الخميس، 25 أبريل 2019

قوى الحراك السياسي في السودان والإصطدام المحتوم!

رغم إدراكها انها لم تتغير ولا تملك فى الوقت الرهن عناصر المواكبة والتطوير وان اداؤها و التعقيدات التى تعيشها لا تتيح لها على المدى القريب ان تتحول الى منظمات سياسية محترمة بإمكانها تحمل مسئولية تعاور وبتبادل كرة الديمقراطية؛ إلا أن القوى الحزبية السودانية ما تزال تصر على التواجد داخل الملعب مرتدية فانلة وشورت في الوقت الذى يدل مظهر الأرجل انها ضعيفة البنية، بطيئة الحركة، تنقصها الكثير من اللياقة السياسية اللازمة.
هذا الواقع للاسف الشديد سينعكس في القريب العاجل على مجمل الحراك السياسي فى الساحة السودانية بحيث تمسك الازمة بتلابيب الاوضاع على نحو خانق. ونحن هنا لا نود استباق الاحداث وإنما نعمل على قراءتها وتمحيصها وملاحظة ما يمكن ان يُرى بالعين المجردة على الافق السياسي الممتد.
القوى الحزبية هذه تعلم علم اليقين انها لم تصنع التغيير وإنما صنعه الشباب، والشباب هؤلاء ليسوا منتمين لا لهذه الاحزاب ولا لاحزاب اخرى، ومن البديهي انه لا يمكن استقطابهم الآن ليكونوا جزءاً من هذه الاحزاب لانهم يشاهدون الآن وعلى الهواء الطلق كيف تعمل هذه الاحزاب وممّ تعاني.
القوى السياسية ووفق الطريقة التى تتعامل بها الآن لا محالة سوف تصطدم بقوى الشباب فإن لم يكن فى المرحلة الحالية الراهنة حتى قبل تكوين الحكومة؛ فمن المؤكد فى المرحلة الاولى من حكومة الانتقال حين تتم مواجهة الازمات الحقيقية التى من اجلها ثار الشباب وحين تتضح صعوبة المعالجة.
الشباب بطبيعتهم يريدون ثمار سريعة وملموسة، والقوى الحزيبة سوف تنشغل تماماً بخلافاتها من جهة، والتنكيل السياسي بخصومها من النظام السابق من جهة اخرى!
الكثرة العددية لهؤلاء الشباب غير المنظم سوف تدك حصون القوى الحزبية وتجردها من مجالها الحيوي فى الاوساط الشعبية وربما يصل الامر لحدوث فراغ سياسي مهولة فى العام الاول من المرحلة الانتقالية جراء خلو القوى الحزبية من المنتمين وخاصة عنصر الشباب وربما خروج ما هو موجود من هؤلاء الشباب داخل هذه القوى الحزبية لكي يلحقوا بالشباب الثائر.
الاكثر خطورة وأسفاً ان قادة القوى الحزبية ما يزالوا هم أنفسهم قادة هذه القوى الحزبية طوال العقود الطويلة المنصرمة، وهذا سوف يقود الى صدامات متواصلة، وقد يفضي في نهاية المطاف الى إنهيار الاحزاب وخروجها من الملعب السياسي؟
الامر هنا أيضاً لا يبتعد عن تجمع المهنيين، إذ ان الملاحظ انه ينتمي فى غالبه لتيار سياسي معين، وهذا يحجب بالضرورة اي منضويين جدد من التيارات الشبابية حتى ولو كانت الضرورة المهنية تدفعهم للانتماء اليه.
خلاصة المشهد ان هذا الواقع السياسي المتشابك قابلة للانفجار عاجلاً أم آجلاً في ظل هذه المعطيات المتشاكبة التى جميعها فرختها ضرورات مرحلية لم يعد لها وجود الآن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق