الأربعاء، 31 يناير 2018

الزي السياسي المصري الفاضح!

بالطبع يدهش المحلين السياسيين و المراقبين غاية الدهشة مما تخوض فيه الحكومة المصرية وتنافقها فيه أسمرا! و مصدر الدهشة هنا ان القاهرة تعيد ذات ما جربته اسمرا في تسعينات القرن الماضي وانتهى بعودة الرشد والعقل للرئيس أفورقي! القاهرة تفعل الآن الشيء ذاته – مع فارق الظروف و المعطيات , طبيعة التجربة ، فنظام السيسي يعاني الأمرين من الانقسام الحاد في المجتمع المصري و وجود تيار واسع النطاق يلاحقه النظام و تفزعه غاية الفزع بضع عمليات عسكرية في سيناء، تحولت إلى كابوس ثقيل مثير للرعب!
و نظام السيسي الذي لا يحتمل (كمائن مسلحة عابرة) داخل عمقه ، كيف به ان يتحمل وزر المعاملة بالمثل، اذا ما مضى السودان - مستنداً للقانون الدولي - إلى مبدأ المعاملة بالمثل؟ نظام السيسي مصاب بالجنون حيال سد النهضة ولا يري كيف يتصرف حياله و مع ذلك يغوص في إيذاء السودان بتجميع العناصر المعارضة المسلحة في القاهرة! من المؤكد ان اسمرا إما أنها سعيدة بنقل تجربتها المريرة إلى القاهرة لكي تسعد أكثر بقطع ذنب القاهرة جرياً على قصة الثعلب الماكر الشهيرة، و إما انها (موعودة) بفوائد ما بعد الخدمة التى تحتاجها لظروفها الاقتصادية و بؤسها المعروف. وفى الحالتين فان اسمرا معذورة، لانها لا تملك مجرد اغلاق السودان لحدوده معها أخرج منها صرخة مؤلمة لانها لا تمتلك بدائل و ليس لها عمق من أي نوع . لماذا اذن ارتضت القاهرة بكل عراقتها و تاريخها ان تنزل لهذا الدرك؟ تبيع دينها السياسي الاستراتيجي بدنياها العابرة؟ كيف لنظام حكم لا يحتمل المنافسة الانتخابية –ولو كانت صورية– فيما لاحق رئيس اركان الجيش السابق (سامي عنان) وكتم أنفسه السياسية ثم أجهز علي الفريق شفيق لمجرد تفكيره في الترشح! كيف لنظام بهذه المثالب الفاضحة و الزي السياسي الفاضح ان يفكر في معاداة السودان؟ ان وجه الغرابة في ما تفعله القاهرة الان أنه و حتى على عهد الباشاوات وايام البلاط الملكي وخديوية مصر لم يحدث ان امعن نظام في معاداة شعب جار و شقيق على هذا النحو. سباب و شتائم الاعلام المصري تشبه ثقافة الحواري والازقة المعروفة. الاعلام المصرية يأتمر بأوامر رئيسه فيوزع السباب يمنة و يسرة لمجرد موقف سياسي اتخذه السودان لصالح شعبه. ثم تتكشف الفضيحة حين (يطلب) الرئيس شخصياً من الاعلام المصري ان يكف عن السباب! و يفلت لسان الرئيس السيسي نفسه حين يضيف لتوجيهاته عبارة (مهما كانت درجة الالم) ! يا سبحان الله، وما درجة الالم التى تحسها القاهرة جراء شيء فعله السودان ؟ بل ما الذي فعله السودان أصلاً لكي ينال هذا الكم المهولة من السباب و البذائة المعروفة على لسان المصري الذي لا لجام له؟ ان هذه الممارسة الخاطئة من جانب نظام السيسي ثمنها باهظ للغاية و الرجل لم يدرك هذه الحقيقة بعد، وغداً وحين تجيء ساعة الحقيقة  ربما يدرك الرجل أنه اخطأ خطأ فادح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق