الاثنين، 20 فبراير 2017

الشيوعي.. تحالفات ضد الوطن

يظل الحزب الشيوعي يقبع في خانة المعارضة الشرسة، متخندقاً في مواقفه المتعنتة التي لا تنحاز إلي بسط السلام والأمن والأمان، فهو ما فتئ يحاول (قدر المستطاع) أن يزرع ويبث (الفتنة) التي تفضي إلي زعزعة الاستقرار في البلاد، مستغلاً (دائماً) الظروف حوله لتنفيذ أجندته الخبيثة الرخيصة حتي يصل إلي مبتغاة.
فما أن يشعر أن حدثاً ما يمكن أن يحرك الشعب والشارع السوداني، حتي يقوم باستغلاله (أبشع) استغلال، ليس بعيداً عن الأذهان التظاهرات التي حدثت في سبتمبر العام قبل الماضي التي أثارت احتجاجاً علي القرارات الاقتصادية برفع جزئي من دعم المحروقات، التي هي جزء من البرنامج الاقتصادي إلي أعلنته الحكومة لمواجهة الفجوة التي تركها فقدان السودان لا إيرادات البترول بعد انفصال الجنوب، وهي معالجات تمت إجازتها من البرلمان كبرنامج ينفذ يقوم علي رفع الدعم عن المحروقات تدريجياً، إلا أن الشيوعي استغل ذلك لصالحه، وتشير الدلائل إلي أن كثيراً من كوادره كانت مشاركة في تلك الاحتجاجات، بما يؤكد أنه ينفذ أجندته باغتنام هكذا مواقف.
أيضاً خلال العصيان المدني الذي حاولت جهات تنفيذه في سبتمبر وأعيدت المحاولة مرة أخري في ديسمبر تشير الدلائل أيضاً إلي أن الحزب الشيوعي هو المحرك الأساسي لذلك، إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل، كما يظل توحدهم فاشلاً، فالحزب في حال اختلافات مستمرة بدأت منذ أن رحل زعيمهم إبراهيم نقد الذي كان يعارض باحترام وقادرا علي ضبط حزبه، وبرحيله فقد الحزب البوصلة وصار كالقشة في مهب الريح تحركها كيفما تشاء في كل الاتجاهات.
واستمرت خلافات الحزب إلي يومنا هذا، حتي في قضايا معارضة النظام مختلفون، وكان الاختلاف واضحاً للعيان أبان العصيان المدني، فبعضهم من أيده بقوة وبعضهم من ناهضة وبالذات القوة، لتتلاشي درجات احترام الشعب السوداني لهذا الحزب، والكل يعلم كيف أن العصيان فشل وكيف نراجع من كانوا يؤيدون العصيان –علي قتلهم – حينما علموا أن من يسانده الحزب الشيوعي وقطاع الشمال الذي هو الأخر لا يجد أي سند أو احترام وسط الشعب السوداني سيما وأن فظائعه التي ظل يرتكبها بحق المواطنين العزل في مناطق جنوب كردفان والنيل الأزرق مستمرة ومتكررة وأخرها ما نفذته في منطقة الحجيرات بجنوب كردفان بارتكاب مجزرة وقتل عدد من الرعاة والمزارعين والأطفال الأبرياء، في استهداف واضح للمدنيين علي الرغم من تمديد فترة وقف إطلاق النار والدعوة إلي السلام، فهو موقف استفزازي لجر الحكومة إلي التعامل بالمثل والتحريض ضدها من قبل المجتمع الدولي.
هذه المجموعة المتمردة (قطاع الشمال والحركات المسلحة) يظل الحزب الشيوعي يتحالف معها في تنسيق تام للوصول إلي مبتغاة، وينتقل عمله إلي خارج السودان حينما يحدث تنسيق بين الشيوعي وزعماء حركات مناوي وعبد الواحد نور والعدل والمساواة، وتشير التسريبات إلي أن هؤلاء لم يجدوا سنداً من بعض الدول الغربية فيما يخص تغيير مواقفها من رفع العقوبات الاقتصادية عن السودان، التي حاولوا إقناعها بعرقلة تنفيذ هذه القرارات.
أكثر ما أثار غضبهم المساندات المالية التي صارت تتري علي السودان بعد تنفيذ القرار الأمريكي، (كالوديعة الإماراتية (500) مليون دولار) بجانب المنحة الهولندية (100 مليون يورو) وظلوا يروجون إلي أن هذه المبالغ ستوظفها الحكومة السودانية في شراء الأسلحة ودعم قوات الدعم السريع لتقتيل المدنيين، ظلوا يخاطبون السفارات ومنظمات المجتمع المدني لمساندتهم لإيقاف هذه الدعومات.
هؤلاء حينما لم يجدوا إذانا صاغية من حكومات تلك الدول لتحريضها لمناهضة تنفيذ القرار الأمريكي برفع العقوبات الاقتصادية، طفقوا يبحثون عن سبل أخري فكان الاتفاق علي التنسيق المحكم فيما بينهم لإفشال هذا القرار، وذلك بإقامة الندوات والورش والاجتماعات المكثفة بينهم والسفارات ومنظمات المجتمع الدولي لإيصال صوتهم وإقناع المجتمع الدولي بأن هذه المنح ستذهب إلي تقتيل المواطنين بربكم انظروا كيف يفكر هؤلاء، يظل تفكيرهم محصوراً في ذواتهم فقط، غض الطرف أن كان ذلك يضر بوطنهم أو المواطنين وما فتئوا يتاجرون باسمهم وهم يقيمون بأفخم الفنادق بالخارج، بئس الأفكار الخبيثة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق