الأحد، 27 مايو 2018

حقيقة الحريات الدينية في السودان من وجهة نظر مسيحية!

قضية التعايش الديني، او التسامح الديني يمكن القول انها من القضايا الوطنية البازرة في السودان، هذا البلد القائم على التنوع وادارة التنوع وتدخل الثقافات وقد تكفلت التقاليد السودانية والعادات العريقة باسنادها التعايش.
وقد تحدث بين حين وآخر بعض الامور التى يستثمر فيها بعض الذين يتخذون من قضايا التعايش الديني أجندة سياسية للزعم بأن الحكومة السودانية تضطهد المسيحيين او تتخذ ضدهم مواقف وقرارت.
الامين العام لمجلس الكنائس السودانية، القس (وليم دينق) يشرح بسهولة وتبسيط غير مخل طبيعة عمل المجلس وهيكله الاداري ولوائحه وقوانينه ويشير إلى أن اللجنة الدولية للحريات الدينية أرسلت وافداً للمجلس وسألته بصورة مباشرة عما يشاع عن إزالة كنائس بواسطة السلطات السودانية وأجابهم القس وليم بأن الحكومة السودانية بالفعل ازالت كنائس ولكن الكنائس التى ازيلت هي (كنائس عشوائية) غير مخططة وغير صالحة على تصديقات الجهات المختصة، وطلب مجلس الكنائس –بحسب بالقس وليم– منحهم أراضي لاقامة كنائس بديلة وبالفعل تم منحهم وفقاً للاجراءات القانونية.
وفيما يخص مدرسة أنقولا التى قامت الحكومة بازالتها اشار القس دينق إلى ان المدرسة المزالة ورغم ان عمرها يفوق الـ20 عاماً إلا انها (ليست لديها أوراق رسمية ومستندات) تشير الى انها مدرسة تابعة للكنيسة. باعتبار ان هذه الخطأ هو خطأ الكنيسة التى لم تتحرك لاستخراج الاوراق اللازمة من الجهات الرسمية .
الوفد الامريكي الزائر للسودان مؤخراً تطرق ايضاً إلى موضوع الحريات الدينية في السودان وما اذا كانت هناك مضايقات للكنائس والمسيحيين. القس وليم اجابهم بانه اذا نظرنا إلى التاريخ القديم وكيف كان يعامل المسيحيين من قبل الرومان و الشيوعيين مقارنة مع ما يحدث الآن في العالم فإن السودان (ليس به مضايقات او تمييز ديني) ولم تحدث أي احتكاكات دينية او طائفية، كما لم يتم منع المسيحيين من الصلوات.
وفيما يخص اجازة السبت قال القس وليم انهم التقوا نائب الرئيس السوداني الذى ابدى اهتماماً بالموضوع ووعد بحله. ومن المنتظر حله عند بداية العام الدراسي الجديد بعد اسابيع. وفي موضوع مقابر المسيحيين بالصحافة التى حدث فيها تعدي من قبل معتمد الخرطوم قال القس وليم دنيق انهم كونوا لجنة أوكل لها معالجة الموضوع. وأكد القس دينق انه لا يوجد أي تطرف ضد المسيحيين حيث قامت وزارة الارشاد بالرد على المتطرفين الذين يلصقون ملصقات في الاعياد الدينية المسيحية .
وبالنسبة لحالات اعتقال بعض القساوسة قال القسيس وليم انهم بالفعل يتم اعتقال بعض القاوسة و لكن في اطار (خلافات ونزاعات في دعاوي قضائية) اذ ان هناك نزاعات حول كنائس بين المسيحيين وكنائس منشقة ويقدم مجلس الكنائس السودانية حلولا يرفها المتنازعين، مؤكداً ان هذه المنازعات لا دخل للحكومة بها.
ويشير دينق ان الوفد الامريكي برئاسة نائب وزير الخارجية الذي زار السوان مؤخراً والتقى مجلس الكنائس السودانية (خرج من مباني المجلس مبسوط للحديث الذي استمع اليه والافادات التى قدمت). وهكذا يمكننا من خلال اجابات القس وليم دينق ان ندرك مدى فسحة التعايش الديني والحريات في السودان، فهي موجودة ولكن تحدث نزاعات داخلية بين القساوسة، كأمر طبيعي – تبرز إلى سطح الاحداث فيزعم البعض انها ذات صلة بالسياسات الحكومية، كما ان الحكومة السودانية وفى اطار تطبيق القانون ربما تتخذ قراراً يمس كنيسة او مدرسة تابعة للكنيسة اذا لم تكن حاصلة على اوراق رسمية وهو اجراء اداري عادي يحدث للكنائس و للمساجد على السواء، ولا يمكن اعتباره عملاً ضد الحريات الدينية او اضطهاد للمسيحيين.
مجمل الامر ان الحريات الدينية في السودان ضاربة بجذوها ولا يستطيع أحد ان يزعم انها منتهكة او منقوصة بحال من الاحوال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق