الاثنين، 23 يوليو 2018

“فيصل في القاش”

الخميس الفائت كانت مدينة كسلا تنتظر ضيفها القادم من المركز، يضطر نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني ومساعد رئيس الجمهورية للاعتذار، يومها كان الرجل الجالس في منصبه منذ أشهر قليلة موجوداً خارج حدود الوطن، وتحديداً في إثيوبيا عقب تكليفه بإنجاز بعض المهام في الجارة الشرقية من اتجاه ولاية القضارف. ما يجدر ذكره هنا أن الزيارة هي الأولى لقيادي من المركز في أعقاب تمديد حالة الطوارئ في الولاية، التمديد الذي تباينت وجهات النظر حوله بين الرفض والقبول من المؤمل أن يهبط المساعد في مطار المدينة مثلما هي العادة نصبت حكومتها في الطرقات والبنايات لافتات الترحيب بالضيف الكبير منذ ثلاثة أسابيع، وهو الموعد الذي كان مضروبا للزيارة الأولى التي تأجلت، وذات السيناريو تكرر الخميس الماضي الذي كان يفترض أن يشهد الزيارة ولكن تأجلت للمرة الثانية.
وفيما يبدو أن زيارة نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني للولاية المحاددة للجارة إريتريا تأتي في سياق العادة منذ تسنمه منصبه، فقد زار الرجل المعروف عنه الهدوء والحسم، سبع ولايات من أجل الوقوف على الأوضاع السياسية والتنظيمية، وبعضها من أجل حسم ما أسماه البعض التفلتات التنظيمية، يحط رحاله هذه المرة في ولاية كسلا في مستهل زياراته لولايات الشرق، وذلك لتصفح كتاب حكومة آدم جماع آدم ومراجعة أوراق الحزب. في وقت شهدت فيه الولاية خلال الفترة الماضية تباينا حادا في الآراء، في ما يتعلق بتمديد أجل الطوارئ لستة أشهر كاملة، حيث رأت قوى سياسية وناشطون أن اسباب استمرار القوانين الاستثنائية قد انتفت، وأن الولاية تشهد استقرارا أمنيا كاملا، يعني عدم الحاجة إلى وضع يسهم في تجميد الحراك السياسي ومصادرة الحريات.
وعلى الضفة الأخرى من النهر فإن حكومة الوفاق الوطني تقف مؤيدة لتمديد قانون الطوارئ وترتكز على عدد من الأسانيد لتعضيد رؤاها ومن ضمنها انحسار جرائم التهريب إلى أدنى مستوياتها، عطفا على تحسن تصنيف السودان في أروقة المنظمات الأممية فيما يتعلق بمكافحة جرائم الاتجار في البشر.
بالنسبة لبعض المراقبين فإن سحب التباين حول تمديد الطوارئ انقشعت لصالح الخضوع لسياسة الأمر الواقع وأن من يرفضونه بدأت أصواتهم خافتة في مقابل من يرون فيه امتداداً لإنجاز فرضية تحقيق الاستقرار في المنطقة ومحاربة التفلتات الأمنية التي تبرز بين الفينة والأخرى. الدكتور فيصل الذي يتوقع بحسب البرنامج أن يخاطب حشودا جماهيرية بمحليتي خشم القربة وريفي كسلا، واستنادا على الخط الإصلاحي الذي يتبناه يؤكد على تعزيز حرية العمل السياسي والبلاد في طريقها لانتخابات مفصلية في العام 2020 وذلك لطمأنة القوى السياسية التي رفضت تمديد قانون الطوارئ.
من جانبها أفردت حكومة ولاية كسلا اهتماما كبيرا لزيارة الدكتور فيصل التي لن تنحصر في العمل السياسي والتنظيمي، حيث يدشن عدد من المشاريع التي أنجزتها حكومة جماع وخيرون بمحلية كسلا، أبرزها قسم الأورام والقلب وهو الأول من نوعه بالولاية، طريق فاتو وهو ضمن سلسلة طرق شهدتها الفترة الأخيرة تربو على الأربعين كيلومتراً تمت تغطيتها بالأسفلت، كما سيفتتح مساعد الرئيس الجناح الخاص بالمستشفى السعودي وعدداً من المرافق الأخرى وذات الشيء سيفعله بمحليتي خشم القربة وريفي كسلا اللتين شهدتا تنفيذ عدد من مشروعات البنى التحتية.
من ناحيته، فإن نائب رئيس المؤتمر الوطني بولاية كسلا محمد أحمد علي يؤكد أن كل المشاريع التي سيتم تدشينها تم تشييدها في عهد الوالي الحالي، فيما تم إخضاع مشاريع أخرى موجودة للتأهيل الكامل، ونفى أن يكون قد تم افتتاحها من قبل، معتبرا أن البعض يريد من إطلاق مثل هذه الأحاديث التي لا علاقة لها بالصحة إفشال الزيارة والتقليل منها، وفيما يتعلق بتمديد قانون الطوارئ فقد قطع بعدم تأثيره على العمل السياسي وحقوق الإنسان وحرية الصحافة، جازماً بعدم شعور المواطن بوجود قانون الطوارئ من خلال حريته في التجوال والتجارة وممارسة حياته الطبيعية دون أدنى عقبات، وقال إن الهدف الأساسي منها الحد من جرائم التهريب والمخدرات ولا تستهدف المواطن، ونفى أن يكون الهدف من وراء عدم تنظيم لقاء جماهيري لمساعد الرئيس بحاضرة الولاية الخوف من ضعف الإقبال الجماهيري، وأكد تحديهم لمطلقي هذا الادعاء، وكشف أن تنظيم مخاطبات بخشم القربة وريفي كسلا يأتي في إطار الاهتمام بالمحليات، وأنه سبق أن خاطب رئيس الجمهورية حشداً بمنطقة أكلا بمحلية أروما.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق