الاثنين، 21 يناير 2019

محركو الاحتجاجات… الأمن يحبط (التكتيكات)…

ساهمت الجهود التي ظلت تقوم بها الأجهزة الأمنية ورصد المجموعات التي تدعو للاحتجاجات والمظاهرات لزعزعة الأمن والاستقرار في إنحسار أعداد المشاركين في هذه التجمعات غير المشروعة، وقد ظهر ذلك جلياً خلال الخطط المحكمة التي قامت بها الأجهزة الأمنية لأجل الحفاظ على أمن وسلامة المواطنين في المواكب التي دعوا لها الثلاثاء الماضي وتحديد أماكن التجمعات في كل من سوق اللفة بالكلاكلة جنوب الخرطوم ومحطة صابرين بأمدرمان.
تفكيك الخلايا
أمس الأول كشف مصدر أمنى مطلع في حديثه للصيحة عن القبض على أكثر من سبعين متظاهراً في منزلين بمنطقة بحري قبل الاحتجاجات التي أعلنوا عنها، وقبلها تمكن جهاز الأمن والمخابرات الوطني، من ضبط خلية بشمال الخرطوم بمنطقة “الدروشاب” تتبع للمتمرد عبد الواحد نور بحوزتها أسلحة وذخائر وعبوات مصنعة محلياً، وأسلحة بيضاء ومخططات معدة لاستهداف ونهب مناطق ومحال تجارية بالخرطوم لتمويل أنشطة وأعضاء الحركة أيضاً وخلال الأيام الماضية وبعملية نوعية أوقفت الأجهزة الأمنية عناصر من حركة عبد الواحد محمد نور أثناء محاولتهم نقل أموال لإحدى ولايات شرق السودان، وكشفت التحقيقات، التي تباشرها نيابة أمن الدولة أن فريق الأمن كان قد حصل على معلومات عن وجود عناصر لحركة عبد الواحد محمد نور ترتب لنقل أموال لشرق السودان ودعم عناصرها بالولاية للمشاركة في التظاهرات، وضبط بحوزة المتهمين الموقوفين مبلغ (150) ألف جنيه، واعترفت المجموعة بأن دورها هو نقل الأموال لعناصر الحركة بالشرق.
وأشارت تقارير إعلامية إلى عزوف الشعب السوداني من المشاركة في التظاهرات التي تدعو لها بعض الكيانات التي ظهرت فجأة على سطح المشهد السياسي، وبعد أن تأكد بأنها أجسام تقف خلفها أحزاب يسارية.
كيان غير شرعي
فيما وصف رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال السودان، يوسف علي عبد الكريم، “تجمع المهنيين” بأنه كيان غير شرعي وغير مهني، وقال إنه يتبع جهات سياسية وليست نقابية، وأشار إلى أن التجمع يطرح نفسه قائداً للاحتجاجات الشعبية في البلاد.
وقال عبد الكريم: “نؤكد أن العاملين والمهنيين حتى الآن لم يشاركوا في أي احتجاجات، لأن جميع قواعد الحركة النقابية تدري بالإصلاحات والمعالجات الاقتصادية ولديها متابعة لصيقة لكل ما يحدث من حلول”. وحذّر من الالتفات لمثل هذه التنظيمات، وقال إنها عبارة عن أجسام غير شرعية تتاجر باسم العمال. وأكد أن اتحاد العمال مع التظاهر السلمي باعتباره حقاً مكفولاً بالدستور إذا كانت هناك دواعٍ مقنعة، وقال: “لكن مسألة الحريق والتخريب مسألة مرفوضة تماماً”، وأضاف: “إذا كانت هذه الكيانات شرعية، لماذا تقوم بحرق وتدمير دور الحركة النقابية التي تقدم خدماتها للعاملين، ولماذا تقوم بنهب ممتلكات المواطن”.
التحذير من خلايا التخريب
فقي وقت حذر فيه خبراء أمنيون ومختصون في أوقات سابقة خاصة إبان عملية الذراع الطويل الذي قامت به قوات حركة العدل والمساواة بقيادة خليل إبراهيم ودخول منطقة أم درمان قبل أكثر من عشر سنوات، وكشف وقتها وزير الدفاع السابق الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين أن خليل أفصح لجنوده عن نيته في احتلال الخرطوم وأن بعضهم نصحه بألا يفعل ذلك لصعوبة تحقيق الهدف، لكنه طمأنهم بأن الأمر ممكن، وزاد: ما يهمكم أنا عندي شغل جاهز في الخرطوم وعندي ناس أكثر منكم داخل الخرطوم.
احتجاجات معزولة
من جهة أخرى، قلل المحلل السياسي والكاتب الصحفي فتح الرحمن النحاس من تأثير هذه الاحتجاجات وعدم قدرتها على إسقاط النظام حتى ولو استمرت لأعوام، وقال في حديثه للصيحة الآن هذه الاحتجاجات أصبحت معزولة بعد أن علم الشعب السوداني بطبيعة المخطط الذي تقوده أيادٍ خارجية ويهدف لإسقاط الدولة، وليس النظام. وحول المجموعات التخريبية التي تم ضبطها، قال عبد الواحد نور إن لديه أهدافاً واضحة ومعلنة في إسقاط النظام والدعوة لعلمانية الدولة خدمة لتنفيذ أجندة دول معادية للسودان في توجهه الإسلامي المعروف، كما أنه يعتبر أحد أدوات الموساد الإسرائيلي لأجل تحقيق غايات وأهداف دولة الكيان الصهيوني.
وأضاف أن حركة عبد الواحد بالتأكيد ستعمل على استغلال ظروف الاحتجاجات في البلاد لجل تنفيذ أجندتها العدوانية ضد المواطنين وممتلكاتهم وضد المنشآت العامة للدولة، وحيا يقظة الأجهزة الأمنية بعد أن ضبطت خلية تحمل أموالاً لإيصالها إلى شرق السودان لأجل زعزعة الاستقرار فيه، ولهذا يرى كثير من العقلاء أن هذه التظاهرات ستكون مضرة بالمواطنين وأمنهم واستقرار البلد، لأن أمثال هؤلاء المغامرين من جماعة المتمرد عبد الواحد ومن لف لفهم لا يتورعون عن أن يرتكبوا أبشع الجرائم لأجل تحقيق أهدافهم المرتبطة بالصهيونية، هذا غير أهدافهم العنصرية الواضحة والمعلومة لكل الناس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق