الثلاثاء، 31 يوليو 2018

إعادة كنيسة.. حقائق وأكاذيب!

 بعض الذين يناصبون الحكومة السودانية العداء يقعون فى أخطاء ويضعون أنفسهم في مواضع ما كانوا ليقعوا فيها لو أنهم تبصروا جيداً فى حقائق الواقع. ولعل أسوأ ما ينتاب بعض هؤلاء الكارهين للحكومة السودانية انها حكومة معادية لقضية الأديان والتعايش الديني الشديدة السماحة في المجتمع السوداني.
ومع ان الإحصائيات الرسمية  في وزارة الإرشاد السودانية – فيها دلالة على تزايد تصاديق الكنائس في عهد الإنقاذ عن بقية العهود الوطنية التى سبقتها، فيه دليل دامغ على رؤية الانقاذ الاستراتيجية لقضايا التعايش الديني كأطروحة وطنية أعمق من كونها مجرد ترضية لهذا الطرف او ذاك.
موقع (Morning star vews) وهو موقع جنوب سوداني معروف، نشر مؤخراً تقريراً عن إعادة الحكومة السودانية لإحدى الكنائس كانت قد أغلقتها قبل حوالي 4 أعوام. وهو خبر في جوهره صحيح إذ ان السلطات السودانية كانت قد اكتشفت خطأ قانوني في الأرض الخاصة بالكنيسة، وان المتنازعين قد لجئوا للمحاكم ليعرض كل منهم حجته القانونية وفى خاتمة المطاف تم الفصل في النزاع ومن ثم تقرر إعادة الكنيسة.
 غير ان الموقع المشار اليه أورد تقريراً كتبه الصحفي الجنوبي (جعفر وليم) زعم فيه ان السلطات السودانية حين قررت إغلاق الكنيسة – قبل أربعة عوام – وكانت قد هددت بالاستيلاء عليها! وان الكنيسة قد تمت مصادرها (وسط موجة من إغلاق الكنائس وطرد مسيحيي جنوب السودان في أغسطس 2014م)! وان الحكومة السودانية الآن وهي تقرر إعادة الكنيسة انما تفعل ذلك استجابة لضغوط دولية مورست عليها!
ويعجب المرء، كيف يتحدث هذا التقرير عن نية الحكومة الاستيلاء على الكنيسة و لم يحدث و لن يحدث قط في السودان أن قررت حكومته الاستيلاء على كنيسة. لقد كان الإجراء متعلقاً بإجراءات قانونية وهو أمر يحدث حتى بالنسبة للمساجد في السودان اذ لا يُتصور عقلاً ان توافق أي حكومة محترمة على اي دور عبادة اذا اتضح انها مخالفة للقانون.
ولو كان صحيحاً ان نية الحكومة السودانية كانت متجهة للاستيلاء على الكنيسة، فما الذي يجعلها تنتظر 4 أعوام قبل ان تقرر الاستيلاء عليها؟ والأمر الأكثر مدعاة للأسف ان التقرير يقول ان إغلاق الكنيسة كان قد تم وسط موجة من الإغلاق الكناس، فالتقرير لم يورد أي عدد من الكنائس تم إغلاقها ولكن لا يخفى على القارئ الجانب الدعائي التحريضي في هذا الصدد.
التقرير يحاول -من منطلق كراهية- تحريض المجتمع الدولي ضد السودان بشأن الحرب المجنونة الطاحنة الجارية في دولة جنوب السودان. عشرات المساجد و الكنائس تم إغراقها فى الدماء وغمست في وحل المستنقعات في دولة الجنوب نتيجة لجنون الصراع الدائر هناك وبدلاً من شكر الحكومة السودانية كونها تعاملت بالقانون يتم إظهارها بمظهر المستولية على الكنائس!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق