الخميس، 30 أبريل 2015

الراهن بين مكاسب الحسن وخسائر جبريل!

أمس وأنا في انتظار لقاء محمد الحسن الميرغني رئيس الحزب الاتحادي الأصل بالإنابة.. بمقر إقامته.. تذكرت حواراً جار بيننا في أول لقاء.. كان التركيز يومها علي موضوع الانتخابات ومشاركة حزه فيها..
كان من أقوي الحجج التي ساقها أمامي يومها.. أن الفرق بين صندوق الذخيرة وصندوق الانتخابات أن الأخير يعطي دائماً فرصة ثانية.. عكس الأول، فحين يسود منطق الرصاص فإما قاتل وإما مقتول.. قال لي السيد الحسن يومها.. نحن نفضل خيار الانتخابات حتي ولو جاءت مغشوشة..
ونرفض السلاح حتي ولو حمل لنا نصراً.. تذكرت ذلك.. ودهشت بيني وبين نفسي.. وأنا أقارن سريعاً بين مكاسب الحين وحزبه يوم إعلان نتائج الانتخابات.. وبين خسائر الدكتور جبريل إبراهيم وحركته في المواجهة الأخيرة.. كان المدهش بالنسبة لي أن إعلان النتائج هنا وهناك يكاد يكون متزامنا.. كانت هنا احتفالات بالفوز ومكاسب سياسية تحققت وإن بدت محدودة.. وكانت هناك خسائر جسمية في الأرواح والعتاد.. وخسائر في الجهود والإعداد والتدريب.. إلخ..!
وحين طرحت لمولانا الحسن هذه الملاحظة كانت إجابته.. المؤسف أن الخاسر الأكبر هو السودان .. وأن ما حدث يومها يؤكد ما قلناه من قبل عن ضرورة نبذ العنف وترك السلاح.. لكن الأهم من ذلك أن الحزب كلما ازداد أوارها واشتعالها وتمددت حرائقها تؤكد شيئاً وأحداً..
وهو ضرورة الأخذ بأسباب الحل السلمي والسير في طريق التسوية السياسية.. وهو أمر يقول  مولانا إنه لابد منه في نهاية الأمر لتحقيق الاستقرار والسلام الدائم ومن ثم التنمية.
وأمس أيضاً كان لابد أن أسال مولانا عما خرج به من الانتخابات.. فقال بضع دوائر ومكاسب عظيمة لصالح الوطن والمواطن.. ولصالح الحزب.. ولصالح المستقبل.. وعن نزاهة الانتخابات.. هل جاءت مزورة أم مبرأة؟.. يقول مولانا.. لم تكن مزورة لكن مغشوشة.. كان هناك غش.. يؤكد مولانا الحسن.. وأول من غشنا المفوضية.. كثير من التدابير والإجراءات لم تكن سليمة..لكن مولانا يستدرك.. هذا لا يعني طعناً في العملية الانتخابية.. ويقول ضاحكاً.. لن تقول كما قال الكنديون.. قبلنا النتيجة وفي انتظار المرحلة القادمة.. وهي الأهم بالنسبة لنا.. فالانتخابات لم تكن غاية.. بل هي وسيلة.. وقد تجاوزنا الوسيلة لنواجه مسؤولياتنا تجاه الأهداف أو الغايات.. فكيف ينظر مولانا إلي الغد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق