الأحد، 29 يوليو 2018

دارفور آمنة.. و خروج اليوناميد في 2020م

في جلسة مجلس الأمن الدولي رقم 8223 بمقره في نيويورك – قبل أيام – قال وكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام في بيان ألقاه على مسامع أعضاء مجلس الأمن (ان الأوضاع في إقليم دارفور مستقرة).
وأشار الوكيل إلى ان الوضع قد تغير نحو الافضل ويجب على البعثة المشتركة (يوناميد) التكيف مع هذه المستجدات  الانتقال من حفظ السلام إلى التعايش و التنمية.
دبلوماسيون في بعثة الاتحاد الاوربي بالسودان قالوا من جانبهم لوكالات الأنباء و الصحف ان اقليم دارفور (بات خالياً وآمنا من التمرد وان البعثة المكلفة بمهمة حفظ السلام في بدأت في الخروج التدريجي من الاقليم بعد انتفاء اسباب وجودها.
 أعضاء مجلس الأمن شددوا في الجلسة المشار اليها على تحسن الأوضاع و على ضرورة الضغط على المجموعات المتفلتة لوضع السلاح و الكف عن اعمال العنف. وكان اللافت في مداولات الاعضاء مطالبتهم – لاول مرة – بمعاقبة المتمرد عبد الواحد نور باعتباره احد ابرز المعوقين لجهود السلام.
ومن المعروف ان وفداً مشتركاً من الامم المتحدة و الاتحاد الافريقي إلتأم في ابريل 2018 لبحث آخر الترتيبات للخروج المتدرج لقوات اليوناميد من دارفور. الوفد اطلع عن قرب على الاوضاع الامنية والانسانية في دارفور.
نائب الامين العام الميداني بالمنظمة الدولية (أتلو كير) وعد الحكومة السودانية بإقناع الحركات الدارفوري المسلحة الرافضة لعملية السلام بالانضمام لوثيقة الدوحة، مشيرا إلى ان بوابة خروج اليوناميد من الاقليم – في إطار استراتيجية الخروج – سوف يكون في عام 2020.
أتلو  كير قال للصحفيين عقب جولة له في الاقليم انه وافق على تحويل مقر بعثة اليوناميد في مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور لصالح جامعة نيالا أو اي مؤسسة خدمية أخرى تفيد مواطني الاقليم . وأكد اتلو دعمه الكامل لكل برنامج السلام و الإسهام فى الدورة المدرسية رقم 28 التى تستضيفها نيالا هذا العام ، مطالباً بضرورة ملاحقة مخالفي القانون ومرتكبي الجرائم والانتهاكات فى الاقليم .
ووفقاً لجولة ميدانية قامت بها (سودان سفاري) في الاقليم فان قوات حفظ السلام نفدت حتى الآن انسحاباً فعلياً وكلياً من 11 موقع في ولايات دارفور الـ5 وسلمت مقارها فيها الى الحكومة السودانية. و يتضح من هذا التطور الايجابي الكبير ان هناك تنسيق و انسجام يجري بسلاسة بين قوات اليوناميد و الحكومة السودانية ، الأمر الذي حال دون وقوع أي انتهاكات او تراجع انعكس سلباً على الاوضاع التى تحسنت تماماً.
وعلى ذلك يمكن القول ان اقليم دارفور الذى كان قبل سنوات يزحم الدنيا ويشغل الناس، قد أعاد ترتيب أوضاعه و خرج من الدائرة الشريرة التى كان يعاني منها. اقليم دارفور عاد الأمن والسلام الى ربوعه بحيث بات الاستقرار سمة بارزة لكل من يقف متجولاً فيه.
ولو لم يكن الأمر كذلك لما بحث مجلس الأمن إستراتيجية الخروج و لا اهتم الاتحاد الأوروبي بما طرأ من تحسن، وهو ما يدعو بالفعل إلى ان يحظى الاقليم باهتمام دولي خاصة في ما يتعلق بالضغط على الحركات المسلحة التى ما زال بعضها يستثمر في الخارج لصالح سوء الاوضاع في محاولة يائسة لإعادة عقارب الساعة للوراء.
فالحركات الرئيسية الثلاثة التى لجأت الى دول الجوار لتخوض في مستنقعات تلك الدول، وهي حركة جبريل ابراهيم و حركة مناوي وحركة عبد الواحد ؛ هذه الحركات ما تزال تؤمل و تترقب ان يعود العالم من جديد للحديث عن الاوضاع السيئة في دارفور وهي تعتاش على هذه الأوهام ولا تقبل حقائق الواقع الماثلة.
لقد تجاوز السودان في واقع الأمر أزمة دارفور وأصبحت دارفور آمنة، وبحلول  العام 2020 ستكون دارفور خالية من قوات اليوناميد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق