الخميس، 25 يناير 2018

تظاهرات تونس، دروس الفوضى والانزلاق المدمر للدولة!

في تعليقه على التظاهرات التى ما تزال تجري في تونس قال رئيس الوزراء التونسي (يوسف الشاهد): (إن ما يحدث من تحركات بالليل لا يمكن القول انه بمثابة تظاهر سلمي، وان من يريد ان يعبر عن رفضه لأي شيء بإمكانه أن يفعل هذا نهاراً وبالطريقة التى كفلها القانون، و الحكومة ليس أمامها إلا التعامل معه وفق ما يقره القانون.
والواقع ان الأحداث التى تجري في تونس وفق متابعاتنا في (سودان سفاري) يلاحظ أنها تجري ليلاً في غالبها انطلاقاً من السبت 6/1 مروراً بالأحد ثم الاثنين 8/1/2018 حين تجددت فى منقطة (ساقية سيد يوسف).
ولعل المخاطر التى يجرها مثل هذا النشاط ان مثل هذه الممارسات وإن بدت في ظاهرها تظاهرات إلا أنها قد تفتح الباب لتحركات إرهابية وهو ما أكد عليه والي منطقة الكاف، حين حذر الأهالي تحذيراً شديد اللهجة من وجود تربة خصبة للإرهابيين بإمكانهم استغلال التظاهرات و النزول من الجبال المحيطة بعد ان أغلق الأهالي الطرقات والمنافذ المؤدية للقرى و البلدات الواقعة في المنطقة.
وعلى ذلك فان تصاعد التظاهرات و الاحتجاجات في تونس يبدو في حد ذاته بمثابة قدح زناد لأوضاع مأساوية متفجرة فى هذا البلد الواقع في أقصي الغرب العربي، لان السانحة باتت مواتية للفوضى و دخول عناصر إرهابية وإضعاف سلطة ومؤسسات الدولة. و مع ان الشرطة التونسية تبدو حتى الآن اقل عنفاً في مواجهة المتظاهرين  إلا إن الأمور لا تبدو لها نهايات سعيدة هناك. وهذه
في واقع الأمر واحدة من أكبر مشكلات إتباع نهج الفوضى في الظاهرات وعدم وضع اعتبار لهيبة الدولة. و ليس بعيداً عن ذلك الإفرازات السالبة لما عرف تاريخياً قبل سنوات بالربيع العربي؛ حيث جرت عمليات اقتلاع لأركان الدولة و ركائزها، ورأينا ذلك في تونس وفي ليبيا وفى اليمن، حيث تحولت تلك الدول الى محاضن للعمل المسلح.
 ولهذا فان العظة والعبرة التى ينبغي الوقوف عندها في ما يجري في تونس، ان ينتبه العقلاء إلى ان التظاهرات وإن بدت مشروعة إلا أنها لا يفصلها عن الفوضى إلا خيط رفيع وواهي للغاية، وحين لا يجد ذلك الانتباه المطلوب فان الكل سيدفع ثمن قدح شرارة الفوضى و فقدان الدولة!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق