الأربعاء، 23 نوفمبر 2016

دلالات رفض البرلمان الإفريقي للعقوبات المفروضة على السودان!

قال رئيس البرلمان الافريقي (روجيه أنكودو) أنه يجب على البرلمانيين الأفارقة إظهار التضامن مع شعب وحكومة السودان والوقوف بقوة ضد العقوبات المفروضة عليه. ممثلة البرلمانيين اليوغنديين (جاكلين أمون) ناشدت من جانبها البرلمان الافريقي
للتضامن مع السودان.
المسئولة اليوغندية أشارت الى انه من المهم ان تتحد الدول الافريقية لمواجهة الامبريالية. ولا شك ان القارة الافريقية بإظهارها التضامن مع السودان في مواجهة العقوبات الظالمة الأحادية الجانب التى ظل يرزح تحت نيرها لقرابة العقدين من الزمان تتحلى باليقظة والانتباه وفي مخيلتها التاريخ المرير المضني من الظلم و الاستعمار و سلب الموارد و الإرادة التى مارستها الدول الغربية حيال دول القارة السمراء، ولهذا فإن هذا الموقف يأتي دون شك في سياق تطور تاريخي لافت للعمل الافريقي المشترك بعد أن اصبح الاتحاد الافريقي جسماً واحداً تربطه مصالح دوله وتهزه أي هزة هنا أو هناك  تثير قلقه.
ومن المؤكد انه و بمجرد (إظهار التضامن) وهذا ما دعا اليه البرلمان الافريقي فإن دول العالم سوف يتملكها القلق، لان هناك شواهد على الارض تدل على ان الدور الافريقي في السنوات العشرة الاخيرة بات مؤثراً على الصعيدين الاقليمي والدولي.
واذا أردنا دلائل اقوى فإن بإمكاننا النظر فى مهام حفظ السلام –منفردة كانت أو مشتركة– التى بات مجلس الأمن و السلم الافريقي يتولاها، وهناك عشرات المنازعات الاهلية الداخلية اسهم الاتحاد الافريقي اسهاماً فعالاً في حلها و تفادي التدخل الدولي، بل ما لنا نذهب بعيداً وقد لمسنا قبل ايام استهلال كبريات الدول الافريقية -(دولة جنوب افريقيا)- اجراءات الانسحاب الفعلي من ميثاق روما 1998 المنشئ لمحكمة الجنايات الدولية. و ابتدار ثلاث دول افريقية حتى الآن اجراءات الانسحاب تنفيذاً لقرار قمة افريقية صادر بالإجماع بضرورة عدم التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية وعدم الانصياع لقراراتها ثم تطور الامر لتقديم طلب إلى مجلس الأمن بتجميد قرارات المحكمة (بموجب سلطات المجلس) لإتاحة الفرصة للحلول السلمية، ولما لم يجدِ كل ذلك فقد كان قرار الانسحاب هو الحل وبذا شرعت هذه الدول -والتي سوف تتلوها دول افريقية اخرى تباعاً- في اجراءات الانسحاب.
إذن تستطيع دول القارة السمراء ان تتخذ قرارها وان تنفذه، وهذا ما يجعل من تضامن البرلمان الافريقي مع السودان حيال العقوبات المفروضة عليه –لأي سبب كان– بمثابة بداية لسلسلة مواقف جماعية افريقية ضد القوى الدولية الكبرى التى ما فتئت تستهين بدول القارة وتعتقد انها ضعيفة وعديمة الأثر.
ان تضامن دول القارة الافريقية مع السودان –مقروءاً مع مواقف دول القارة حيال الجنائية الدولية – يستشف منه ان دول القارة قد بدأت في مواجهة كل ما ظل يعكر أمن القارة الافريقية و يزعزع وحدتها و تماسكها وهي ضربة بداية لمواجهة قادمة لا محالة ما بين أولئك الذين ما يزالوا ينظرون الى القارة بمنظارهم القديم. القارة الافريقية في الألفية الثالثة ليست هي قارة القرن التاسع عشر والقرن العشرين و إتفاقية سايكس بيكو!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق