الأحد، 29 مايو 2016

تحرير القس قبريال الأنطوني .... قيم التسامح تمشي على قدمين

(تقف عملية تحريري دليل على أن الإنسان بالسودان مُقيّم، وأن الحكومة لا تفرق بين مواطنيه) هكذا جاءت افادات القس قبريال الأنطوني راعي كنيسة العذراء بمدينة نيالا بجنوب دارفور والذي أختطف في أبريل الماضي من قبل مجموعة متفلتة وحررته السلطات الأمنية من قبضتها يوم الثلاثاء. فالقسيس الذي وصل مطار الخرطوم بعد اختطاف دارم (419 يوما ثمن الجهود التي قامت بها السلطات الأمنية وأسفرت عن إطلاق سراحه دون تعرضه لأي مخاطر.
اللواء عبد الله الشريف قال لدى استقباله القسيس الأنطوني إن الأجهزة الأمنية ظلت في حالة متابعة لصيقة ومستمرة لعملية الاختطاف، مؤكداً أنه كان بإمكانهم تحرير القسيس المختطف منذ اليوم الأول من الحادثة إلا أن حرصهم على سلامته دفعهم إلى التأني وعدم مداهمة الخاطفين.وأضاف أن القس قبريال يمثل شريحة الأقباط بالسودان وأن الحكومة حريصة على حرية الأديان، لافتاً إلى أن لجنة أمن ولاية جنوب دافور بذلت مجهودات مقدرة حتى نجحت هذه العملية.
وفي وقت سابق قال والي جنوب دارفور إن الأجهزة الأمنية بالولاية تمكنت من تحرير قس الكنيسة الأرثودكسية التابع لطائفة الأقباط بمدينة نيالا قبريال أنطوني بعد 41 يوما من اختطافه بمدينة نيالا. واضاف الوالي في موتمر صحفي إن القس وصل نيالا بأمان وصحة جيدة غير أنه لم يكشف عن كيفية إتمام عملية تحريره، ولا الجهة الخاطفة وما إذا كان التحرير قد تم بالقوة أو المساومة. من جانبه، أوضح راعي كنسية العذراء بنيالا القس قبريال الأنطوني أنه عاد أكثر قوة، ولن تلين له عزيمة في القيام بواجبه تجاه وطنه.
وتمكنت الاجهزة الامنية بولاية جنوب دارفور من تحرير قس الكنيسة "الارثوذكسية" لطائفة الأقباط بمدينة نيالا قبريال أنطوني بعد 41 يوما من اختطافه بواسطة مسلحين مجهولي الهوية في ابريل الماضي من مزرعته بالقرب من مخيم "عطاش" للنازحين بمدينة نيالا.وقال والي ولاية جنوب دارفور آدم الفكي محمد في موتمر صحفي الثلاثاء بنيالا ، إن جهاز الأمن والمخابرات بولاية جنوب دارفور قاد عملية تحرير القس وفقاً لإجراءات دقيقة ضمنت سلامته ليعود ويمارس حياته الطبيعية.موضحا ان أجهزته الامنية قادرة على بسط هيبة الدولة وملاحقة المتفلتين "مهما بلغت قوتهم".
وتقف عملية تحرير القسيس المختطف خير دليل على التعايش والتسامح الديني في السودان ، وهو تعايش يعد إرثا على الرغم من كبر مساحة السودان وإختلاف الثقافات والأديان والعادات والتقاليد إلا أن ذلك لم يكن عائقاً أمام التداخل والتعايش ، ومما ساعد على ذلك ،المصالح المشتركة ونظام الحكم المركزى والهجرات إلى السودان حيث دخل بصورة سلمية دون حروب على طريق الحراك الإجتماعي وعليه تشكلت العقلية السودانية وأصبح الإسلام مُلهم للإنسان السوداني وان هنالك كثير من الطوائف المختلفة مذهبياً ولكنهم على وفاق تام لدرجة ان الأقباط في السودان تزاوجو وأختلطت عاداتهم بالعادات السودانية.
هذا الانموذج من التعايش بين مكونات السودان دفع الأب فليب ساوس فرج ذات مرة في مؤتمر مشهود بالداخل ليطالب المجتمع الدولي بمنح السودان جائزة التعايش الدولية وان الوحدة الوطنية موجودة في أعماق السودانيين وأنه ومنذ القدم عرف عن المواطن السوداني فنان في التعايش حتى مع الشخص الذي لا يرغب. عموما فما زال التعايش والتاخي الاسلامي المسيحي في السودان مثالا للعالم أجمع يحتذى به بما يتصف بسهوله ويسر ، فمن المناظر التى تدهش الزوار الذين يحطون رحالهم بالخرطوم هو تجاور الكنائس والمساجد، وذلك ناتج عن السموم التى تبثها بعض وسائل الدعاية والإعلام الغربية التى تسعى لصياغة مفهوم ثابت حول الإسلام بصورة كأنه دين لا يحتمل التعايش مع دين آخر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق