الثلاثاء، 28 أبريل 2015

رغم ذلك (....)... فاز الوطني ونجح غندور

يستحق المؤتمر الوطني التهنئة على ما تحقق في العملية الانتخابية، رغم محاولات التشكيك في أداء أجهزته برئاسة البروفيسور إبراهيم غندور. هذا الرجل يستحق التهنئة هو وأركان حربه من القيادات التي أبلت بلاءً حسناً حتى توجت المعركة الانتخابية بجملة من المكاسب التي تحققت للمؤتمر الوطني، وللحكومة، والشارع السوداني.
ظروف كثيرة ينبغي استصحابها في تأمل النتيجة النهائية للانتخابات، وبإعمال رصد عابر للأحداث والظروف التي قامت فيها العملية الانتخابية ستخلص إلى أن قيادة المؤتمر الوطني دخلت في مغامرة كبيرة بإصرارها على قيام الانتخابات في ظل مجموعة من الظروف المحيطة.
نجح المؤتمر الوطني في كسب المعركة الانتخابية لا من خلال نتائج الصناديق، ولكن لأن التحدي في الأساس كان قيام الانتخابات لا النتائج المترتبة على هذه الخطوة، مجرد إعلان النتائج النهائية يعني أن المؤتمر الوطني نجح في إدارة المعركة السياسية حتى تحقق الانتصار.
نجحت قيادة المؤتمر الوطني في انجاز الانتخابات رغم حملات المقاطعة التي أعلنتها المعارضة، والحملات العسكرية التي جردتها الجبهة الثورية، وهي تستهدف مراكز الاقتراع في جنوب كردفان. ولا أستبعد أن تكون المجموعات المسلحة الكبيرة التي قضت عليها قوات الدعم السريع والجيش كانت نواة لعمل تخريبي كبير يتزامن مع إعلان النتائج النهائية، ورغم ذلك كان الحراك الفاعل لتنظيم المؤتمر الوطني مؤثراً في انجاز العملية الانتخابية رغم التهديدات والمخاطر.
من الأدوار الحيوية التي لعبها البروفيسور إبراهيم غندور في قيادة المؤتمر الوطني إقناعه لـ45 حزباً بالمشاركة في الانتخابات، من بينها الاتحادي الأصل. الأمر الذي أكسب العملية الانتخابية حيوية وميز المشاركة فيها رغم ما يقال. فنسبة الـ46% نسبة كبيرة لم تحدث في دول الجوار، ولا في دول الاتحاد الأوروبي الذي لم تسجل نسب المشاركة في دولة أكثر من 40%.
وضع المؤتمر الوطني نفسه في تحد حقيقي، وهو يصر على تنظيم الانتخابات بعد عام ونصف فقط من احتجاجات شهدها الشارع السوداني إثر زيادة أسعار المحروقات بعد المتاعب الاقتصادية الأخيرة، وكان القرار جريئاً ومحاطاً بمخاوف عدة ورغم ذلك نجح الحزب بقيادة غندور في إعادة تنظيم الملعب السياسي، وخوض الانتخابات، والتوصل لهذه النتيجة، رغم المخاوف العديدة.
فكرة الانتخابات في السودان تظل مغامرة لم تكن مأمونة العواقب، والأنظمة تنهار بعد موجة الربيع العربي التي نجا منها السودان، ليأتي المؤتمر الوطني، ويطلب رأي الشارع في بقائه من عدمه عبر انتخابات شهدت قدراً عالياً من النزاهة، للحد الذي فقد فيه المؤتمر الوطني 19 دائرة بواسطة المستقلين.
فوز المستقلين في كل هذا العدد من الدوائر يدلل على براءة ونزاهة الانتخابات، مع التأكيد على أن الوطني نجح كذلك في رفد العملية الانتخابية بمراقبين من العيار الثقيل، رغم الإرهاب الذي مورس على جهات مثل الاتحاد الإفريقي، والإيقاد، والجامعة العربية. إلا أن الانتخابات حظيت بحركة رقابة عالية الجودة، وما كان لهذا أن يتأتى لولا الجهود التي بذلها المؤتمر الوطني في تهيئة الملعب السياسي لحشد العناصر الكفيلة بإنجاح العملية الانتخابية.
نعم، هي حيثيات عديدة تؤكد أن المؤتمر الوطني بقيادة البروفيسور إبراهيم غندور تغلب على ظروف كثيرة، وتمكن من عبور مرحلة الانتخابات بنجاح يحسب لكابينة القيادة داخل الحزب.. ألف مبروك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق