الخميس، 30 أبريل 2015

من أين لهم هذا..؟!

إن كانت حركة العدل والمساواة وحركة مناوي أو "عبد الواحد محمد نور" تمتلك القدرة على حشد مئات السيارات من الدفع الرباعي (لاندكروزر 70) اليابانية الصنع، وتحمل تلك السيارات بالإمداد والتشوين، وقبل ذلك بتسليح مقدر سعره حتماً بالعملة الأجنبية، فإن السؤال المنطقي إن كانت تلك الحركات والجماعات قادرة على الحصول على تمويلات بتلك الكميات فلماذا لا توفر الأموال لمواطني دارفور وأهل الهامش؟؟
فقبل موقعة (النخارة) بجنوب دارفور التي فقد فيها متمردو دارفور أكثر من مائتي عربة كانت عملية الاعتداء على أم درمان في العام 2008م قد شهدت خسارة نحو مائة عربة، فضلاً عن إهلاك مائة مليون يورو دفعها رئيس أفريقي بقطر مجاور!
بديهي في مثل هذه الملاحظة الاستفهام عن الجهات الممولة ولماذا!! وقطعاً فإن الإجابة لا تحتاج كبير عناء، وواضح أن تلك الجهات مستعدة لتمويل الحروب والدمار وإعمال القتل ولا تبدو على حماسة للدفع بذات القوة من أجل الإعمار والتنمية، فبعض الدول التي توفر الأسلحة والخبراء للمتمردين هي ذات العواصم التي تلكأت في دفع أموالها لصناديق الإعمار، وقطعاً فلا تثريب عليهم، وطالما أن ابن المنطقة يحمل السلاح ليروع أهله ويدمر مقدرات بلاده فلا داعي للوم الجهات الأخرى.
إن الأموال المتحصلة بواسطة المتمردين وهي مليارات ومليارات، من تسليح وتمويل ومصاريف جيب وأنشطة استثمارية وبيزنس عابر للدول، كلها ميزانيات ضخمة كان يمكن أن تحول كل دارفور إلى جنة، ولو أنهم حقاً يهتمون لأمر من يرفعون ظلاماتهم لوفروها للخدمات والمدارس وشواغل الصحة.. لكن هيهات لأن العدل والمساواة وحركة تحرير السودان تهاجم أول ما تهاجم وتدمر مظاهر التنمية والإعمار من مراكز للاتصالات أو مشروعات تقديم قليل الخدمات للمواطنين الأبرياء، وهي كلها شواهد يجب أن تجعل الموقف الجمعي للسودانيين حاسماً وحازماً من تلك الجماعات وهو كذلك في تقديري الآن.. هذه قوى شريرة يجب أن تواجه بالردع لأنها في واقع الأمر تسعى لتفويض استقرار البلاد والإضرار بأهلها، لأن صاحب القضية النبيلة لا يتحول إلى مأجور كلما سمع هيعة في الإقليم طار إليها بجنده وثواره مقابل حفنة أموال دفعت من قبل في تشاد وليبيا وجنوب السودان، ثم ليبيا مرة أخرى.
إن ما كشفه انجلاء غبار المعارك بالقرب من (تلس) أن حركة العدل والمساواة نبت شيطاني وحشد من الظالمين الذين وإلى أن يرشدهم الله السلام فلا سبيل للتعامل معهم إلا بالقوة الناشطة لأنهم نجس يجب إزالته عن هذا الثرى الطاهر، والسودان بلد يحفظه الله الآن بالضعاف من أهله ممن لا تحمل دواخلهم ضغينة أو غلاً، وممن صفت نفوسهم وأحسنوا الظن بالله في كل الظروف. فكفاهم شرور الخائنين الذين كلما قام لهم مخطط وبدت منهم عملية غدر رد كيدهم في نحرهم فتنفق الأموال والأسلحة ثم تكون حسرة على الداعمين في كل مرة ولله الحمد والمنة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق