الخميس، 28 فبراير 2019

ما هو حجم الأضرار التى ألحقتها المعارضة السودانية بالدولة السودانية؟

ربما لا يعبأ قادة المعارضة السودانية كثيراً بما ألحقوه بالدولة السودانية من اضرار ظناً منهم أنهم يلحقون ضراراً بخصومهم فى السلطة.
على صعيد البيئة الاقتصادية والانفاق العام فان استغلال القوى المعارضة للاحتجاجات اضافت عبئاً مالياً باهظاً على الحكومة السودانية تمثل فى حالة الاستنفار والتأهب فى صفوف الشرطة واجهزة الامن بما يفوق معدل الصرف بثلاثة اضعاف خصماً على الموازنة العامة للدولة.
المؤسف هنا ان القوى المعارضة و بسذاجة محيرة تظن ان تسيير التظاهرات السلمية أمر سهل! وتجهل هذه القوى للاسف الشديد ان مثل هذه التجمعات قابلة للاختراق من قبل اعداء ومن قبل عناصر لأجهزة مخابرات معادية، و قابلة للاستغلال من قبل أعداء روتينيين لديهم اجندات خاصة وتوفر لهم مثل هذه الظروف الملتبسة مناخاً ملائماً لانجاز الكثير.
الاجهزة الامنية فى أي بلد تحتفظ بخارطة واضحة لمجموعة المهددات المحتملة والراجحة للامن القومي وقد عالجت هذه الاجهزة عشرات المهددات فى فترة الاحداث هذه واحتفظت بسرها كما ظلت تفعل فى ا لظروف العادية. أما على صعيد مستقبل الدولة السودانية فان قوى المعارضة عرقلت المسار الاكاديمي لـ(37) جامعة و مؤسسة تعليمية عالية سودانية بما يجاوز حتى الآن الثلاثة أشهر وهي مدة ربما تمثل ثلث العام الاكاديمي على أسوأ الفروض فقدها طلاب التعليم العالي و الجامعي ومن ثم فقدتها الدولة السودانية باعتبار ان هؤلاء الطلاب الذين عطلت مسيرتهم الاكاديمية هم عنوان مستقبل الدولة السودانية.
فإذا افترضنا -على وجه الافتراض والتقريب- ان كل جامعة من هذه الجامعات والكليات العلمية ينتظم بها حوالي 200 طالب فقط فان حاصل ضرب هذا العدد من الجامعات فى عدد الطلاب يعطيك نتيجة مذهلة. ومن المؤكد ان هؤلاء الطلاب هم الآن فى حيرة من أمرهم ولا يعرفون متى يواصلوا مسيرتهم الاكاديمية ولا تعرف عوائلهم ما يمكن ان تفعله لتضمن عودتهم الى مؤسساتهم التعليمية.
اما على الصعيد الاجتماعي فان أسوأ ما ألحقته قوى المعارضة السودانية بالنسيج الاجتماعي السوداني هذه القدر الهائل من الكراهية و الذى تمت ترجمته فى عبارات ومفردات استجدت ولا ولأول مرة فى الفضاء الاجتماعي السوداني، لقد استنبط الحزب الشيوعي السوداني -للاسف- عبارات كراهية واقصاء وشتم سياسي لا مثيل لها ولم تعرفها المخيلة السياسية والثقافية السودانية طيلة تاريخها.
 وتحولت حتى العائلة الواحدة -بفعل خبث ومكر الحزب الشيوعي- الى عائلة متنافرة، تمقت افرادها ويتشاكس الابناء مع الآباء ليس على نحو حضاري محترم وإنما بالزاد السياسي المقيت الذى أشاعه الحزب الشيوعي السوداني على ألسنة أيفاع و صبية ربما لا يعرف بعضهم دلالات هذه العبارات والمفردات السيئة الوقع على النفس والاخلاق.
وعلى صعيد القاموس السياسي السوداني وقضايا السلام فان قوى المعارضة عرقلت مسيرة العملية السلمية ظناً منها -ويا لوهمها- ان ساعة الحكومة قد اقتربت وظهرت علاماتها الكبرى، فعرقلت مفاوضات العملية السلمية واصبح المناخ السياسي العام متوتراً متوجساً فهل يدرك قادة القوى المعارضة فداحة ما ألحق بالدولة السودانية؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق