الاثنين، 28 نوفمبر 2016

قطاع الشمال.. هل يذهب إلى ليبيا ؟.. خالد حسن كسلا

من يستطيع أن يتخيل خيالاً قابلاً للتنفيذ بنجاح لفك ارتباط قوات قطاع الشمال من الجيش الشعبي ..؟ هل سيجنسها سلفا كير بجنسية جنوب السودان ويعيد انتشارها بالداخل و هو قائدها الأعلى أم سيفصلها عن جيشه لتتجه هي مع قوات العدل والمساواة إلى ليبيا حيث سوق الحرب هناك ؟.
و حفتر هناك يحتاج إلى قوات قطاع الشمال جداً .. فهي قوات تابعة لدولة يقودها سلفا كير ..لذلك هي أفضل من حركات دارفور .. حركات دارفور عناصر بشرية دون سلاح و دون لوجست .
و سلفا كير ليس من حل أمامه يرفع عنه الحرج غير نقل قواته في قطاع الشمال بطائرات الأمم المتحدة إلى ليبيا .. و إحدى طائرات الامم المتحدة كانت قد نقلت عقار بعد هروبه إلى جوبا ..و قبله نقلت عبدالواحد .. الغريب شنو؟.

تحركات دولية لفك ارتباط قطاع الشمال بالجنوب .. خبر يعكس استمرار خداع اطراف المؤامرة المتجددة على السودان .
كان قد قالها تعبان دينق هنا في الخرطوم .. ولم يستطع ابتلاعها رئيس دولة جنوب السودان سلفا كير .. واستدعى مالك عقار من باريس ليستمع من تعبان إلى ما لم يستطع ابتلاعه .. وذهب عقار إلى جوبا حسب أوامر قائده الاعلى في الجيش الشعبي لتحرير السودان و رئيسه في التنظيم السياسي .. في الحركة الشعبية لتحرير السودان .
ولكنه غضب من تعبان دينق الذي لم يدعه .. و رفض جملة و تفصيلاً ما قاله تعبان دينق ..وكان ما تسرب مما صدر عن الثلاثة في ذاك الاجتماع المفصلي في مسألة الارتباط الطبيعي بين قطاع الشمال المتمرد هنا في السودان و بين قطاع الجنوب الحاكم هناك في السودان .. يكفي لتوضيح أن مسألة فك الارتباط ليست هي الفكرة الواقعية العملية القابلة للتطبيق .. وإنما الفكرة الصحيحة والحاسمة هي تسريح قوات قطاع الشمال من الجيش الشعبي الذي يقوده سلفا كير .. حتى لا يصبح في يوم من الايام كما اصبحت قوات الجيش الشعبي ( قطاع المعارضة المسلحة) بقيادة مشار .
لكن ماذا كان قد تسرب من اجتماع الثلاثة سلفا وتعبان و عقار .؟
بعد تنفيذ عقار أمر قائده سلفا كير بالحضور إلى جوبا .. وبعد وصوله لتوه اجتمع ثلاثتهم .. وافتتح الاجتماع نائب سلفا كير بكلمات كان قد حملها معه من الخرطوم في آخر زيارة إليها .
عقار لم تسره كلمات الافتتاح .. لأنها توجهه بأن يوقف التمرد ضد الخرطوم ويلتحق بالحوار الوطني الذي يرعاه الرئيس البشير .

ولكن هل كان سلفا كير وتعبان يتوقعان أن ينصاع احد قادة قوات الأول لمثل هذا الخيار ببساطة؟.
هل هذا فعلوه مع قرنق ..؟ هل فعلوه مع مناوي ..؟ هل فعلوه مع السيسي وأبوقردة .؟

لماذا يريدون أن تكون عودة عقار الثانية إلى الخرطوم بتسوية مجانية في حين كانت الأولى بعد تمرده مع قرنق بمنصب دستوري و امتيازات و تخزين إثيوبيات في ثكنات قوات تابعة له في ولاية النيل الازرق إبان (تعيينه) والياً عليها .. وقد كان يقول ( اي جيش مثلما للبشير جيش).
ليس للبشير جيش بل هو الجيش الوطني السوداني بهيئة أركان و نظام ترقيات هرمي و ملفات خدمة و فوائد مستدامة ما بعد الخدمة .
و حتى القوات التي يقودها عقار وكان يخزنها في ثكنات بالنيل الازرق هي جزء من الجيس الشعبي الذي يقوده سلفا كير والذي يتفرق الآن أيدي سبأ .
وفي ذاك الاجتماع .. كان سلفا كير متحرجاً لأن أمامه سؤال كبير حينها .. اكبر من عقله .. كان السؤال يقول ( كيف يكون التوفيق بين الوفاء بما وعد به تعبان الخرطوم .. و بين توجيه الأوامر إلى قطاع الشمال الذي اقود قواته بأن يخرجوا من أرض احكمها ؟.

ولذلك الافضل هو اعادة هيكلة الجيش الشعبي .. وإعادة انتشاره كله في الداخل بأوامر عسكرية بعيدة عن رغبة الخرطوم .
و قوات الجيش الشعبي كلها في القطاعين الجنوبي والشمالي تأتيها المرتبات والترقيات و أوامر التحرك والانتشار وإعادة الانتشار من سلفا كير القائد العام .
فالحرب تبقى بين السودان وجنوب السودان بالفعل .. لكن سلفا كير وعقار مثلوا أمام تعبان دينق تمثيلية سيئة الاخراج .. كانت قيمتها رفع الحرج عن سلفا كير .
تعبان قال لعقار لا نريد الاستمرار في محاربة الخرطوم بقطاع الشمال .. وعقار غضب وتساءل : من هو الرئيس؟ .!
وقد اجابه سلفا كير في مشهد خلته كوميدياً قائلاً (أنا الرئيس).
وإجابة سلفا كير حفزت عقار لمخاطبة تعبان قائلاً: (لا تكلمني مرة أخرى ..و إذا اصبحت أنت الرئيس يمكنك حينها أن تطردنا من جنوب السودان).
ترى ماذا كان يقصد سلفا كير بسيناريو هذه التمثيلية سيئة الاخراج؟.
ترى هل يمكن أن يحسم أمر جزء من جيس يقوده سلفا كير هو قوات قطاع الشمال قبل اطاحة سلفا كير؟.
هذا ما قلناه هنا من قبل .. و نقول الآن بأن التسوية السياسية في الجنوب بين مكونات الجيش الشعبي المنشقة .. دينكا نوير من( الاستوائيين ، فراتيت، ومورلي، شلك)، هي المدخل لحسم دم الحجامة في الجيش الشعبي .. لحسم قطاع الشمال .. و تخيير جنوده بين المواطنة في السودان أو المواطنة في جنوب السودان مع التمتع بالحريات الاربع في السودان في أي وقت .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق