المعارضة وإدمان الفشل..

يوم الأحد لقَّن الشعب السوداني المعارضة درساً جديداً برفضه لمناشداتها له بالعصيان المدني. ويوم الأحد سطر هذا الشعب مرة اخرى أنه أذكى من أن يتلاعب به وبمصيره هواة الفيس بوك والواتساب والمندسين من المعارضين خلف وسائل التواصل الاجتماعي، لقد فاتت عليهم فرصة أخرى حسبوها شرارة لانتفاضة متوهمة لازالوا يترغبونها.

لقد ردت الجماهير أمس بهدوء عليهم وسجلت كل مضابط الخدمة المدنية بقطاعاتها المختلفة والقطاع الخاص حضورا ًكاملاً يشير الى تلاشي مثل تلكم الحملات التي تقودها المعارضة بجبن وتتخفى خلفها لاستخدام المواطنين وطلبة الجامعات والمدارس في تحقيق مآربها..
صحيح على الرغم من توفر هذه الوسائل لكل الأسر واختصارها لعامل الزمان والمكان في إبلاغ الرسالة لمتلقيها ،ورغم كل الجهد الذي بُذل في توصيل الهدف من تحقيق التفاعل مع العصيان ببساطة وبكل فنون استخدام الصورة والكلمة، غير أن النتيجة كانت مؤلمة للمعارضة إذ أنها تكتشف للمرة الألف أن شعبنا واعٍ وعارف وبصير لايمكن خمه وحشده في معركة خاسرة ضد الحكومة التي أثبتت أنها تتفوق على المعارضة في كل شيء وآخرها قرارها بالتراجع عن أسعار الدواء وإعفاء مدير مجلس الأدوية والسموم ومحاسبة موظفين ببنك السودان وشركات أدوية ذلك لأن ما يهم الحكومة هو مصلحة المواطن في معاشه وأمنه واستقراره وطالما هي غاية تعمل من أجلها ليل نهار يسهر عليها رجال ونساء ما توانوا ولا خرَّعزمهم..
من الواجب علينا أن نشكر هذا الشعب ونشكر المواطنين الخُلَّص على صبرهم ونحن ندرك أن هناك معاناة حقيقية بسبب الغلاء ونشيد بصبرهم على المعالجات التي تتخذها الحكومة في معالجاتها للأوضاع الاقتصادية ونأمل أن تبلغ غاياتها في خلال العام المقبل ليعم الخير أهل السودان وينعم الجميع بالرفاء ونقول ايضاً إن واقع الدول من حولنا التي عمتها الفوضى سواء في جلباب الديمقراطية او غيرها لا يعطي أي مؤشر إيجابي على نجاح هذه التجارب بل فقدت هذه الشعوب أمنها واستقرارها وحكوماتها حيث أن هناك دول مرت عليها سنوات بعد التغيير والثورة ولم يستطع الثوار الجدد الاتفاق على حكومة تحفظ هيبة الدولة ..
هذا الواقع لا نريده للسودان وعلينا ألا نحدث أنفسنا به طالما أن الحكومة جادة في برنامج المشاركة وشرعت في إنزال مخرجات الحوار والآن التعديلات الدستورية على منضدة المجلس الوطني وقريباً سيعلن عن حكومة جديدة بداية العام المقبل والسودان سيبقى وطن يسع كل السودانيين بعيداً عن الفوضى والتخريب والترهيب والتثبيط لهمم المواطنين.