الأحد، 20 نوفمبر 2016

روسيا والجنائية .. انسحاب على خطى الافارقة

وقع الرئيس فلاديمير بوتين أمرا تنفيذيا، الأربعاء، يسحب توقيع روسيا من معاهدة تأسيس المحكمة الجنائية الدولية لتنضم بذلك إلى بعض الدول الأفريقية التي أعلنت الانسحاب من المحكمة.وأفاد الأمر التنفيذي الذي بدأ سريانه على الفور بأن روسيا لن تصدق على اتفاقية تأسيس المحكمة الجنائية الدولية التي وقعت عليها في العام 2000. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان “للأسف فإن المحكمة لم تحقق الآمال التي كانت معقودة عليها ولم تصبح بحق كيانا مستقلا يمثل العدالة الدولية”. وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين للصحافيين، إن قرار سحب توقيع روسيا اتخذ “من أجل الصالح الوطني” وهو مجرد إجراء شكلي إذ أنه لا يغير شيئا في ما يتعلق بنطاق اختصاص المحكمة.ولأنها لم تصدق على الاتفاقية لم تكن روسيا خاضعة لأحكامها على أي حال، ولذلك يعتبر قرارها رمزيا.
وأثار تقرير أصدره مكتب الادعاء بالمحكمة، غضب روسيا بسبب إشارته إلى ضمها شبه جزيرة القرم في العام 2014 من أوكرانيا على أنه صراع مسلح.كما تتهم روسيا المحكمة بالتركيز على اتهامات إلى ميليشيات أوسيتية وقوات روسية بارتكاب جرائم حرب أثناء الحرب الروسية الجورجية القصيرة في أغسطس 2008، وغض النظر عما ارتكبته القوات الجورجية بحسب قولها.وتتعرض روسيا كذلك لضغوط عالمية بسبب ضرباتها الجوية في سوريا ويتهمها بعض المدافعين عن حقوق الإنسان والمسؤولين الأميركيين بقصف مدنيين وأهداف مدنية، وتنفي روسيا ذلك باستمرار.
وذكرت الخارجية الروسية بأن المجتمع الدولي كان يعلق آماله فيما يخص منع إفلات المجرمين من العدالة في سياق الجهود المشتركة الرامية إلى الحفاظ على السلام والأمن الدوليين، وتسوية النزاعات، ومنع ظهور بؤر توتر جديدة.وتابعت: “للأسف الشديد، لم تحقق المحكمة الآمال التي كانت معلقة بها، ولم تصبح هيئة مستقلة وموثوقة للقضاء الدولي”. وذكّرت بأن المحكمة قد تعرضت للانتقادات في العديد من المحافل الدولية، بينها الجمعية العامة للأمم المتحدة، بسبب أسلوب عملها الأحادي وغير الفعال لدى النظر في القضايا المطروحة.ولفت البيان إلى أن المحكمة خلال عملها على مدى السنوات الـ14 الماضية، أصدرت 4 أحكام فقط، لكنها أنفقت خلال الفترة نفسها ما يزيد عن مليار دولار.
ورحبت الخرطوم بانسحاب روسيا من محكمة الجنايات الدولية، من خلال سحب توقيعها على نظام روما.وأشارت وكالة السودان للأنباء ان وزارة الخارجية أعربت عن ترحيبها بالبيان الصادر عن وزارة الخارجية الروسية الأربعاء، والذي أعلنت من خلاله عن سحب روسيا رسميا توقيعها على نظام روما المؤسس للمحكمة الجنائية الدولية بناء على قرار من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مؤكدة أن المحكمة فشلت في تحقيق تطلعات المجتمع الدولي.
وقال السفير قريب الله الخضر الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية في تصربح لـ “سونا” إن القرار الروسي يمثل دعما قويا للموقف الإفريقي المناهض للمحكمة التي أثبتت فشلها التام في أن تصبح ساحة للعدل ومعاملة كافة الدول على أساس من المساواة”.وأضاف، أن انسحاب روسيا “يشكل خطوة كبيرة في طريق تحقيق توافق دولي واسع للانسحاب من هذه المحكمة التي صارت مجرد أداة سياسية تستغلها بعض القوى الغربية لتحقيق مصالحها الذاتية على حساب القيم الإنسانية وكرامة الشعوب الحرة”.
وأبدى الجانب الروسي في هذا السياق تفهمه لموقف الاتحاد الإفريقي، الذي سبق له أن قرر وضع خطة منسقة لخروج أعضائه من اتفاقية روما.وأشارت الوزارة إلى أن بعض الدول الإفريقية قد بدأت إجراءات في هذا الاتجاه.
وتجد الاتهامات التي يوجهها الاتحاد الإفريقي لمحكمة الجنايات الدولية ومجلس الامن التابع للأمم المتحدة بالانتقائية مصداقيتها في انعدام تحرك مماثل تجاه انتهاكات في دول أخرى مثل أفغانستان، العراق، كولومبيا جورجيا، سوريا والأراضي الفلسطينية المحتلة حيث لم ترفع أي قضية أمام المحكمة الجنائية الدولية تخص هذه الدول. رغم ذلك لا يمكن وصف أي قضية من القضايا المرفوعة حاليا أمام الجنائية الدولية بالتفاهة أو نقص الأهلية القانونية لمعالجتها. في هذا الصدد ستكون التهمة التي يمكن توجيهها للمحكمة هي تهمة الإغفال وليس التفويض. من ناحية أخرى رحب القادة الأفارقة بتحرك المحكمة الجنائية الدولية في القضايا التي اتخذت فيها المحكمة قرارات ملاحقة تتلاءم مع أهواء ومصالح القادة الأفارقة كما في حالة موسيفيني في أوغندا، والحسن واتارا في ساحل العاج وجوزيف كابيلا في جمهورية الكونغو الديمقراطية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق