الخميس، 20 أكتوبر 2016

أهم وأخطر ما دار في حوار الرئيس السوداني التلفزيوني!

الحوار الذي أجري مع الرئيس السوداني، المشير البشير في أعقاب انقاد المؤتمر العام للحوار الوطني وتناقلته قنوات تلفزيونية محلية إقليمية ودولية، لكن في الواقع مجرد حوار تلفزيوني معتاد. كما لم يكن مجرد حوار لترسيخ فكرة مشروع الحوار الوطني
والحصول على تعهدات إضافية من الرئيس بتنفيذ توصيات الحوار. لقد كان الحوار التلفزيوني أعمق من كل ذلك بكثير جداً.
أولاً، كان واضحاً إن الرئيس البشير الذي ظلت بلاده تواجه حملات إعلامية معادية وتشكيك في مشروع الحوار الوطني ومزاعم بارتكاب جرائم حرب وسوء أوضاع عامة، رئيس رابط الجأش، قوى الشكيمة، واثق من شعبه. وهذه النقطة مع أنها ليست أمراً جديداً كان ضرورياً إبرازه إلا أنها أجبرت كل من تابعه أن يحترم السودان وإصراره على معالجة قضاياه بذات الهدوء والأفكار المتربة التي تحدث بها الرئيس والباسطة البالغة التي أجاب من خلالها على أسئلة ظلت دائرة في هذا الكثيرين، فالرئيس أبرز علاقته وحسن تعامله مع خصومه السياسيين بما في ذلك قادة الحزب الشيوعي أعداء الحكومة الألدّاء.
كما أبرز إدراكه العميق لطبيعة أوضاع بلاده وكيفية إدارة الخلاف وإمكانية خروج البلاد من أزماتها. رئيس يُقال حوله ما ظل يقال ولا يزال يقال يعطي ذلكم الانطباع القوي بأنه سياسي سوداني بسيط راغب في إصلاح بلاده هو دون شك جدير باحترام. ومن المؤكد أن خصومه قد تمنوا أن يكونوا بذاك السمت السوداني الأصيل المتسامح!
 ثانياً، الرئيس كشف وبما لأول مرة حقيقة موقف دول كبرى ظلت تعادي السودان دون مبرر، حين تحدث عن سفراء دول كبرى لم يكشف عنهم اعترفوا له عدم صحة ما يشاع عن أوضاع السودان. الرئيس أعطى الدليل المادي -(الموثق)- أن بلاده تواجه دعاية إعلامية لاغراض سياسية . هذه الإشارة التى أوردها الرئيس –عرضاً وبطريقة بدت عابرة– هي في واقع الأمر مكمن الأزمة التى يعاني منها السودان ومن المؤكد أن المعنيين بهذه الرسالة الموجزة في دوائر القوى الدولية الكبرى قد أحمرّوا خجلاً وهم يدركون أن لعبتهم مكشوفة وأن سفراءهم الذين يبتعثونهم يضطرون (لتحكيم ضمائرهم) أمام الرئيس حين لا يكون لهم من مفر سوى تحكيم الضمير والاعتراف بالحقيقة!
 ثالثاً: الرئيس أيضاً أعاد إرسال رسالة قصيرة مختصرة للحركة الشعبية قطاع الشمال وأمينها العام، ياسر عرمان، حين قطع باستحالة إمكانية ترجمة مشروع السودان الجديد على ارض الواقع. وهي ليست رسالة سياسية مجردة، هي رسالة واقعية، فقد كانت لدى الرئيس البشير حينها أرتال من أوراق الحوار وتصويته التى حوت آراء وأفكار مختلف قوى وقطاعات المجتمع السوداني وبالطبع فإن الذي يقف على آراء وأفكار كهذه بإمكانه أن يدرك إلى أي مدى هنالك إمكانية لمشروع الحركة الشعبية وسودانها الجديد، لم يكن الرئيس يسخر من عرمان ورفاقه بقدر ما كان يقطع له برأي شعب السودان فيهم!
مجمل القول إن حوار الرئيس البشير كان من الأهمية بحيث يمكن اعتباره مدخلاً للمرحلة المقبلة ومن المؤكد أن الذين شاهدوه تحسروا على استهانتهم بأطروحة مشروع الحوار واستهانتهم بثقة الرئيس وقوة حجته وثباته!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق