الخميس، 28 فبراير 2019

بعد قرار إعفائهما بكري ومعتز.. الوجهة المقبلة !!

وُصِفا بأنهما تنفيذيان من الطراز الأول، باعتبارهما تسيَّدا الصفوف الأولى في الآونة الأخيرة، لتأتي قرارات رئيس الجمهورية الأخيرة لتذهب بهما بعيداً عن الأضواء.“الصيحة” تتلمس فيما يلي الخطى القادمة للنائب الأول لرئيس الجمهورية السابق ، الفريق أول بكري حسن صالح ورئيس مجلس الوزراء السابق معتز موسى اللذين غادرا منصبيهما بعد إعفائهما بأمر القرارات الأخيرة…
الآن بعد خطاب رئيس الجمهورية والتعديلات الجذرية التي تمت، وفي مقدمتها إعفاء الرجلين إلى أين يذهبان؟ بعض المحللين أكدوا أن بكري قد يعود للحكم عبر بوابة الانتخابات، فيما أشاروا إلى أن معتز لا يمكن الاستغناء عن نشاطه وخبراته الاقتصادية.
بكري .. هل يعود (التربال) إلى مزرعته؟
يُعد الفريق أول بكري حسن صالح آخر ضباط الإنقاذ الذين غادروا القصر الجمهوري، بعد ثلاثين عاماً قضاها الرجل في المناصب التنفيذية والدستورية ودهاليز الحكم الإنقاذي، وتمرحل الرجل في عدة مناصب رفيعة منها وزارة الداخلية ثم وزارة الدفاع ثم وزيراً بالقصر الجمهوري، ومنها النائب الأول لرئيس الجمهورية، وأضيف إليها مؤخراً رئاسة مجلس الوزراء قبل أن يغادر المنصب الأخير ليحل مكانه معتز موسى في مجلس الوزراء ووزارة المالية ليجمع بين منصبين.
عودة التربال
بحسب مصدر مقرب منه – فضل حجب اسمه- استنطقته “الصيحة”، فان بكري الذي تخرج من المؤسسة العسكرية ليست لديه مساحة تؤهله للعودة إلى المناصب مرة أخرى. وكشف المصدر عن أن إعفاء الفريق بكري كان ممهداً له من قبل الحركة الإسلامية بعد إبعاد علي عثمان وعلي نافع من مناصبهما في الأعوام السابقة، وأضاف المصدر أنه كان من المحتمل جداً أن يخلف الفريق بكري رئيس الجمهورية في المرحلة المقبلة، لكن بعد عدة اجتماعات مغلقة داخل وخارج القصر، كانت النتيجة بالإجماع بأن بكري حسن صالح ليس هو الخيار المناسب للمرحلة القادمة، وقال إن الفريق بكري أصبح الآن خارج المؤسسة العسكرية ليست لديه مساحة، بأن يرجع إلى المناصب القيادية مرة أخرى، ومن المتوقع جداً أن يبتعد بكري عن العمل التنفيذي مرة أخرى باعتبار أنه وصل سن التقاعد وصحته لا تؤهله لقيادة العمل مرة أخرى. وأضاف أن بكري لديه عمل تجاري خاص به ولديه مزارع وأراضٍ زراعية بالشمالية، ومن المحتمل أن يتفرغ لعمله الخاص، ويبتعد عن العمل الحزبي مثله مثل الذين شغلوا مناصب وحقائب في الدولة منهم علي كرتي ونافع وعلي عثمان وحسبو محمد وغيرهم.
لماذا أُبعد؟
المحلل السياسي بالمركز الدبلوماسي بالخارجية، عبد الرحمن أبو خريس، يرى في حديثه لـ(الصيحة) بأنه من المتوقع جداً أن توكل مهام أخرى إلى النائب الأول السابق بكري حسن صالح، باعتبار أنه من قيادات الثورة، وله أدوار قديمة، ويعتبر من المجاهدين في حكومة الإنقاذ، موضحاً أنه من المحتمل أن يظهر في دوائر ثانية.
وقال إن بكري له تاريخ طويل ومليء بالأحداث، ومن الصعب أن يتم إبعاده من الساحة السياسية والعمل العام. وأضاف أن بكري يعتبر الآن جزءاً من منظومة الحكومة، لذلك لابد من الاستعانة بقدراته، وتساءل أبو خريس عن أسباب إبعاده وهو قائد عسكري؟ وأضاف أنه ليس من السهل التخلي عن بكري أو إبعاده عن الحكومة إلا في حالة أن تكون له ظروف صحية مجبرة أو عامل السن. وكشف عن أن إبعاد بكري ليس بسبب عمل إداري أو تشكيك في قدراته، وأكد أن بكري سيكون له دور خفي مع رئيس الجمهورية في ملفات ثانية أواستشارة مهمة بينهما…
دور (وطني)
بدوره توقع المحلل العسكري يونس محمود أن يكون هناك منصب آخر لبكري، وقال إنه من المتوقع أن يذهب إلى المؤتمر الوطني بوظيفة وتكليف كبير، وأضاف في حديثه لـ(الصيحة): سوف يظهر هذا التوقع قريباً من بدء الانتخابات المقبلة، مشيراً إلى أنه ربما يكون أحد المرشحين للرئاسة في انتخابات 2020.
وقال إن إبعاد بكري الآن يعتبر إبعاداً مرحلياً مؤقتاً.
معتز موسى.. سقف توقّعات العودة (يرتفع)
في المقابل مثّل إعفاء رئيس الوزراء السابق، معتز موسى من رئاسة الحكومة، مفاجأة من العيار الثقيل، ففي الوقت الذي كان فيه متوقعاً أن يقفز رئيس مجلس الوزراء السابق المهندس معتز موسى إلى رئاسة الجمهورية باعتبار أن وصوله لمنصب رئيس الوزراء جاء في وقت وعمر وجيز من مسيرة عمله التنفيذي، بيد أن سوء حظ الرجل أن فترته في رئاسة الوزارة كانت فترة عصيبة للحزب الحاكم (المؤتمر الوطني)، حيث حاصرت معتز أزمات اقتصادية خانقة، كادت أن تعصف بوزارته أكثر من مرة، بسبب الضغوط الشعبية التي مورست عبر الاحتجاجات التي اندلعت في ديسمبر الماضي بسبب الضائقة الاقتصادية.
معتز الذي أمضى في رئاسة الوزارة (160) يوماً.. ترى أين ستكون وجهته القادمة؟
من حرق (معتز)؟
(معتز من الجيل الجديد، ومن الفئة الشبابية النشطة في العمل التنفيذي، ومن المحتمل أن تتم استعادته إلى العمل في الجهاز التنفيذي).. هكذا أجاب مصدر مقرب من رئيس الوزراء السابق حين سألته “الصيحة” عن وجهة معتز القادمة، قبل أن يضيف بأن في تجربة معتز العديد من مظاهر الإصلاح والكثير من النجاح، مقابل القليل من الفشل، عازياً فشله إلى برامجه المزدحمة ومهامه العديدة، ومع ذلك، فإن المصدر المقرب من معتز يرى أن الرجل ترك بصمات واضحة في عدة مجالات، وأضاف المصدر أن المرحلة الحالية (حرقت معتز) بعد وعوده التي رفعت سقف التوقّعات وحرقت المراحل الإدارية التي تولاها في عهده كرئيس مجلس وزراء.
نجاح منظور
يعود المحلل السياسي بالمركز الدبلوماسي بالخارجية، عبد الرحمن أبو خريس، للحديث لـ(الصيحة) عن الوجهة القادمة لمعتز بقوله إن إقالة (معتز) من رئاسة مجلس الوزراء جاءت في غير موضعها، موضحاً أن الزمن زمن شباب في القيادة، وأن المرحلة تحتاج إلى كوادر شبابية، منوهاً إلى أن معتز شغل منصبين وأبلى فيهما الكثير، وأثبت نجاحاً ملحوظاً وإن كان نشطاً في تحركاته ومتابعاته لتكاليفه، متوقعا الدفع بمعتز في الفترة المقبلة في وظيفة جديدة ومهمة أخرى متفق عليها من داخل الرئاسة، قبل أن يضيف بقوله: (مثل معتز لابد من الاستفادة من خبراته).
فيما توقع يونس محمود، بأن يتم ترشيح معتز موسى لوزارة المالية باعتبار أنه شخصية اقتصادية ناجحة، وهو الشخص المناسب لذلك المنصب، هذا إلى جانب ملفاته الناجحة التي أوكلت إليه في مسيرة عمله إبان رئاسته لمجلس الوزراء التي أحدث فيها الكثير من التقدم – بحسب يونس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق