الأربعاء، 25 يوليو 2018

براعة السيد الصادق المهدي في اتخاذ المواقف الخاطئة!

برع السيد الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومى، اللاجئ حالياً في منافي أوروبية أيما براعة في اتخاذ المواقف الخاطئة في الوقيت الخاطئ. المهدي لديه رصيد معتبر لمثل هذه الاخطاءا القاتلة.
ففي العام الذي خرج فيه معارضاً منتصف التسعينات في ما عرف بعملية تهتدون، معتقداً ان خروجه في حد ذاته متخفياً بمثابة انتصار سياسي وأمني، كان التجمع الوطني  الديمقراطي حينها قد حدث فيه شرخ وانقسام، ولم يفعل المهدي حينها سوى أنه زاد من طينة الخلافات في التجمع بلاً!
وفي الوقت الذي  انطلقت فيه العملية الانتخابية عقب انقضاء الفترة الانتقالية عام 2010 وبعد تردد، اعتزم المهدية خوض العملية الانتخابية و تراجع في اللحظات الاخيرة. تراجع المهدي حينها عن خوض الانتخابات مع انها مطلب استراتيجي كان من المطالب التى شغل بها الدنيا؛ كان قراراً خاطئاً في توقيت خاطئ اثبت للكافة انه رجل متردد لا يحسن اتخاذ المواقف الجيدة في الوقت المناسب.
وفي عام 2014 واقف المهدي على ما طرحه الرئيس البشير في ما يعرف بالحوار الوطني و شرع في حضور وقائعه بالفعل، ولكن المهدية وبعد حضور عدد من الجلسات ما لبث أن قرر عدم المشاركة  فيه، وخرج منه دون ان يبدي تبريراً منطقياً أو غير منطقي. المهدي الذي ظل يدعي انه يتبنى الحوار او الحل السلمي تخلى عن الحوار ولم يتحل بالصبر ليصل الى نهاياته فأثبت انه ليس سياسياً.
ومع تجربة المهدي الطويلة الشاقة في التحالف مع حملة السلاح و الغاضبين والتى بدأها بالتجمع الوطني الذي انتهى عملياً يوم ان أبرمت الحركة الشعبية اتفاقية السلام الشاملة 2005 الا ان المهدي عاد بعد كل هذه التجارب المريرة والسنوات الطويلة ليعقد تحالفاً يضم حركات مسلحة غاضبة في ما يدعى بقوى (نداء السودان) هذه الأمثلة سقناها لكي ندلل على ان المهدية أدمن هذه الاخطاء، ففي حين ان السودان الآن يجري تقارباً مؤثراً مع محيطه الاقليمي في كل من مصر و اثيوبيا و ارتريا و مصر، و يوغندا و تشاد؛ بدأ بالفعل يستعيد دوره الاقليمي المؤثر فان المهدي ما يزال يقود قوى مسلحة هدفها  اسقاط النظام.
و في حين ان المهدي يتجول الان بين العواصم الأوروبية باحثاً عن ممولين لحملة اسقاط النظام وتأييد اشتات المعارضين بالخارج ، فان السودان يستضيف الفرقاء الجنوبيين و يقترب من حلحلة صراعهم الدامي و إحلال السلام في دولة جنوب السودان، وهو إنجاز يعني الكثير بالنسبة للقوى الإقليمية والدولية التى  أعياها هذا الصراع وأضناها ولم تستطع تحقيقه.
و في حين ان المهدي يتباحث في الخارج مع قوى أوربية لمحاصرة السودان، فان السودان مضى بعيداً في رفع العقوبات الاقتصادية و يقترب من رفع اسمه من قائمة الارهاب و يقترب أكثر من سحب قوت حفظ السلام في دارفور (يوناميد) . وفوق كل ذلك فان المهدي هو يتجول في منافيه الأوروبية فان السودان يقترب من عام الاستحقاق انتخابي 2020 و الذي تجري الاستعدادات له منذ ألان بإعداد قانون الانتخابات العامة وقانون الاحزاب و اعداد الدستور.
المهدي في واقع الأمر، ليس سيء الحظ فحسب؛ هو بارع في إهدار الفرص و السوانح و إتخاذ المواقف الخاطئة في تقويتها الخاطئ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق