الخميس، 28 فبراير 2019

حكومة رئيس الوزراء الجديد “ايلا”….إعادة الأمل

نترقّب حكومة السيد رئيس الوزراء الجديد، د. محمد طاهر إيلا، التي سيكون أهم مهامها هو إعادة الأمل في نفوس السودانيين، وبعْث الثقة من جديد في قُدرة أجهزة الحكم على تجاوُز الحالة الراهنة، وفي مُقدّمتها الوضع الاقتصادي واختناقاته، والشقاق السياسي وانزلاقاته.

ولو قرأ السيد إيلا المشهد أمامه بدقّة وتبصُّر لوَجَد أن أقصر الطرق لإنهاء هذه الحالة التي نعيشها، هو التصالُح السريع مع المواطن وتخفيف الضيق المعيشي الذي يُعاني منه هذا الشعب الصابر، فإذا اهتدى رئيس الوزراء إلى السبيل المفضي إلى رضى المواطن وكيفية خفَض هواجِسه وهمومِه وإزالة الضنك من حياته بالسرعة المطلوبة، لَحقَّق السيد رئيس الوزراء التطلّعات والآمال المعقودة على حكومته المُرتَقبة .
لا يخفى على السيد إيلا، أنه جاء في وقتِ تضاءَلت فيه فرص النجاح، خاصة أن هناك نقصاً هائلاً في الموارد، وتُعاني الدولة من صعوبات لا حدّ لها، جعلت من الأداء الحكومي ينخفِض إلى الحضيض في الفترات السابقة اقتضى التغيير الذي جاء بِه رئيساً للوزراء، وهذا يُوجِب عليه أن يُعيد البَصَر كرَّتين في ما ينتوي فعله، فليس أمامه سوى أن يفعل الصواب دائماً ويتَّجِه مباشَرة لموضِع الداء وسبب العلة التي تُعاني منها البلاد، وفِي تصريحاته التي أطلقها بُعيْد تكليفه برئاسة الوزارة، هناك توصيفٌ واضحٌ للأوضاع وإرادة واقعية وقويّة لاجتثاث الفساد وإصلاح ما أصابه العطب، وقد حدّد هو بنفسه مسار حكومته ومهمّته، وهذا هو الطريق الصحيح لإنجاز فعلٍ ناجحٍ لو سار عليه يستطيع طمأنة المواطنين وتحقيق تطلُّعاتهم والثقة في حكومته ..
حكومة إيلا المُقبِلة ليست حكومة شعارات وأقوال براقة، هي حكومة عمل، إذا لم تتحلَّ من البداية بهذه السّمة وتتمتّع بهذه الخَصِيصة، بأنها جاءت لمُعالجة وتطبيب الأوضاع المُعتلّة والمُختلّة، فلن يثِق فيها أحد، ولن تتصدّى بقوة وفاعلية لأي من مهامها، فهناك غول الفساد الذي يقِف مُتربّصاً هازئاً من محاولات لجْمِه وحز رقبته في المرّات السابقة، سيُحاول هذا الأول أن يصرع السيد إيلا وحكومته من الجولة الأولى، فإذا استجمع رئيس الوزراء كل قوة حكومته وبمُساندِة الرئيس، وبقية أجهزة الدولة وبإرادة سياسية قوية يستطيع أن يقضي على الفساد، ويُعيد ترتيب ما هو على الطاولة .
تتطلّب المرحلةُ المقبلةُ وهي من أعقد الأزمنة الوطنية، حسماً واجباً وحزماً حاضراً، حتى يتمكّن رئيس الوزراء من إعادة الأمل وبثّ روح جديدة في أوصال ومفاصِل أدوات السلطة والخدمة العامة والمؤسسات الحكومية التي لا ينظر المواطن إليها بأي نوعٍ من الرضا، فالرّيَبُ والشكوكُ طفحتْ في سلوك السودانيين تجاه كل ما هو حكومي وفِي قُدرة القطاع العام على تجديد ذاته وتنقية ساحته من ما هو معيب، فَلَو اجتهد إيلا وحكومته لاستعادة صِدقيّة العمل الحكومي وثقة المحكومين وتفاعُلهم مع ما يفعل، يكون قد قَطَع شوطاً كبيراً في إعادة الأمل وإشعال شُعلته من جديد، وجعل المستحيل مُمكناً ...
إذا كانت غاية التغيير الكبير الذي طرحه السيد رئيس الجمهورية، هو الإصلاح السياسي والاقتصادي وتأمين البلاد وتوطيد دعائم الاستقرار، فإن المدخل الوحيد هو شعور المواطنين جميعاً أن هناك حقوقاً مَرعِيّة وسلطات قوية تقوم بواجباتها تحمي أرواحهم وممتلكاتهم، وتؤمّن لهم العيش الكريم وتبسِط لهم العدالة وتتعامل معهم بالتساوي والمساواة وتُوفّر لهم ما يحتاجونه دون ضيم أو ظُلم..
من واجب الحكومة التي يقودها محمد طاهر إيلا أن تتعامل مع مواطنها بالشفافية المطلوبة والنجاعة وسرعة التحرّك في سد الحاجة والضرب على أيدي المنفلتين والمتلاعبين خاصة في الأسواق، وألا يكون هناك كبير على القانون، ستستقيم الأحوال وتنصلح إذا كانت الحكومة قُدوة في انضباطها وحُسن إدارتها ورُشد تعاملها، وظنّنا أن السيد رئيس الوزراء يعرف جيّداً ما المطلوب منه أن يفعله، فهو سيد العارفين بقضايا المواطنين، ووراؤه دعم كبير من رئيس الجمهورية، وكل قيادات الدولة، فعليه يقع العبء الأكبر في تجاوُز هذه الظروف الحرِجة والقفز فوق الأشواك وحقول الألغام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق