الأحد، 26 أبريل 2015

المعارضة و (الترويكا) .. تباين المواقف

موقف المعارضة من خطوة الإتحاد الأوروبي ودول الترويكا التي استبقت نتيجة إعلان الانتخابات السودانية بعد اعتراف مبكر على ما يبدو بالنتيجة والنظام الحاكم، بدا أشبه بالانقسام وتباين وجهات النظر .. فبداخل المعارضة من يؤيد الموقف ومن يرفضه بشدة.. والموقف الذي اعترضت عليه الحكومة بلسان الناطق الرسمي وزير الإعلام أحمد بلال عثمان قبل أن يبدو من الخارجية وجهات أخرى تصريحات أكثر تلطيفاً للاجواء، أثار جدلاً واسعاً وسط السياسيين خاصة وإن المواقف حيال هذا الأمر لم تكن متطابقة، وتعود الآراء الى تشريح بيان الإتحاد الأوروبي ودول الترويكا بشأن نتيجة الانتخابات التي ستعلن غداً الاثنين ووصم هذه الدول للعملية الانتخابية بالفشل وضعف المشاركة فيها، لما يشي بأن تلك الدول تستبق نتيجة الانتخابات بعدم اعتراف بالنتيجة.
ورغم أن الحكومة والإتحاد الأوروبي أعلنا معاً بأن هذا الموقف لن يؤثر على العلاقة بينهما، كما أنه لن يغير في نتيجة الانتخابات، إلا أن وزير الإعلام أعلن عن موقف رافض للحكومة أعقب تصريحات الترويكا، واعتبر بيانه تشكيكاً في الشرعية الدستورية وتدخلاً في شؤونه الداخلية وفيه محاولة لفرض الوصاية، وبالماقبل تباينت وجهات نظر جهات معارضة حول هذا الموقف وتفسيرات مآلاته على الواقع السياسي وربما الأمني، فضلاً عن أهمية موقف دول الترويكا لطرف دولن الآخر خاصة وأن مراقبين وجهات حكومية أيضاً ترى أن الموقف فيه انحياز واضح للمعارضة السودانية ودعم لموقفها الرافض لإجراء الانتخابات ومن ثم الاعتراف بنتائج الانتخابات وتنصيب الحكومة الجديدة، لكن ليست كل أحزاب المعارضة على قلب رجل واحد في تأييد موقف الإتحاد الأوروبي والترويكا.
وفي الوقت الذي أيد فيه الحزب الشيوعي موقف الدول الأوروبية بشدة، أمتعض المؤتمر الشعبي المعارض من خطوة تلك الدول أيضاً بشدة، الشيوعي على لسان ناطقه الرسمي يوسف حسين وعضو اللجنة المركزية للحزب يري أن الرأي العام العالمي ككل والحكومات في عدد من البلدان وليس الترويكا فقط اتخذت موقفاً متضامناً مع الموقف الرافض لقيام الانتخابات دون توافر الشروط والمطلوبات كمستحقات لانتخابات ديمقراطية نزيهة والإتحاد الأوروبي ودول الترويكا بريطانيا والنرويج ومجلس العموم البريطاني جميعهم طالبوا بتأجيل الانتخابات والرأي العام الخارجي الرسمي متضامن مع موقف داخلي رافض للانتخابات لذلك فالأساس هو الرفض الداخلي وتأييده من قبل دول أوروبية.
ومضي الناطق بلسان الشيوعي يقول في حديثه لـ(الرأي العام) إن الحكومة اتهمتنا بأننا نريد تخريباً، ومضي الشيوعي في انتقاد إجراءات الانتخابات بدءاً من التسجيل وصياغة قانون الانتخابات وتكوين المفوضية وموعد الانتخابات والقوانين المقيدة للحريات والتعديلات الدستورية التي أطلق عليها عبارة (انقلاب عسكري على هامش الحريات)، لذلك فهو يؤكد كحزب معارض موقف الدول الأوروبية.
وذهب حسين بقوله: نحن راضون عن موقف الدول الأوروبية والترويكا ونشكر تضامنهم معنا، ويري أن موقف تلك الدول يظهر تضامن العالم مع الموقف الرافض للانتخابات ويظهر عدالة قضية الشعب السوداني، ويفسر هذا الموقف كذلك إيمان تلك الدول بأن الحكومة (زاغت) من تأجيل الانتخابات برفض الذهاب إلى المؤتمر التحضيري في أديس أبابا وبرفض دعاوي المعارضة تأجيل الانتخابات.
إلا أن حزب المؤتمر الشعبي المعارض أبدي موقفاً مغايراً ويري أن وجهة نظره كقوى سياسية معارضة أن الإتحاد الأوروبي والترويكا طرحاً موقفاً فيه عدم إنصاف، ويقولون طالما تحدثت تلك الدول عن الانتخابات يفترض كذلك إن تتحدث عن مناخ آخر وحركات مسلحة تهدد الاستقرار وتقتل المدنيين في كادقلي وغيرها فينبغي لها تناول المسألة بالمعايير العادلة.
ومضي كمال عمر القيادي بالشعبي في حديث لـ(الرأي العام) بقوله إن الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة أو أية جهة أخرى ليس لها الحق في إن تتدخل في الشأن الداخلي، فهو شأن يخص السودان وحده ولن يقبل من تلك الدول أن تمارس أدوار الفيتو ودور (الألفة)، ومضي عمر بقوله: لا يوجد سوداني عاقل محب لوطنه أن يقبل بمثل هذا التدخل، وواصل: نحن جزء من المجتمع الدولي لكن ينبغي عليه أن يتعامل مع كل الأزمات والموازين وأن ينظر كذلك لما يدور في بلدان جارة، لذلك فهو يري أن المجتمع الدولي عليه أن يعيد قراءته للمشهد وللمواقف السياسية التي يتخذها.
ويري كمال كذلك إن المجتمع الدولي يريد أن يمارس دور (الألفة) في الشأن السوداني كما إن الاتحاد الأوروبي كان سبباً في نيفاشا التي قادت إلى انفصال الجنوب ولا نقبل تدخل المجتمع الدولي على إطلاقه، ونحن مع التدخل الإيجابي الذي يساعد السودانيين على التوصل إلى حلول لكن ليس دور (الألفة)، وتابع عمر في حديثه قائلاً: لسنا مع المعارضة التي تلجأ دائماً إلى المجتمع الدولي لتبرر أفعالها، والمجتمع الدولي على إطلاقه ونحن مع التدخل الإيجابي الذي يساعد السودان على التوصل إلى حل لكن دور (الألفة) ودور الفيتو غير مقبول بالنسبة لنا كمعارضة.
ويقول عمر: رغم وجهة نظر الشعبي في الانتخابات وإنها تمت في مناخ لا يفترض ان تتم فيه لكن أعتقد أن التدخل السافر من الإتحاد الأوروبي ورغم مقاطعتنا للانتخابات، فهذا شأن داخلي، ويمضي: لدينا معركة داخلية مع النظام، لكن لا نقبل أن يساندنا فيها المجتمع الدولي ولا نعطي المجتمع الدولي شرعية أن يتحدث عنها وأن يقرر في شأن الانتخابات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق