الخميس، 12 أكتوبر 2017

رفع العقوبات هل هو مقدمة لرفع إسم السودان من لائحة الارهاب؟

مع أن الولايات المتحدة رفعت العقوبات عن السودان -وفق حقائق واقع محددة بدت مقنعة لها ومن ثم لم تترد طويلاً في رفعها- إلا ان السودان ما يزال على القائمة الأمريكية لدعم الارهاب!
ولا شك أن حيثيات قرار الرفع لا تبعد كثيراً عن قرارا رفع اسم السودان من قائمة الارهاب، ففي المسارين فان جوهر القضية مشترك ومتماثل. واشنطن سيطر عليها شعور طاغ في وقت من الأوقات ولا يزال على إن السودان يمارس ممارسات تضر بأمنها  القومي.
ولكن كان ولا يزال الملفت في الأمر أن واشنطن رغم طول اتهاماتها للسودان بدعم الارهاب ورغم طول فرضها للعقوبات ضده -طوال 20 عاماً- لم يحدث قط أن قدمت أدلة مادية قاطعة تدين السودان؛ وأبسط دليل على ذلك أنها لو امتلكت ذلكم الدليل لاستعصى تماماً مجرد تفكيرها في التفاوض بشأن رفع العقوبات، والأكثر تدليلاً من كل ذلك إن واشنطن ظلت ومنذ أكثر من 12 عاماً تلوح للسودان بإمكانية رفع العقوبات عنه بغض النظر عن حنثها بوعودها في كل مرة، فالمهم أنها كانت تلوح برفعها إذ أن المنطق يقول إنها لو كان تشعر بأضرار مباشرة على أمنها القومي من السودان لما بذلت له الوعود حتى ولو كذباً برفعها لان قضايا الأمن القومي في العادة لا يتم وضعها في محل مساومة مهما كانت الظروف.
تأسيساً على ذلك فان خطوة رفع العقوبات التى تدرجت عبر استثناءات ثم رفع جزئي ثم رفع مربوط بمهلة زمنية، هي دون شك بمثابة مقدمة لخطوات مماثلة فيما يتعلق بقائمة الارهاب. صحيح إن قائمة الارهاب ربما كان لها تعقيداتها الروتينية وتقاطعاتها الإدارية في المؤسسة والأجهزة المعينة في الإدارة الامريكية وربما كانت مسارات الرفع فيها أكثر تعقيداً.
ولكن بالمقابل فان العناصر المكونة لكل منها مشتركة وطالما أن واشنطن وصلت إلى قناعة ذاتية بأن السودان لا يستحق العقاب فان مقتضى ذلك انه أيضاً لا يستحق أن يوضع على لائحة الارهاب على الرغم من الأسباب الموجبة للوضع على لائحة الارهاب أو حتى تعريف كلمة الارهاب نفسها ملتبسة وليست معروفة على وجه الدقة والتحديد.
ولذا من الطبيعي أن يثور سؤال ويظل عالقاً في سماء العلاقات بين  البلدين، إذا كانت قد انتفت الأسباب الموجبة لمعاقبة السودان ومحاصرته اقتصادياً؛ أليس من الطبيعي بذات القدر والمنطق إن الأسباب الموجبة لبقاء هذا البلد علا لائحة الارهاب قد انتفت هي الأخرى تبعاً لذلك؟
 بل نمضي بعيداً من ذلك مستصحبين ذات المنطق؛ ألم تعترف واشنطن باستمرار بان السودان قام بدور فعال ومؤثر يستحق الإشادة في مجال مكافحة الارهاب؟ ما الجدوى إذن من إبقائه على اللائحة في ظل كل هذا التقدم الإيجابي الكبير المُحرز؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق