الثلاثاء، 21 فبراير 2017

عرمان و"الإباحية" السياسية

الحركة الشعبية تجدد مرة أخري وبصريح العبارة رجاءاتها للإدارة الأمريكية بالتراجع عن قرار رفع العقوبات عن السودان.
 هذا في الواقع إفلاس معلن وموقف مخز.. وحده يكفي لتبرؤ كل مواطن شريف في هذا  البلد عن أي تعاطف أو توافق مع المشروع الذي تتبناه الحركة الشعبية، كما أنهه  يؤكد الاتهامات الموجهة ضد هذه الحركة بارتكابها جرائم قتل الأطفال في الحجيرات ونهب أبقار قبيلة الحوازمة في المناطق المتاخمة لمحور التمرد في جنوب كردفان لمعالجة الحالة المادية الحرجة والنقص الكبير في التعيينات الذي باتت تعاني منه الحركة مؤخراً.
الأمور واضحة وضوح الشمس والحركة الشعبية بتصريح عرمان أمس ورجائه لإدارة دونالد ترامب بتعليق قرار رفع العقوبات عن السودان تدخل عارية لحمام بيتها الزجاجي، في أسوأ المشاهد السياسية (الإباحية) الفاضحة.. تطلق الحركة هذا التصريح وكأنها منفصلة تماماً عن إحساس جميع قطاعات وشرائح المجتمع السوداني بمختلف توجهاتهم والذي باتوا أكثر إصراراً علي إبعاد قضية معارضة النظام عن علاقات السودان مع الولايات المتحدة، خاصة بعد تجربة قرار ترامب بخصوص الدول التي منع مواطنيها من دخول الولايات المتحدة ولم يمنع المسؤولين أو حاملي الجوازات الرسمية والدبلوماسية والخاصة فيها.
فتأكد الجميع – ما عدا عرمان – أن اللعب بكرت العقوبات الأمريكية والعلاقات الأمريكية السودانية في عهد ترامب هو علي أخف الأضرار يعد عبث بمصالح المواطنين السودانيين المقيمين في الولايات المتحدة الذين عانوا ما عانوا خلال الأيام  التي طبقت فيها تلك الإجراءات التي اتخذها ترامب في أول قراراته بعد دخوله البيت الأبيض.
لماذا تحمل الحركة الشعبية جميع تكاليف أحلامها الخاصة للمواطنين السودانيين.. فواتير حرب وتمرد أو إرهاب مدنيين هنا وهناك أو نهب أبقاء المواطنين وقتل أطفالهم وتحريض العالم ضد الشعب السوداني.
جميع تلك السلوكيات والخيارات التي تختارها هذه المجموعة المسلحة لتحقيق حلمها في إسقاط الحاكم بتحملها وبدفع فاتورتها المواطن السوداني وحده.. ولا أعرف سبباً لكل تلك الأحقاد والغبائن وسلوكيات الانتقام التي تمارسها الحركة الشعبية ضد الشعب السوداني.
رفع العقوبات الأمريكية هذا شأن اقتصادي وبه بعد إنساني يا عرمان فقد انتظره المواطن السوداني طويلاً ، لماذا لا تفكر في طرق أخري مشروعة ومحترمة تسلكونها لتحقيق أهدافكم غير الحرب وتحريض العالم ضد السودان؟
لماذا تفتقدون الذكاء الابتدائي الذي يوصلكم إلي نتائج بدهية بسيطة تقول إنك إذا أردت أن تقترب من قلب الشعب وقلب المواطن السوداني فلا يجب أن تهدد حياته أو تزيد من الضغوطات التي يواجهها هذا المواطن؟.
هذه نتيجة يستطيع أبسط عقل ومنطق أن يوصلك إليها بقليل جداً من التفكير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق