الثلاثاء، 10 أكتوبر 2017

بـيـــت (بـكــاء)

المعارضة المعترضة على رفع العقوبات تعترض دون أن تشعر بمرحلة المصالح التجارية مع السودان لعشرات الشركات الأمريكية .. من بينها شركات التاجر العجوز الرئيس الأمريكي ترامب ..
والحكومة السودانية استطاعت إسالة لعاب ترمب بعرض موارد السودان التي كانت تنتظر حال الصمغ العربي وأسالت دموع المعارضة بإنجاز رفع الحظر.
فرفع العقوبات الاقتصادية عن السودان ..وجد احتفاءات واحتفالات من قطاعات واسعة من السودانيين .. لم يجدها استقلال السودان يوم رفع الأزهري العلم .. ولو كان رفعها بعد عشرين عاماً أمراً متوقعا بعد جهود الحكومة الحثيثة والبثيثة في كل منبر .. وبعد أن جاءت مرحلة تجارية أمريكية جديدة بعد تقلد التاجر ترامب شراء كل موارد السودان خاماً بواسطة الشركات الأمريكية .. فإن رفعها مثل ختان الطفل .. ليس بالضرورة أن يكون مناسبة لإقامة حفل بهيج ( حفلة طهور )كما تسمى.
فالختان ( الطهور )أصلاً لا بد منه .. ولذلك لا معنى للاحتفال به بإقامة حفل.. وكذلك رفع العقوبات .. فإن ما بعده من مرحلة تقوم فيها فرصة للمراجعات الاقتصادية والنقدية .. ولمعالجة مشكلة وكارثة الصرف خارج الموازنة .. تتطلب استيعاب مستحقاتها. وكانت مشكلة للإمام المهدي مع أحد شيوخه كانت (حفلة طهور) وقد غضب منه الإمام المهدي وفارقه (فراق الطريفي لجمله) وبالمقابل لو نرى من يبخس أهمية رفع العقوبات من باب الكيد السياسي .. ويشير إلى أن علاقة الخرطوم بكوريا الشمالية ستكون تحت المجهر .. وكأنه يهيئ المجتمع الدولي لتصديق مؤامرة تحاك مستقبلاً ضد دولة الحوار الوطني .. فإنه لم يفهم ولم يشعر بالمرحلة التجارية الأمريكية في عهد الرئيس الأمريكي التاجر.
فوضع الأمور في مسار سياسي أمر يهم الحكومة لشطب اسم السودان في عهدها من قائمة الإرهاب .. ويهم المعارضة لاستبقاء اسم السودان في نفس القائمة.
لكن لا (حفلة الطهور) ولا سرادق العزاء بيت (البكاء) التي تنصبها المعارضة المعترضة على رفع العقوبات .. هو لب الموضوع .. والبكاء لن يعيد الميت إلى الحياة قبل يوم البعث.. فالموضوع ..موضوع سوق .. والسوق سوق موارد السودان. فهل تريد المعارضة حرمان الولايات المتحدة في عهد التاجر ترامب من الموارد المتنوعة التي ستنعش إنتاج عشرات الشركات الأمريكية ومنها شركات الرئيس العجوز نفسه؟
هذا هو مزاج المعارضة الواهية الواهمة دوماً .. فقد اقتربت من قرنق.. وانسل منها مثل السبيبة من العجين .. واقتربت من سلفا كير .. ووجدته كفاه كوارث بلاده .. واقتربت من الدوائر الأمريكية وقد خذلها أسوأ رئيس.. كانت تراهن على سوئه ليأتي بها إلى حكم السودان.
نعم.. رفع العقوبات التجارية .. لو كان يعني خارجياً السماح باستئناف النشاط التجاري بين السودان وبين أوروبا (ألمانيا وفرنسا وإيطاليا) ولا ضرورة لأمريكا ..

ويعني داخلياً إصلاح الميزان التجاري والسياسات النقدية وجعل كل بنود الصرف دون استثناء داخل الموازنة العامة .. فلا تجنيب ولا مضاربات حكومية.. فإن (الترابة في خشم المعارضة) فإن المعارضة ستتجرع سم كأسات اليأس دور من أمريكا ودور من الحكومة .. بدلاً من شراب كأسات الهناء دور منهن ودور مننا .. كما ردد الكاشف.
لو للمعارضة ذكاء سياسي يمكنها أن تقدم الاقتصاديين المعارضين لحسابات مرحلة ما بعد رفع الحظر التجاري .. أو مرحلة سوق الموارد السودانية ذي الزبون الأمريكي. ولو لم تفعل.. فلا حاجة للبلاد إذن إلى مواقف المعارضة التي تعجز عن رسم خريطة طريق لحل مشكلة السودان الملحة ..المشكلة الاقتصادية.. وبذلك فما قيمتها؟
كل هم المعارضة مصالحها السياسية حتى ولو كان تحقيقها باستبقاء الحظر التجاري .. فهي لا يهمها استمرار انخفاض العملة الوطنية.. لأنها تراها مما يؤذي الحكومة.. لكن للأسف أن ذلك يؤذي المواطنين الفقراء .. وهم الأغلبية الحائرة. فأسلوب المعارضة المعترضة على رفع العقوبات للضغط على الحكومة هو نفسه كان أسلوب واشنطون .. وواشنطن اهتدت.. والله يهدي المعارضة المعترضة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق