الأربعاء، 11 أكتوبر 2017

إلى المؤتمرين في هيبان وكاودة

غادر منطقة الدلنج والكرقل والدبيبات ونواحيها يوم الخميس الماضى 60 عضوا للمشاركة فى مؤتمر الحركة فى كاودا وبصحبتهم 120 من الحراسة والرفقة وهم يمثلون 9 مجموعات قبلية وإثنية من ارجاء ولاية جنوب كردفان.
تحركت مجموعات أخرى تمثل القيادات والقبائل للمشاركة فى المؤتمر العام للحركة الشعبية فى إجتماعاته الفرعية ومؤتمره العام ، والمعلومات متاحة بالأسماء والمناطق ، وكلمة السر الجديدة واحدة إنها روح (السلام) ، وأجواء التسامح ، وقبل أيام شارك اكثر من قيادى فى الحركة الشعبية فى مناسبات مختلفة فى مناطق الدلنج وكادوقلى والعباسية ثم عادوا من حيث جاءوا ، وقبل أيام تم افتتاح إنارة محلية ترتر وخلال ايام يتم ذلك فى كل المحليات وتتوفر المياه فى كل المحليات وخلال عام تم إفتتاح 40 مدرسة جديدة وزاد عدد طلاب الأساس من 120 الف طالب الى 235 الف طالب ، ولأول مرة تصل الكهرباء القومية مدينة الدلنج ،كل ذلك وكلمة السر واحدة إنها (السلام).. حتى الآن وخلال 16 شهرا لم تحدث مواجهات نار ، فإن إنتقالا كبيرا وشواهد كثيرة حدثت فى المجتمع ، وتلك هى الرسالة التى يمكن ان يتم حملها الى هناك ونتوقع ان تعودوا بها وبقية المؤتمرين . لم تحقق الحرب نتيجة أو غاية ، ولم يحدث فى تاريخ الإنسانية أن حققت الحروب سوى الدمار والخراب ، بينما وحده السلام ما يصنع الفارق
لقد سحبت حكومة جنوب كردفان مفردات التخوين والتهويل ، ليس لأنها عصية على النطق ، وإنما توفير لبيئة توافقية فى المجتمع وخلق مناخ جديد ، وسبق ذلك إعلان لوقف إطلاق النار من رئيس الجمهورية وتمديده اكثر من مرة ، تهيئة لأجواء السلام والحوار ونبذا للحرب ، فهل فى اجواء وجنبات المؤتمرين فى هيبان وكاودة من ينظر الى مصالح أهله ومنطقته أكثر من الأجندة السياسية والمواقف العقدية ..إن العبارات المفخخة التى أطلقها الحلو فى بعض إجتماعاته لا تضيف جديدا فى سجالات الصراع فى المنطقة ومناخات المواجهات ، وتلك حرفة سهلة الإكتساب وموفورة على كل حال ، وإنما القادة هم من يحدثون التغيير من خلال رؤية تتجرد عن المماحكات السياسية والنظرة الضيقة . لقد افقدت الأجندة قصيرة النظر 6 اعوام من فرص الإستقرار واعمار البنيات التحتية وغرقت المنطقة فى حرب لا طائل منها ولا فائدة سوي المزيد من النزوح والفقر وتوقف فرص البناء والإعمار
لم تعد البيئة العالمية بذات تهور تسعينات القرن الماضي وصخبها وقد شكلت الأزمة الإقتصادية صدمة أدت الى انحسار تلك الفورة العالمية لإحداث الفوضى ، ولذلك من الغريب أن قادة الحركة تلقوا بإنزعاج قرار رفع الحظر عن السودان ، مما يشير الى عدم إمعانهم النظر وقراءة التحولات ، إن العالم كله يدعم الإنتقال الى السلام والإستقرار وربما يوفر فرصة تمويل عمليات السلام ، فدعونا ننتهز هذه المناخات لتحقيق السلام . إن قادة القوى المسلحة والحركات المناوئة وبعضهم خرج من الخرطوم لا يعانى أهلهم وذووهم ذات مرارة الحرب وقسوة النزوح ، ولا يهمه سوى مكايدات سياسية ومصالح بعيدة عن المواطن وحياته.
إن الكثيرين فى جنوب كردفان عادوا من مناطق التمرد الى ديارهم ، يصل العشرات يوميا منهم للإنخراط فى حياة مجتمعية جديدة ، وهذه بشارات، ولابد ان تتسع العودة لبداية الإعمار .. اطفئوا نار الحرب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق