الخميس، 17 نوفمبر 2016

إدعاءات العفو الدولية.. حقائق لجنة تقصي الحقائق!

على الرغم من إدراك الحكومة السودانية العميق -جراء تجارب مماثلة- سابقة ان تقارير منظمة العفو الدولية غير صحيحة ولا تستحق عناء الرد على ما جاء فيها وتفنيدها. لأسباب تتصل بطبيعة و تكوين المنظمة وتاريخها المظلم الطويل والادانات التى تلقتها من جهات أوربية -المحكمة العليا البريطانية 1995م- على سبيل المثال؛ على الرغم من كل ذلك فإن الحكومة السودانية وبدافع مسئوليتها القانونية والأخلاقية لم تدع الامر تذروه الرياح، فقد قامت بتشكل لجنة وطنية أوكلت اليها مهمة التحقيق والتقصي الميداني الدقيق على الارض لسبر غور هذه الادعاءات الخطيرة.
ووفقاً لمتابعات (سودان سفاري) فقد جاء تشكيل اللجنة من 9 أعضاء من بينهم اربعة -بما في ذلك رئيس اللجنة (معاوية بابكر أحمد عثمان)- يعملون بالجهاز الوطني لحظر الاسلحة الكيميائية، وهبة محمد فضل المولى ومحمد السر محمد خير و ابوبكر الفاضل ابو علامة. وهناك اثنان من قسم التحقيقات والأدلة الجنائية التابع لوزارة الداخلية السودانية هما حامد شنتينا على كومي وأحمد محمد عثمان سيد أحمد فيما تم تمثيل وزارة الصحة السودانية باثنين من اكفأ كواردها المتخصصين فى هذا المضمار وهما بابكر أحمد علي مقبول و محمد سعيد دفع السيد، والعضو التاسع اسحاق نور الدين اسحاق، وهو ايضاً يتبع للجهاز الوطني لحظر الاسلحة الكيميائية.
فور تكوين للجنة وبعد تزويدها بالمعينات اللازمة وقدر كبير من الصلاحيات فإنها قامت بالتجوال فى المناطق المدعي فيها استخدام الاسلحة الكيميائية فى جبل مرة وهي أربعة مناطق (فنقا، جلدو، قولو، سورونق) . ولمن يعرفون منطقة جبل مرة فإن هذه المناطق الاربعة هي المناطق الرئيسية التى جرى الادعاء ان الاسلحة المزعومة استخدمت فيها، ولمن يعرفون هذه المناطق أيضاً فإن الوصول إليها و التجوال فيها بكل ما فيها من وعورة وصعوبات طبيعة و مخاطر بوسعهم ان يتصوروا مدى الجهد الشاق الذي بذلته اللجنة بالنظر الى المدة الزمنية التى جرت فيها عمليات التقصي فى اكتوبر الماضي.
 اللجنة قامت بعمل مسح ميداني واسع النطاق باستخدام الاجهزة الفنية و المعدات المتعارف عليها دولياً، كما قامت باستطلاع المواطنين والكشف على بعضهم بحثاً عن أي مؤشرات أو دلائل ولو اولية بسيطة على احتمال استخدام هذه الاسلحة و خلصت الى عدم وجود أي دلائل لا في المرتفعات -على الجبل- ولا على المنخفضات فى السفوح والأودية على وجود آثار سلاح كيميائي.
مصادر المياه نفسها طبيعية لا اثر فيها لأي متغيرات. مراجعة السجلات الطبية المحلية لم تشر الى ورود حالات لأمراض أو أعراض مرضية. الامراض المنتشرة فى تلك المناطق امراض عادية معروفة فى المنطقة (الملاريا، الاسهالات العادية، الجرب). وهي امراض ردتها اللجنة الى تواضع التدابير الصحية واحتكاك الانسان بالحيوان وقلة الوعي الصحي.
كان واضحاً ان اللجنة نجحت في القيام بمهمتها بالسرعة المطلوبة والكفاءة اللازمة ليس فقط للرد على مزاعم منظمة العفو الدولية والتى لم تنجح ادعاءاتها حتي في لفت انتباه خصوم السودان واعداءه، ولكن من اجل التأكيد للرأي العام المحلي فى السودان ان ما تم زعمه لم يعدو كونه محض أكاذيب، وأكاذيب ليست ذكية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق