الأربعاء، 18 يوليو 2018

قائمة الإرهاب.. شواهد عن قرب رفع أسم السودان منها!

من المؤكد ان الولايات المتحدة باتت قريبة جدا من اتخاذ قرار برفع اسم السودان من قائمة الارهاب. صحيح  ان اجراءات القرار ربما تصطدم بالبيروقراطية الادارية الشديدة الطول و التعقيد، ما بين البيت الابيض و وزارة الدفاع، والكونغرس، والسي آي ايه ، وغيرها من الجهات ذات الصلة، الملف.
وصحيح ايضاً ان الادارة الامريكية غالباً ما تميل الى تطويل اجراءات اي قرار من شأنه ان يعود بالنفع على دولة من الدول كأمر طبيعي اذا عرفنا ان السياسة الخارجية الامريكية تأخذ بسهلة ولكنها بالمقابل لا تعطي بذات القدر من السهولة و الاهم من ذلك ان واشنطن على وجه الخصوص حتى حينما تقتنع بضرورة تقديم شيء ما، لدولة ما، فانها تطيل امد العطاء كنوع من الاحتراز والحذر.
و لعل الناظر إلى المعطيات التى من شأنها ان تقود لاتخاذ هذا القرار الذي انتظره السودان طويلاً بوسعه ان يلاحظ : أولاً، في الملف الموضوع على طاولة صناع القرار في واشنطن فان هناك عدد من الاوراق المهمة ، أبرزها ان السودان ومنذ عام 2005 قام بانجاز ابرز و أهم 4 اتفاقيات سلمية ناجحة في مقدمتها اتفاقية السلام الشامل 2005 ثم اتفاقية ابوجا للسلام بدارفور 2006 ثم اتفاقية الشرق في 2007 ثم جاءت اتفاقية الدوحة للسلام 2012 .
هذه الاتفاقيات أحدثت أثراً مهماً على مجمل الاوضاع في كافة انحاء السودان فهي: 1/ اوقفت الحرب و اعمال العنف. 2/ اعادت التوازن لاقاليم السودان من حيث التنمية المتوازنة و تحقيق المساواة. 3/ قللت من امكانية تسلل الجماعات الارهابية و البؤر التى عادة ما تجتذبها الحروب الاهلية وأماكن و مناطق التوتر و النزاعات بما اسهم في مكافحة الارهاب.
ثانياً، في ذات ملف السودان المشار اليه فان السودان  قدم معلومات ثمينة و تعاون مباشرة مع العديد من القوى الاقليمية و الدولية للحد من حركة الجماعات الإرهابية,. والكل يعلم كيف تم الحد من انشطة جيش الرب بزعامة (جوزيف كوني) كما تم محاصرة انشطة تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) بحيث لم يتم مطلقاً مرور هذا التنظيم بالمنطقة. بل ان السودان سبق وأن اجرى عمليات اعادة تأهيل للمقبوض عليهم المتطرفين وعمل على تفكيك خلاياهم الداخلية في مسلك احترافي ماهر نال اعجاب القوى الدولية.
ثالثاً، طوال الـ10 سنوات الماضية على الاقل لم يحدث قط ان تورط السودان بأي صورة من الصور في عمل سواء في الاقليم او على النطاق الدولي، يستشف منه أنه يدعم الارهاب فعلي الرغم من الحرب الاهلية الطاحنة فى دولة جنوب السودان ثم الأوضاع في افريقيا الوسطى ثم الأوضاع الامنية البالغة السوء في ليبيا لم يخض السودان قط لا من قريب او بعيد في اي نزاع او عمل في هذا المحيط الافريقي ، بل ان السودان لعب دور ايجابي لاحتواء هذه البؤر و النزاعات لتفادي ظلالها السالبة عليه.
رابعاً، واحدة من اهم النقاط التى يحتوي عليها الملف ان السودان لم يخض قط في الشأن الداخلي المصري و قد كانت توقعات البعض ان السودان ربما يدعم الجماعات الاسلامية الفارة من مصر عقب 30 يونيو 2012 و سقوط نظام الرئيس المنتخب مرسي.
وقد كان بالفعل وضع مدعاة للتدخل من قبل السودان بحكم علاقاته الوثيقة بالجماعات الاسلامية ولكن السودان التزم نهجاً صارماً بعدم التدخل في هذا الجانب الذي كان من الممكن ان يثير السودان توترا عميقاً و مؤثراً في المنطقة و الكل يعلم أهمية مصر و موقعها في المنطقة وحساسية تأثيرها بأي احداث داخلية تلقي بظلال على المنطقة.
خامساً، التدخل الايجابية الممتاز الذي قام به السودان لحل النزاع في جنوب السودان و دور الوساطة المؤثر من قبل الرئيس البشير في الجمع بين الفرقاء الجنوبيين و التقدم الايجابي الذي تم إحرازه لطي الملف الدموي الكبير. و من المؤكد ان السودان حقق نجاحاً مذهلاً فقد أمكن حتى الآن احتواء الأزمة و اقتربت من نهايتها السعيدة.
كل هذه الحيثيات مع قناعات واشنطن السابقة التى بموجبها ورفعت العقوبات الاقتصادية -اكتوبر 2017- من انها ان تدفع الادارة الامريكية لاتخاذ قرار في القريب العاجل لرفع اسم السودان قائمة الارهاب، فقد اثبت السودان – وهذا أهم ما في الموضوع – لا علاقة له قط بما يسمى بالإرهاب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق