الاثنين، 9 أكتوبر 2017

المعارضة.. انتهى الوقت

حالة من الصمت اجتاحت أحزاب المعارضة والحركات المسلحة، جراء رفع العقوبات الاقتصادية عن السودان تلك الأحزاب التي لم تكن تنتظر طويلاً في أي توضيح لموقفها حول أي حدث، يمكن أن يعري لها النظام القائم، وآخرها الأحداث التي وقعت في معسكر كلمة، حيث سارعت الحركات المسلحة والأحزاب المعارضة بالداخل والخارج لإدانة الحادثة واتهام الحكومة بأرتكابها.
لكن يبدو أن الصدمة كانت أكبر هذه المرة، رغم أن كل المؤشرات كانت في اتجاه رفع العقوبات، ولكن المعارضة كانت تراهن على جواد خاسر، ولم تستطع طيلة سنوات الإنقاذ أن تقدم ما يشفع لها أمام حلفائها من الدول الغربية، والذين لم يقصروا في القيام بأدوارهم المناط بها في مجلس الأمن والأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان.
رفع العقوبات سواء أكان كلياً أم جزئياً، هو مؤشر للمعارضة بأن (الزمن انتهى) في مباراة لم تكن (90) دقيقة، بل كانت (27) عاماً، استعانت فيها بكل الأساليب المشروعة وغير المشروعة، ولكن رغم ذلك خسرت النتيجة، ولم يتبق أي وقت بتوقع أن تحرز فيه هدفاً يعيدها إلى أجواء المباراة.
قناعتي الراسخة أن فرض العقوبات في العــ1997ــام كان لعدم رغبة أمريكا في التعامل مع النظام القائم، وليمل بسبب لافتة الحكومة الإسلامية أو الإرهاب أو انتهاك حقوق الإنسان أو غيره، لأن منظار واشنطن الذي كانت تنظر به للحكومة حينما فرضت العقوبات، هو ذات منظار المعارضة فلم
تبدل واشنطن العدسات، ولكن استعدلت صورة شبكية العين، فأبصرت الصورة بوضعها الطبيعي، فيما لا زالت المعارضة ترى الصورة مقلوبة داخل الشبكية. فواشنطن رأت أن هناك تحسناً في ملفات حقوق الانسان وغيرها من الاشتراطات التي وضعتها للخرطوم لرفع العقوبات، ولكن المعارضة
لم تر ذلك التحسن.
واشنطن برفع تلك العقوبات بلا شك نظرت لمصالحها الاقتصادية، ومعروف أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رجل اقتصادي وقالها صراحة منذ توليه الرئاسة إنه لن يرهق خزينة بلاده مجدداً في حروب وقضايا لأنهم الشعب الأمريكي، فبدأ برفع الحظر الاقتصادي، لأن الاقتصاد هو المحرك
الأساسي والذي على ضوئه تحدد السياسات، وبما أن واشنطن أرادت للاقتصاد السوداني الانتعاش، فإنها أرادت للنظام الاستمرار، وهي رسالة للمعارضة كما اشرت أعلاه، بأنه لم يعد هناك ما يبرر لمقاطعة الحكومة بعد فشل المعارضة.
الآن رفع تلك العقوبات ضخ دماء جديدة في شريان الحكومة، وهو الأمر الذي أدى لإحباط الكثيرين ممن يعارضون الإنقاذ، وكما قال صاحب أشهر تسجيلات صوتية على الواتساب حامد الجبوري ( إن رفع العقوبات بالنسبة للحكومة  صار كالرجل المسن الذي تزوج بفتاة صغيرة)، أي أن الحكومة أعادت
شبابها مجدداً ويمكنها أن تنجب أبناء، ولكن هل تستطيع تربيتهم أم تأتي مشيئة الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق