العبء الأكبر في استقبال النازحين.
وأفاد السفير عبد الغني النعيم وكيل وزارة الخارجية وقتها بأن القرار نص على إنشاء (محطة مؤقتة في قولو) وقال إن حكومة السودان طلبت تصور يوناميد لإنشاء المحطة وأضاف قائلا: “هذا يستدعي أن تقدم اليوناميد تفاصيل تصورها لإنشاء المحطة”، وأكد عبد الغني وقتها أن البيان الصادر عن اجتماع اللجنة الثلاثية المشترك في نيويورك تناول قاعدة قولو، وطلبت حكومة السودان تفاصيل عن إنشاء قاعدة العمليات المؤقتة في قولو، والتزمت بعثة اليوناميد بالرد عليها، وضم الاجتماع الذي أقر التعاون من أجل إنجاز تفويض يوناميد، بما في ذلك إنشاء قاعدة عمليات مؤقتة بجبل مرة، ممثلين للحكومة السودانية والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي.

وفي نهاية أغسطس الماضي اقترح (جيرمايا ماما بولو) رئيس البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور (يوناميد) على الحكومة السودانية نقل مركز عمل البعثة إلى منطقة (قولو) بجبل مرة، وجاء الاقتراح في اجتماع رئيس البعثة المشتركة، بالخرطوم مع الفريق أول ركن بكري حسن صالح النائب الأول لرئيس الجمهورية، والذي بحثا فيه سبل تنفيذ مهام (يوناميد) الجديدة في ما يتعلق ببناء السلام ودعم الاستقرار في المناطق التي ليس بها نزاع واقترح (جير مايا) في ذلك الاجتماع على النائب الأول أن يكون مركز عمل البعثة في منطقة قولو بجبل مرة.
وفي سياق متصل بالمسألة قالت بعثة حفظ السلام بدارفور (يوناميد) أمس الأول (الأحد) إن رئيسها بحث مع والي وسط دارفور، تأسيس قاعدة تشغيل مؤقتة في قولو بجبل مرة كجزء من عملية إعادة تشكيل البعثة، وطبقا لنشرة صحفية ليوناميد تحصلت عليها (اليوم التالي) فإن (جيرمايا مامابولو) الممثل الخاص المشترك للبعثة زار مدينة زالنجي عاصمة وسط دارفور والتقى بالشرتاي جعفر عبد الحكم والي الولاية، واطلع موظفي يوناميد بمقر البعثة في زالنجي على الإنجازات والتحديات الماثلة، وأكدت البعثة إن مامابولو ناقش مع والي وسط دارفور موضوع تأسيس قاعدة تشغيل مؤقتة في قولو كجزء من العملية المستمرة لإعادة تشكيل البعثة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق