الأربعاء، 25 أكتوبر 2017

صراعات جديدة

أعاد نبأ الخلافات التي بدأت بين رئيس الحركة الشعبية المنتخب عبد العزيز الحلو، وجقود مكوار، إلى الأذهان سلسلة الخلافات التي ضربت الحركة منذ عدة أشهر، وأشارت الأنباء إلى أن الخلاف بين الحلو ومكوار رجع لإصرار الأخير على رئاسة الحركة وتمسكه بعدم السماح لغير نوباوي برئاسة الشعبية مرة أخرى.
وتشير الأوضاع داخل الحركة الشعبية إلى بروز تيارين يدعم أحدهما عبد العزيز الحلو بينما يدعم الآخر جقود مكوار بجانب اصطفاف عدد كبير من أبناء النوبة خلف الثاني مما ينذر بحدوث انشقاق داخل الحركة شبيه بالذي قاده الحلو ضد عقار وعرمان من قبل.
ويبدو أن الخلاف بين الحلو ومكوار كان متوقعاً منذ تنفيذ قرار مجلس أبناء جبال النوبة داخل قطاع الشمال بإقالة جقود مكوار من قيادة أركان الجيش الشعبي لقطاع جبال النوبة وتعيين عزت كوكو بدلاً عنه في خطوة كانت تحمل معها الكثير من المدلولات التي ربما فطن لها مكوار منذ وقتها غير أنه لم يقم بأي إجراءات إلى حين قيام المؤتمر العام للحركة ليطرح نفسه رئيساً.
لكن انتخاب عبد العزيز الحلو لرئاسة الحركة قلب موازين الذين يتحفظون على الطريقة التي يدير بها الحلو الأمور داخل الحركة الشعبية وتعزيز مبدأ العنصرية التي يحكم بها للفصل في بعض القرارات, الأمر الذي دفع جقود إلى الاعتقاد بأن الحلو يريد أن يبني لنفسه طريقاً جديداً بمعزل عن الآخرين من خلال تقريبه لعدد من أبناء القبائل على أساس إثني حتى يتم الولاء له بالصورة المطلقة خاصة وأن الوضع دخل الحركة أصبح غير آمن خاصة بعد خروج عقار وعرمان.
ويمكن القول إن الحلو الآن يخوض معركة يجهل نتائجها خاصة وأنه الآن فتح أكثر من جبهة مع عقار وعرمان من جهة وبينه وبين مكوار من جهة أخرى، الأمر الذي يدفع الرجل إلى محاولة تحصين نفسه من الانقلابات والسعي إلى إيجاد أكبر عدد موال له من القبائل.
على الرغم من المكانة التي يتمتع بها الحلو حالياً داخل الحركة الشعبي إلا أنه لا يمكن الاستهانة بجقود مكوار لجهة أنه الداعم الرئيس لعبد العزيز الحلو منذ أن أعلن انحياز الجيش الشعبي للحلو إبان انفجار الأزمة بين الحلو والثنائي (عقار وعرمان) الأمر الذي ساهم في تفاقم الأزمة السياسية العسكرية التي تعيشها الحركة.
في ذات الوقت الذي يرى فيه عقار أن انحياز الجيش الشعبي لعبد العزيز الحلو ـ أيا كانت أسبابه ـ لن يحل أزمة الحركة ولن يؤدي إلى مواجهة فعلية مع الحكومة بل إنه سيقزم الحركة ويشكل انتصاراً مجانياً لمصلحة الحكومة.
لاشك أن المتغيرات التي حدثت داخل قطاع الشمال تمثل شرخاً كبيراً للحركة مما يؤدي إلى تفكك مكوناتها من خلال تعدد الخلافات والتي ربما تقود مستقبلاً إلى تفكيك الحركة كلياً.
ومن الواضح أن الحلو كان يتحسب لتقلبات مكوار منذ زمن بعيد الأمر الذي دفعه لإقالته من رئاسة قوات الجيش الشعبي لعلمه أن قوة الحركة الآن تستمد من الجيش الشعبي.
أصبحت الخلافات سمة ملازمة للحركة الشعبية في عهد عبد العزيز الحلو حيث أصبحت تتصدر وسائل الإعلام في كل يوم أنباء حول الخلافات داخل الحركة في الوقت الذي ترى فيه الحكومة أن الأحداث الداخلية للحركة الشعبية ستزيد من معاناة أبناء المنطقتين خاصة بعد أن بلغ التفاوض مراحل متقدمة، ولاشك أن الانقسام الذي تعاني منه الحركة الشعبية سيؤثر سلباً على ملف السلام والمفاوضات، فالمشهد الماثل داخل الحركة الشعبية يؤكد أن الأمور تجاوزت نطاق رئاسة الحركة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق