الأحد، 18 يونيو 2017

الخطر الاستراتيجي المتربص بدارفور وأمن المنطقة!

حسناً قرر مجلس الأمن تحسن الاوضاع في دارفور، ومن ثم ضرورة سحب قوات حفظ السلام، (اليوناميد) من هانك، هذه واحدة من أبرز النتائج الاستراتيجية المهمة التى حققها السودان في الألفية الثالثة، فقد وقع هذا بالبلد ضحية لمؤامرة دولية معروفة أفضت إلى وضع ملفاته الأساسية (ملف الجنوب، ملف دارفور) على المنضدة الدولية.
 وكم كان مؤسفاً ومؤلماً أنه وحالما فرغ السودان من تسوية الأوضاع في جنوب السودان (نيفاشا 20005) حتى أدارت له القوى الدولية الغليظة القلب أزمة جديدة مفتعلة في إقليمه الغربي في دارفور، بدأت معها سلسلة مطولة من الإجراءات الدولية المعقدة التى كانت تمالئ وتدعم الحركات المسلحة في مواجهة الحكومة السودانية.
 أكثر من 20 قراراً دولياً صدر بحق السودان من مج س الأمن الدولي ووصل الأمر إلى حد إصدار مذكرة توقيف بحق الرئيس السوداني في سابقة قضائية لم يعرف لها المجتمع الدولي مثيلاً. ومع كل ذلك وعلى الرغم من إن هذا كله ألآن عاد المجتمع الدولي واعترف به ومن ثم نال السودان ما يمكن ان نعتبرها براءة من كل ما تم إلصاقه له في السنوات الماضية فإن وجود الحركات الدارفورية المسلحة على ضعفها في دول الجوار يمثل خطراً استراتيجياً يتربص بإقليم دارفور وأمن المنطقة كلها.
 فكلما رأينا في المواجهة التي وقعت مؤخراً في مناطق عدولي وعشيرايه، فإن القوات المهاجمة تحركت من اتجاهين؛ اتجاه قادم من ليبيا واتجاه قادم دولة الجنوب، وهذا يُستشف منه إن هذه الحركات المسلحة انقسمت إلى قسم يقيم في لبيبا ويقاتل مع مجموعات ليبية مسلحة هناك؛ وقسم يقيم في جنوب السودان ويقاتل مع حكومة الرئيس كير ضد المتمردين الجنوبيين.
 وتشير متابعات (سودان سفاري) إلى انه وعقب الهزيمة التى منيت بها الحركات المسلحة فى عدولي وعشيرايه عادت بعض المجموعات التى نجحت في الفرار من المعركة إلى ليبيا. ويقال إن المدعو جابر اسحق قاد مجموعة من هذه القوات ليقوم صبيحة الثلاثاء 2/6/2017م بمهاجمة منطقة الجفرة!
ومنطقة الجفرة كما هو معروف بها قوات وسريا الدفاع عن بنغازي ومصراته، وهي تقاتل قوات اللواء حفتر وتم التنسيق بين قوات حفتر وهذه الحركات الدارفورية المسلحة. والأدهي و أمرّ ان السلطات المصرية تدعم قوات اللواء حفتر، وحفتر يستخدم حركات دارفور في هجماته ضد المجموعات الليبية، فعلى سبيل المثال قبل الهجوم على بنغازي ومصراته قام الجيش المصري بسلاح الجو بقصف جوي استمر لـ3 أيام ليمهد ويسهل على قوات حفتر وحركات دارفور الاستيلاء على المدينة.
هذا الوضع يمثل تهديداً لأمن المنطقة القومي وخطر استراتيجي على دارفور، فاللواء حفتر الذي يتلقى الدعم المصري ربما يضطر يوماً للمساس بأمن السودان، إذ ان الرجل تائه وسبق له ان تقلى هزيمة في مناطق كثيرة  على أيام القذافي، كما أن توحيد (ما تبقى) حركات دارفور وتواجدهم في ليبيا، يظل مهدداً أمنياً لأمن المنطقة وامن دارفور ويستلزم تدخل مجلس الأمن الدولي للحيلولة دون إنفراط الأمن في هذه المنطقة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق