الأحد، 5 فبراير 2017

عرمان.. (مناضل ضد نفسه)!

من المؤكد ان ياسر عرمان لا يدري انه (يناضل ضد نفسه وحدها)! فهو قضى غوالي سنيّ حياته في القتال إلى جانب قائده الراحل جون قرنق، ولكن غاب القائد قبل أن يتحقق أي شيء، وتفرقت الحركة الأم فى دولة جنوب السودان أيدي سبأ. بل أصبحت الآن موقداً مشتعلاً لا رحمة فيه.
 ألسنة انيران لا تتوانى في ملاحقة القادة فى كل يوم. العاصمة جوبا تعفنت بالجثث والقتلى وروائح الجوع والمرض والخوف. كل هذه السنوات الغالية، رآها عرمان تتسرب كما الريح من بين يديه ولا تعود أبداً. عرمان الآن ولفرط شقائه وعنائه لا يستطع قط ان يسافر الى جوبا!
لا يمكنه أن يغامر رغم عشقه للمغامرة ان يحط ضيفاً على أحد فى عاصمة الحركة الشعبية التى هي قدوته وقيادته . ربما كان سهلاً على الرجل -وهو يعرف جيداً ما هو السودان ومن هم السودانيين- ان يهبط في مطار الخرطوم، دون ان يتعرض اليه أحد. ولكنه لا يفعل ولن يفعل ذلك فى جوبا. ولكن ورغم كل ذلك يطلق الرجل تصريحات يستطيع أي طبيب فى علم النفس ان يشخصها بأنها تعبر عن (فصام) حاد يقول فيه انه لن يتفاوض مع الحكومة السودانية تفاوضاً سياسياً قط، أقصى ما يتفاوض حوله -إن كان ولا بد- أن يتفاوض حول المساعدات الانسانية!
قوات الحركة الشعبية قطاع الشمال هي الآن بالكاد تبيت ليلتها وهي تخشى ألا يخرج عليها الفجر ولا تشرق عليها الشمس، ثم تمضي سحابة نهارها وهي تخاف ألا يرخي الليل سدوله! هي في والواقع قابلة للسقوط والانهيار فى أية لحظة وحينها لن تكون هناك جدوى للتفاوض، حيث لا مدى للمدفعية على الأرض و لا مناطق محررة ولا معاقل.
الرجل يرفض التفاوض مع أنه بذل جهداً جباراً لدى السيدة رايس قبل سنوات لإصدار قرار دولي من مجلس الأمن يلزم الحكومة السودانية للتفاوض مع حركته! ولولا هذا القرار الدولي واحترام الحكومة السودانية للقرارات الدولية لما جلست اليه الحكومة ولتفاوضت معه في ميدان القتال هناك بالطريقة الملائمة!
كما أنه لو افترضنا جدلاً أن الحكومة السودانية سقطت، هل يمكن لعرمان أن يجد موطئ قدم له وحركته في الخرطوم؟ عرمان لما كان تحت جناح قرنق و سلفا كير لم يجد الدعم الذي كان يعتقده. حزبه الشيوعي حاله يغني عن سؤاله. التحالفات مستحيلة مع قوى سياسية عانت الأمرّين من عرمان ماضياً وحاضراً.
إذن من يمثل الرجل؟ هل يمثل قبائل جنوب كردفان؟ هل يمثل قبائل النيل الأزرق؟ هل لدى عرمان قاعدة جماهيرية في الخرطوم؟ في شمال السودان؟ فى الجزيرة؟ من المؤكد ان الإجابة لا تستحق العناء ولذا قلنا إن الرجل إنما يناضل ضد نفسه وحدها وسوف تثبت الأيام القريبة صدق حديثنا هذا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق