الاثنين، 28 نوفمبر 2016

آخر تقليعات المعارضة ..!

لأنها معزولة عن الشعب، وليس لها إلا صدى صوتها الراجع إليها، نشطت قوى المعارضة وبعض شُذَّاذ الآفاق من المعارضين، في الدعوة للفوضى وما يُسمى بالعصيان المدني، على ظن منهم أن الشعب لا يعرف ولا يعلم وأن الجماهير ستكون معصوبة العينين لا تفرِّق بين الفوضى العارمة التي يمكن أن تودي بالسودان كله الى الهلاك ويكون مصيره مثل سوريا وليبيا واليمن، وبين الرأي السليم والسلمي الذي يقدم البدائل ويطرح الحلول المطلوبة ويصوِّب أخطاء الحكومة وهو دور المعارضة الراشدة، لكن أن تتم دعوة للعصيان المدني أو الخروج الى الشارع مستغلين ما يتحمله المواطن من وطأة الإجراءات الاقتصادية القاسية عليه، لهو هدف دنيء للمعارضة التي تريد امتطاء ظهور البسطاء لتصل بها الى السلطة وكراسيها التي ظلت تحلم بها .
إن الدعوة المنبتة في شبكات التواصل الاجتماعي للعصيان المدني، لهي كذبة بلقاء وفِرية ساذجة تريد من خلالها بعض قوى المعارضة صناعة البلبلة والمواجهات والفوضى، وهي تحلم بإسقاط النظام والجلوس مكانه متغافلة أن الشعب يعرف أي نوع من المعارضة هي؟ .. وأي نوع من الطامعين هم؟ .. فهذا الشعب أذكى بكثير من هؤلاء وأكثر وعياً من الدعوات العمياء الفاشلة التي وهموا من قبل إنها ستعصف بالنظام القائم في مهاوي ونفايات التاريخ ..!
هل تظن قطع شطرنج المعارضة المحركة من الخارج، أن دعوات مرتعشات لناشطين وكوادر لاهية في الفضاء الإلكتروني الفسيح، يمكن أن تُخرج الشعب من سياج قناعاته ويستبدل حالة الأمن والطمأنينة والسلم الاجتماعي، بحالة المواجهات والخراب والتدمير والحرائق واختلاط الحابل بالنابل؟ ..
وهل تظن .. أن الجماهير التي صبرت على ضنك العيش وتفهمت أسبابه وتيقنت من ضروراته، وعلمت ما وراءه ومقتضياته، يمكنها أن تستجير بالنار وهي في رمضاء الأسعار و الغلاء، مع العلم أن هذه الجماهير لم تصبر على رمضائها إلا لأنها تعلم بأن الحريق والنار أقسى وأشد تخريباً وفزعاً وهلعاً، فما تُمنيها المعارضة إلا دماراً وبؤساً وخبالاً ..
في ذات الوقت .. على الحكومة أن تجتهد وتفوِّت الفرصة على من يريدون أن تكون بلادنا سوريا أخرى وصومالاً آخر .. فالمعارضة ليس لديها ما تفعله سوى أنها بيدق يتم توجيه حركته من خارج الحدود عن طريق قوى متربصة بالسودان وأهله، فما نعيشه فوق ترابنا من سلام واستقرار وأمان غير متوفر في منطقتنا العربية والإفريقية، انظروا الى جوارنا الملتهب والرصاص يلعلع فوق سمائه كل لحظة وحين، انظروا إلى المدن والأرياف العربية التي كانت هانئة وادعة ما مصيرها وقد غطى وجهها سيل الدماء وأرتال الأشلاء المتناثرة ودخان القنابل والعبوات الناسفة والقذائف والصواريخ ..
على الحكومة أن تسعى بكل ما أوتيت من قوة وسلطان ورجحان عقل لتستمع الى الخبراء وأهل الشأن لتعجيل الخروج من نفق الاقتصاد الى باحة الرخاء والكفاية. فالإجراءات الاقتصادية الحالية التي تم اتخاذها قبل أيام رغم قسوتها ومرارتها، ليست كافية لإصلاح الاقتصاد وإحداث توازن فيه، فهناك إجراءات أخرى لصالح المواطن لابد من اتخاذها لتزيد من اطمئنانه مثل سياسات حفز الإنتاج وزيادة الدخل ومعالجة قضية الفقر والتخفيف من وطأته وتمتين الثقة في الحكومة نفسها وفي سياساتها وبرامجها ..
هناك شُعلة من الأمل لابد أن توقد، وهناك بارقة من تفاؤل يجب النظر في توهجها وفضائها المفتوح حتى تنقشع الظلمة، فمسؤولية الحكومة ليست محصورة في تطبيق ما أعلنته والالتزام به، إنما تكمن في قوة الإرادة السياسية وتوحدها، وفي القدرة على إنتاج الحلول الممكنة وتجاوز العقبات الماثلة، وإشعار المواطن أن مع صبره يسراً ومع عسره فجراً ..
لذلك لا ننشغل بترهات المعارضة وعصيانها .. سيكون هناك عصيان مدني لكنه في الاتجاه المعاكس. فالجماهير الواعية لن تنقاد للمعارضة كما الهوام والعيس والبهائم، لأن جماهير الشعب السوداني أذكى من ساستها المخادعين ..!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق