الثلاثاء، 31 يوليو 2018

قوات مناوي في ليبيا.. مرتزقة تحت الطلب

ما زالت الأنباء تتواتر عن مواصلة المجموعات المقاتلة المنتمية لحركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي للقتال بجانب قوات اللواء خليفة حفتر بمنطقة الهلال النفطي بالشرق الليبي. وأضحت ظاهرة تمركز الحركات الدارفورية المتمردة (خاصة حركة مناوي) في عدد من المناطق داخل الأراضي الليبية واستمرار تحالفاتها مع بعض القبائل المحلية في المناطق الغنية بالنفظ، مادة ثابتة بالتقارير والوثائق الصادرة من منظمات الأمم المتحدة نسبة للفظائع والإنتهاكات التي ترتكبها هذه القوات ضد المدنيين العزل، فضلاً عن مشاركتها في أنشطة الإرتزاق والنهب والإختطاف من أجل الفدية والإتجار بالبشر.
وذكرت عدد من التقارير الدولية عن مشاركة قوات من حركة مناوي بقيادة القائد العام جمعة حقار وعبدالله جنا وتجمع قوي تحرير السودان مدعويين بالطيران التابع لقوات خليف حفتر في معارك الهلال النفطي، وقد تكبدوا خسائر فادحة قدرت بالمئات من القتلي والجرحي.
وأكدت مصادر ليبية أن عناصر الحركات الدارفورية التى تقاتل إلى جانب قوات عملية الكرامة التى يقودها حفتر تورطت فى تجاوزات خطيرة عقب دخولهم مدينة قنفوذة مؤخراً، والتي كانت تتحصن بها جماعات ليبية مقاتلة مناوئة لحفتر، وعدد كبير من المدنيين فى غرب مدينة بنغازي شرق ليبيا.
وليس بعيد عن الأذهان قيام مجموعة مناوي بالمشاركة في نبش القبور وعمليات التصفية الميدانية، كما إتهمت منظمات حقوقية قوات حفتر والجماعات الدارفورية المقاتلة بإرتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بعد أن أظهرت صور ومقاطع فيديو مقاتلين تابعين لها يقومون بعملية تصفيات وقتل لمدنيين.
وأكد إبراهيم الزوي أحد أعيان المدينة لـ(smc) إلى أن مقاتلين تابعين لحركتي العدل والمساواة وحركة تحرير السودان «مناوي» شوهدوا بجانب قوات عملية الكرامة قبل دخول مدينة قنفوذة مؤخراً، مشيراً إلى أن نفس هذه العناصر كانت قد شاركت فى القتال ضمن قوات حفتر، قبل خسارتهم المثلت النفطي الشهر الماضي.
وكان تقرير للأمم المتحدة قد ذكر مؤخراً أن مقاتلين من الحركات المتمردة قد إنتقلوا من دارفور إلى ليبيا وجنوب السودان.
ومن المعروف أن ليس الحركات المتمردة أصبح لا وجود لها داخل ولايات دارفور سوي بعض الجيوب غير المؤثرة وذلك نتيجة للهزائم الكبيرة التي منيت بها الحركات في معاركها مع الجيش السوداني خلال الأعوام الأربعة الماضية، وقد أدي ذلك إلي تغيير كبير في مواقع إنتشار قواتها وأضعف من قدراتها العسكرية في المنطقة.
ومن المعروف أن معظم قوات الحركة دخلت إلي ليبيا عقب الهزائم الكبيرة التي منيت بها، وكان هدفهم من الدخول الي ليبيا هو المحافظة علي ماتبقي من قواتهم وإعادة بناءها وتعويض خسائرهم، وذلك من خلال التعاون مع قوات حفتر الذي يطمح في السيطرة علي ليبيا مقابل الحصول علي المال والدعم بالعربات والأسلحة والذخائر والوقود وكل مايلزم قواتهم من إمدادت.
وتجدر الإشارة إلي وجود خلافات بين قوات مناوي حفتر حول إنفاذ وعود سابقة بالدعم، ولكن هذه الخلافات لم تصل مرحلة القطيعة أو المواجهة.
واتجهت عناصر التمرد خاصة المنتمين لمناوي لممارسة عمليات النهب المسلح بجانب ممارسة الجريمة المنظمة على الحدود الليبية مع السودان «تجارة البشر، تهريب السلاح، المخدرات، ممارسة عمليات الإرتزاق، والإعتداء على المدن وقطع الطريق» وغيرها من الممارسات والخروقات التي أدخلت الرعب في نفوس المواطنين بمناطق الجنوب الليبي.
هذا الضعف الميداني لحركة مناوي بالميدان لم يترك خياراً لرئيس الحركة سوي التنقل بين فرنسا وأثيوبيا ويوغندا للمشاركة في المفاوضات وإجتماعات قوي نداء السودان، وهو يسعي لتحقيق أقصي فائدة من خلال إتصالاته بمجموعة حفتر ومشاركة بعض قوات الحركة في المعارك الدائرة في ليبيا وآخرها معارك الهلال النفطي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق