الأربعاء، 23 نوفمبر 2016

عرمان ... مسعى خائب من رجل خائن

عجيب هو أمر المتمرد ياسرعرمان فهو لا يرغب أن ينعم هذا الوطن بالاستقرار، فلم يكفه أنه السبب في أستمر نزيف الحرب بجنوب كردفان ليجعل أهلها مطية لأن يساوم باسمهم، وهو الذي مارس العمالة ولا يزال حينما أفرغ اتفاقية السلام الشامل من محتواها
ليحمل مواطني الجنوب علي الانفصال، وينفذ أجندة صهيونية هدفها الأساس تقسيم السودان إلي دويلات، وما زال يعمل لهذا الهدف ويرمي الآن لانفصال جنوب كردفان والنيل الأزرق وقد أعلنها صراحة في جولاته التفاوضية بالمطالبة بالحكم الذاتي للمنطقتين. ومن خبث عرمان وسماجتهأنه حاول قبل فترة وبكل ما أوتي من خبث وكيد أن يحول بين زيارة وزير الخارجية البروفسيور ابراهيم غندور إلي واشنطن حينما حرر وأجري اتصالات مع بعض نافذي ورموز المتجمع السياسي استهجن فيها الزيارة ووصف البروف بأنه مهندس الانتخابات الأحادية بل حمله مسئولية الإبادة الجماعية.
وعرمان بتصرفه هذا قد برهن أنه لم يعد يهمه تماسك السودان ووحدته، ما يهمه فقط أن يقبض الثمن حفنة من الدولارات والإقامة بأفخم الفنادق، مقابل أن ينفذ مخططات اللوبي الصهيوني وربيبته الولايات المتحدة الأمريكية، لذا فقد جن جنونه حينما تلقي البروفيسور غندور دعوة رسمية من الناطقة الرسمية باسم الخارجية الأمريكية حينها ماري هارف ، التي أبدت عزم الإدارة الأمريكية الانخراط في حوار هادف مع المسئولين السودانيين في عدد من القضايا.وهذا ما أقلق مضجع عرمان وجعله يبحث عن شتي الطرق لإفشال الزيارة، خوفاً من أن تصل حقائق الأشياء إلي نافذي وصناع القرار الأمريكي، وهذا بالطبع سيكون خصماً علي العلاقة التي ظل يبنيها عرمان، يخفي كثيراً من الحقائق ما فتئ يرسم صوراً شانه عن الأوضاع بالسودان ويحمل نظام الحكم الكثير من تبعاته بينما هو وحركته الشعبية من جعلت البلاد في حال نزاع وحروب مستمرة.
ومن المحزن والمحبط حقا أن التيار اليساري السوداني الذي يعتنق الإشتراكية مذهبا في غالبه صار التابع الذليل للرأسمالية والنيوليبرالية الإقتصادية.
للأسف أن الأمين العام لقطاع الشمال الرفيق ياسر عرمان انتهى به المقام بعد طول حرب على المعسكر الغربي أن يتناسب وجوده السياسي تناسبا عكسيا مع تردي العلاقات بين الخرطوم وعواصم غربية، وأن يصبح رهانه الوحيد وأمله الأوحد هو القطيعة الديبلوماسية معها فقط لا غير.وفي أسئلة ياسر عرمان العشرة للبروف غندور إحساس واضح بخيبة الأمل والإحباط للتعامل المباشر والمتكافيء الذي يحدث حاليا بين الحكومة السودانية والإدارة الأمريكية.

من قبل تكسرت مواقف ياسر عرمان في غرف التفاوض أمام الوفد الحكومي برئاسة المهندس ابراهيم محمود، فاختار الوسائل الخسيسة ليدير بها معركة بعيداً عن مواقف الفعل الحقيقي لتحقيق السلام فأصبح ينشط وسط قوى العمل المدني
والمنظمات ورجال الكونغرس الأمريكي ليروج عندهم بضاعة مفشوشة يزعم فيها أفعالاً ضد حقوق الإنسان للحكومة وغندور ليفشل بها الزيارة الحالية للوفد.
الخصومة الحقة أن تكون مشاركاً فيها ولك قضية محددة الأهداف، وعرمان اليوم ليس له من جنوب ليفصله ولا حركة شعبية يستطيع أن يحرر بها السودان ولم يستطيع أن يحرر ويتحرر من مواقفه التي يسوقها له فقدان الهوية والاتجاه.
لو أن الثورية التي يدعيها الرجل كانت صادقة وحقيقية لدعته ليضع أمام من يقصد موالاتهم لقضايا السودان الحقائق الناصعة والبينة وهي حقائق تقول إن مساعد الرئيس إبراهيم غندور ما كان معنياً ولا مباشراً لقضايا الصراع حرباً وتفاوضاً من قبل، بل كان ينشط في مجال العمل النقابي والعمالي.
عموما فإن الواجب الوطني يلزم الحكومة ألا تخضع لابتزاز عرمان وقطاعه في الحركة الشعبية الذي تبنى هذه القضية بعد أن أشعل الحرب في جنوب كردفان وخدع أبناء النوبة الذين قاتلوا مع الحركة الشعبية لعشرين عاماً، ولما وصلت إلى اتفاقية السلام الشامل تنكرت لهم وأعطتهم ظهرها واهتمت فقط بالجنوب الذي جعل من أبناء المنطقتين وقوداً للحرب التي دامت لأكثر من عقدين من الزمان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق