الاثنين، 28 نوفمبر 2016

دعاية صهيونية قديمة في ثياب بجديدة!

"من حلب إلى دارفور، يجب ألا يبقى اليهود صامتين". بهذه العبارة المضحكة المبكية حاولت صحيفة (جوراليزم بوست) الإسرائيلية بتاريخ 25/10/2016 ان ترسم لوحة حزينة للأوضاع في المنطقة العربية والقارة الإفريقية وتدين ما تطلق عليه مذابح المدنيين الأبرياء!
الحاخام الأكبر لليهود الشرقيين الذي يطلق عليهم في إسرائيل (السفارديم) إسحاق يوسف قال في أحد التجمعات اليهودية (نحن كيهود يجب ان لا نبقى صامتين، لن نسمح باستمرار الابادة الجماعية)! والمدهش، أن هذه التجمعات اليهودية التى أقيمت في أعياد الغفران (كيور) فى اسرائيل، تصدرت وقائعها الصحف على الفور وتلقفتها وسائل الاعلام الإسرائيلية ونشرتها على نطاق واسع.
 كان الحاخام يوسف إسحاق يدين مذابح سوريا ودارفور وكان قبل يوم من خطابه هذا قد تم تسيير تظاهرة من قبل طالبي اللجوء السودانيين من قينسكي بارك جنوبي تل أبيب إلى سفارة الاتحاد الأوربي في (رامات غانا). طالبي اللجوء السودانيين قيل لهم تظاهروا بالإدانة لاستخدام أسلحة الكيميائية في دارفور!
 (إيلي ويزل) الذي سبق له أن قاد مظاهرة مماثلة في واشنطن – العام 20049 كان يتحدث عن (الشفقة) ويتساءل ببراءة صهيونية مدهشة بحق (كيف يمكن لشخص سواء كان متدين أو علماني لا تحركه الشفقة)؟ صحيفة جوراليزم بوست دعت لمتابعة موعظة  الحاخام الأكبر لليهود الشرقيين إسحاق يوسف وان (تدعم إسرائيل بقوة فرض حظر جوي في دارفور وإنهاء العبث مع نظام البشير)!
بالطبع مثل هذه السلوكيات الصهيونية ليست جديدة، فالصهاينة الذين ارتكبوا آلاف المذابح في دير ياسين وصبرا وشاتيلا وفي غزة وهجروا مئات الآلاف من الفلسطينيين، وأبادوا مئات الآلاف منهم منذ العام 1948 من المضحك أن يتحدثوا عن المذابح و الشفقة و الإبادة الجماعية. كما أن اختيار أعياد الصهاينة (يوم الغفران) للظهور بمظهر المتدين الورع من قبل اليهود لم يكن أمراً موفقاً، إذ أن سوء الحظ جعل من هذه المناسبة في العام 1973 كارثة يهودية حقيقية منيت فيه الدولة العبرية وجيشها بأكبر هزيمة مجلجلة في التاريخ وتهاوى قادتها مثل (تماثيل الشمع) تحت ضربات القوة العربية!
من المؤكد ان الصحيفة الإسرائيلية شعرت بالضيق جراء مضي الأمور نحو التوافق والحل النهائي في السودان ولذا أرادت التشويش عليه، فهاهي دولة جنوب السودان تجري فيها مذابح نوعية مفزعة، لماذا لم تذكرها الصحيفة؟ ويا تري ولماذا اختارت كبير حاخامات اليهود الشرقيين (السفارديم) وليس الغربيين (الاشكيناز) للحديث عن مذابح سوريا ودارفور؟
 الرسالة ساذجة وواضحة؛ الدولة العبرية تبحث عن ذرائع وحبال تتوسل بها الى أهدافها في المنطقة وتريد التغطية على جرائمها المتواصلة ليل نهار ولكن تدابيرها في هذا الصدد لم تنجح فالتظاهرة التى أطلقتها المخابرات الإسرائيلية مستخدمة لاجئين سودانيين إلى سفارة الاتحاد الأوربي لإدانة استخدام الأسلحة الكيميائية لم تثمر، ومخاطبة تجمعات اليهود الشرقيين ونشر الدعاية على نطاق واسع هي الأخرى لم تثمر! إذ  يمكن ان تستمر دعاية إعلامية إلى الأبد، لابد ان يأتي يوم تصبح فيه مثل هذه الاسطوانات المشروخة محض طنين خافت لبعوض بلا أثر!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق