الأربعاء، 23 يناير 2019

أدلة دامغة على دور حركة عبد الواحد في الأحداث الجارية في السودان!

ربما لم يستوثق العديد من المراقبين بعد ما تم الكشف عنه مؤخراً بواسطة السلطات الأمنية في السودان عن ضلوع حركة عبد الواحد محمد نور المعروفة باسم (حركة جيش تحرير السودان) في الأحداث الأخيرة، فقد نشرت الأجهزة الأمنية صوراً وأسماء وصفات لعناصر من الحركة في بدايات الأحداث.
وتم عرض اعترافات تفصيلية عبر جهاز التلفزيون السوداني تناولته العديد من الفضائيات، ولا شك ان (الصورة والصوت) في معرض الإثبات أقوى وأبلغ، ولكن رغم ذلك فان البعض تحت ضغط وكثافة الأحداث ربما لم يصل إلى قناعة بهذه الصدد، وهو ما يتطلب غوصاً عميقاً في أنشطة وتحركات حركة عبد الواحد منذ نشأتها والوقوف على العديد من (المشروعات الإجرامية) التى أسهمت فيها وتلك التى ابتدرتها بمبادرة خالصة منها.
 فالكل يعرف إن حركة عبد الواحد نشأت على سفوح جبل مرة بإقليم دارفور العام 2013م. ولكي يكون التنظيم المسلح فاعلاً وفق رؤية مؤسسية فقد أنشأ ذارعاً طلابياً في كل المدن السودانية على امتداد السودان وعرف التنظيم الطلابي تحت مسمى (الجبهة الشعبية المتحدة UPF) وأشتهر على نطاق الجامعات بالعنف وغياب الأطروحات الفكرية، وشراسة الطرح المنفلت، الأمر الذي جعله ذا طابع عدائي دائم ضد كافة الطلاب غير المنضويين تحت لوائه!
وكان لافتاً ومدهشاً للغاية إن هذا التنظيم الطلابي وقفاً فقط على (قبيلة الفور) القبيلة التي ينتمي إليها عبد الواحد. ويشير طلاب الجامعات دائماً إلى ان (UPF) اصبح معروفاً بحمل الأسلحة البيضاء ذات الأثر الصارخ مثل السواطير والسكاكين، كما برع أيما براعة في صناعة القنابل اليدوية الحارقة المصنعة محلياً، الشديدة الإيذاء.
 وتشير مضابط الشرطة الرسمية في الخرطوم إلى تورط تنظيم (UPF) في أحداث جامعة بحري الشهيرة العام 2016 حيث كانت حصيلة ما اقترفته يد التنظيم حرق مكاتب الجامعة والقاعات وعدد من السيارات. ثم تلتها أحداث جامعة سنار والتى قام بها التنظيم بعقد مخاطبة سياسية تحريضية ضد إدارة الجامعة لفصل 13 طالباً ينتمون للتنظيم بعدما وجهوا تهديدات لطلاب الجامعة ومنعوهم من الإقامة بالداخليات!
وفي العام 20047 أشعل طلاب (UPF) أحداث أخرى في جامعة أم درمان الاسلامية إتضح أنها ناجمة عن صراع داخلي بين عناصر التنظيم ما أدى إلى وقوع حادثة قتل ما يزال عناصر التنظيم المتهمين بها قيد المحاكمة. ثم وقعت أحداث جامعة بخت الرضا العام 2017 والتى راح ضحيتها 2 من عناصر الشرطة السودانية جراء أعمال عنف بالغة الخسة والشراسة ارتكبها أعضاء التنظيم واخضع 8 منهم لمحاكمة أدين من بينهم 3 تحت المادة 130 من القانون الجنائي السوداني 1991 (القتل العمد)!
وقبل ذلك أشارت مضابط الشرطة لأحداث مماثلة ارتكبها التنظيم في  جامعة القران الكريم العام 2015 حيث حرق عمادة الطلاب وعدد من مكاتب الجامعة؛ ثم جرت أحداث جامعة كسلا العام 2018 حيث قام التنظيم بحرقة مباني صندوق دعم الطلاب.
تنظيم بهذا السجل الجنائي الحافل وهذه الجرأة على إراقة الدماء وحرق الممتلكات العامة من الطبيعي أن يكون فاعلاً في الاحتجاجات الأخيرة، فد تهيأت له بيئة مناسبة ظل يترصدها ويحلم بها؛ ففي منزل بضاحية الدروشاب بالخرطوم بحري يتم ضبط 4 قطع كلاشنكوف و 27 طبنجة و 1000 طلقة، وملابس ومهمات عسكرية، أصيب في عملية الضبط عدد من منسوبي الأجهزة الأمنية السودانية وأقرّت المجموعة المضبوطة -عبر التفاصيل- بكل خطط ومخططات التنظيم الهادفة لإلحاق أكبر ضرر بالمتظاهرين لاتهام الحكومة السودانية بقتلهم!
الأمر نفسه تكرر في ولاية سنار حيث تم ضبط قنابل حارقة وأسلحة بيضاء ومتعلقات كثيرة خاصة بالحركة والتنظيم. وفي منطقة جبل أولياء بالخرطوم تمت مداهمة منزل ضبطت فيه أسلحة بيضاء وقنابل حارقة ومتعلقات تخص حركة عبد الواحد.
حركة عبد الواحد من جانبها لم تنكر قط هذه الحقائق؛ بل إن المدهش أنها أصدرت عدداً من البيانات المكتوبة ندّدت فيها بضبط عناصرها وأوردت أسماء عدد من المضبوطين! وأكدت انها ستواصل (نضالها)! الأمر الذي يثبت ان حركة عبد الواحد وبعدما فقدت وجودها على الأرض في ميادين القتال وفى جبل مرة تحت وطأة ضربات قوات الدعم السريع لم تجد بيئة صالحة أخرى غير العمل داخل العمق عبر ذراعها الطلابي ذي القلب الغليظ والأصابع القذرة وإستسهال إراقة الدماء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق