الاثنين، 9 أكتوبر 2017

احذروا هذا الشيطان !

كنت أعلم أن بلادنا ، ربما دون غيرها من بلاد الدنيا ، ابتليت بأردأ أصناف بني الإنسان بل بمردة من الشياطين يظهرون للناس في صورة بشر من لحم ودم، كما كنت أعلم أن هناك منظمات سودانية مثل (انقذوا دارفور) تقتات بالسحت في المدن الأمريكية وقد التف حولها مجموعات من السفهاء والساقطين المتكسبين من إلحاق الأذى ببلادهم وأهليهم كما كنت أتابع من قديم ما تفعله بعض المنظمات والناشطين من أعضاء الكونجرس الأمريكي مثل (منظمة كفاية) (Enough) التي ينشط فيها بعض أعداء السودان مثل جون برندرقاست، ولكني فوجئت بالأمس أن هذه المنظمة يعمل بها حاقد تافه رغم أنه للأسف سوداني ! هذا الرجل يسمى عمر قمر الدين ويعمل في وظيفة منسق السياسات في تلك المنظمة الشريرة.
كنت أتساءل طوال العقدين الماضيين كيف لمنظمة أمريكية تتفرغ تماماً لإحدى المهام القذرة ويصبح شغلها الشاغل آناء الليل وأطراف النهار إيذاء السودان ولا شيء غير إيذاء السودان وشعبه ولم أعلم السر إلا عندما قرأت الحوار الذي أجرته (التيار) ونشرته مع هذا الحاقد المغبون برفع العقوبات الأمريكية في اليوم التالي للقرار الأمريكي الذي نزل كالصاعقة على الرجل وعلى كثيرين غيره سعوا ولا يزالون لانتقاص فرح السودان من خلال نشر ما يعكر صفو وأمزجة الفرحين ويحيل سعادتهم إلى حزن وغم.
هذا الرويبضة اسمه عمر قمر الدين وقد نشر غثاءه بخط أحمر عريض يقول :( العقوبات الذكية ستكون أشد صرامة ولن تسمح بالالتفاف أو التلاعب)!
ثم قال بعد أن لطم الخدود وشق الجيوب حزناً على رفع العقوبات ، قال : (الأهم من العقوبات هو وجود السودان في قائمة الإرهاب) مضيفاً أن منظمة كفاية اقترحت ما سمته (العقوبات الذكية) بدلاً من النموذج الذي تم رفعه الآن ومضى في شرح العقوبات الذكية بأنها تلك (التي تطول الأفراد والمجموعات وهي أكثر إلزاماً بالقانون الأمريكي وتسهل متابعتها ومراقبتها أكثر من العقوبات الفائتة ذلك أن المخالفة تنكشف بمجرد حدوثها وهي معتمدة على قوانين موجودة كما أنها تعتمد على التطور الذي حدث في أنظمة التكنولوجيا) وأضاف (سنمضي باتجاه العقوبات الذكية) وقال في رده عن سؤال حول أسباب فشلهم في إجهاض قرار رفع العقوبات : شعرنا أن العقوبات المفروضة باتت (غير مجدية لأنها استغرقت نحو (20) عاماً ولطول المدة استطاعت الحكومة السودانية الالتفاف عليها)!
بالرغم من كل الأذى الذي أحسه كل مواطن في حياته وعيشه طوال العقدين الماضيين يقول ذلك الرويبضة لتبرير فشلهم الذريع في إجهاض رفع العقوبات أنها باتت غير مجدية!
والله أني لا أعجب من هذا القول الساقط بقدر ما أعجب من جرأة هذا المجرم وهو يتلمظ كلماته الحاقدة إمعاناً في تبغيض هذا الشعب فيه وفي أمثاله وأشباهه الذين ظلوا يحملون السلاح حرباً على بلادهم وأهلهم وقتلاً وتشريداً لهم بدون أن يطرف لهم جفن أو يهتز ضميرهم خوفاً من رب يرقب ويحاسب وتاريخ يرصد ويسجل.
في الوقت الذي يشن فيه ذلك (السوداني) الحرب على بلاده قرات حواراً آخر مع أمريكي يدعى بيتر واطسون أبدى سعادته وتعاطفه وفرحه لرفع العقوبات!
واطسون الذي زار السودان مرتين كان آخرها في يوليو الماضي قال خلال الحوار الذي أجراه معه محمد عبدالعزيز عبر صحيفة (السوداني) التي أبرزته بخط احمر كبير : ( العقوبات المتبقية لن تكون فعالة) وفي سبيل رفع السودان من قائمة الإرهاب ركز الرجل على أهمية التعاون بين السودان وأمريكا من خلال (تسويق الأدوار الإقليمية الكبيرة التي يقوم بها السودان لتعزيز أمن المنطقة) كما تحدث عن أولويات السياسة الأمريكية خلال المرحلة المقبلة خاصة في مجال حقوق الإنسان.
ذلك هو نفس ما أشار إليه بيان مكتب المتحدث الرسمي بوزارة الخارجية الأمريكية والذي قال
(إنه يلزم السودان إحراز المزيد من التقدم لتحقيق السلام بصورة كاملة ومستدامة في السودان والتعاون مع الولايات المتحدة بشأن أولويات الإدارة الأمريكية بما في ذلك زيادة توسيع نطاق وصول المساعدات الإنسانية وتحسين ممارسات حقوق الإنسان والحريات وضمان ان حكومة السودان ملتزمة بالتنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن الدولي بشأن كوريا الشمالية).
بالرغم من كيد الكائدين أمثال عمر قمر الدين وأشباهه فإن ما تبقى قليل للغاية ولعل أكثر ما يطمئن أن (التشبيك) Engagement الذي حدث بين السودان وأمريكا سيسهل الخطوة التالية وليس أدل على أن السودان أصبح يتمتع بدور إقليمي ومركزي فاعل في مجال الأمن في أفريقيا من عقد اجتماعات أجهزة الأمن الأفريقية (السيسا) في الخرطوم والتي حضرتها السي آي ايه وبعض أجهزة الأمن الإقليمية في دول مؤثرة مثل السعودية والأمارات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق