الأحد، 26 أبريل 2015

لا (ترويكا).. ولا يحزنون!

•    من غير المعقول ولا المقبول ولا المنطقي أن تطالب المعارضة – الآن – بتشكيل حكومة (انتقالية) تمهد لقيام انتخابات (تأتي).. حرة ونزيهة كما نادى بذلك الإمام "الصادق المهدي" قبل أيام، ضمن حزمة شروط لنجاح عملية الحوار الوطني.
•    إجراء أي انتخابات – نزيهة أو غير نزيهة – أمر غاية في العسر وباهظ في التكلفة، وليس بمقدور دولة بإمكانيات شحيحة مثل السودان أن تجري انتخابات كل عام أو اثنين لإرضاء قوى سياسية مهمة وذات وزن أو غير ذات أهمية.. فمن أين لخزينة وزارة المالية بتلبية احتياجات الانتخابات بعشرات الملايين من الدولارات، فقط لأن الحكومة وحزبين أو حركتين من المعارضة اتفقوا!!
•    من قبل شكلت الحكومة وأحزابها مع الحركة الشعبية أقوى برلمان عرفته حقب (الإنقاذ) عقب اتفاقية السلام في (نيفاشا)، وجاء بالتعيين، نالت فيه الحركة الشعبية نحو (مائة) مقعد، وحصل (التجمع الوطني الديمقراطي) على حوالي (خمسة عشر) مقعداً، بالإضافة إلى مقاعد لـ(جبهة الشرق) وعدد من حركات دارفور.
•    وكما قلت من قبل فقد كان أداء البرلمان (المعين) أفضل من أداء البرلمان الأخير السكوتي (المنتخب)!
•    على المعارضة أنت كون واقعية، ولا تطلب المستحيل، وصولاً لمنطقة وسطى وحلول ممكنة ونهايات سعيدة. فكيف يمكنها أن تطالب بقيام انتخابات أخرى، ونتيجة الانتخابات الجارية لم تعلن بعد!!
•    مثل هذه المطالب والشروط تمثل ترفاً سياسياً ونوعاً من (تخمة المفاوضات) التي إبتليت بها بلادنا وشعبنا ولم تثمر له سلاماً وأمناً وزدهاراً.
•    والأهم من كل هذا وذاك أن تفهم قوى المعارضة أن (التغيير) الذي تنشده لن تحققه لها بيانات (الترويكا.. أمريكا، بريطانيا والنرويج)، ولا مواقف الاتحاد الأوروبي من حكومة السودان أو أرائه في الانتخابات، ولا قرارات مجلس السلم الأفريقي ولا مجلس الأمن الدولي.. كل هذا هراء في ميزان الشعوب.
•    الشعوب التي ثارت على حكامها، ومن بينها شعب السودان قبل عقود طويلة، لم تساندها في هباتها وانتفاضاتها (ترويكا).. ولا يحزنون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق