الخميس، 25 أبريل 2019

لقاء مأمون والبرهان بالعمل!!


تدافعت كثير من الرسائل عبر الأسافير مشيرة للقاء يتم بقنوات السودان الفضائية مع سيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس العسكري الانتقالي في رحاب تلفزيون (الشروق) الذي تابعنا عبره اللقاء مع المذيع مأمون.
>  أجمل شيء أن الحوار في اللقاء كانت ردود الفريق أول بالدارجي أو بالعامية كما أشار في بداية حديثه، وفعلاً كان لقاءً مبسطاً سهلاً مريحاً مباشراً.
>  أكد الفريق بقراءتنا الاستراتيجية للحوار أنه رجل زاهد.. بسيط.. ود بلد غير طامع في الحكم ولا في السلطة وكل همه أن يفي بوعده مع الشعب.. كما وعدهم في بداية المشوار.. لكن لا يريد أيضاً أن يسجل سجلاً تاريخياً انسحابياً في تاريخ السودان العريق يحسب خصماً على الثقة التي أودعها الشعب السوداني فيه.. فكان يكرر عبارة (غداً) يمكن أن نسلم السلطة إذا تجمع المهنيين والشباب جاءوا بحكومتهم المختارة.. لكن كان صادقاً في ذات الوقت أن الأسماء يجب أن يكون عليها اتفاق شعبي بنسبة تقود للاطمئنان.. وهنا تكمن درجات الرؤى الاستراتيجية السياسية العسكرية أن أمن البلاد واستقرارها يجب أن يعلو على فهم تكوين الحكومات لإدارة البلاد، ومتى توفر أسلوب وفهم وضمان الاستقرار لن يكون تسليم السلطة أمراً صعباً.
>  هذا حديث سوداني قوي حادب على مصلحة بلاده، خاصة أن عبد الفتاح رجل وصل حتى رتبة الفريق أول، وهي مدة كافية لأن تخلق لدى الرجل عمقاً استراتيجياً سياسياً، ويمكن عبر هذا العمق أن يقدم حديثاً قوياً كهذا الذي جرى في اللقاء.
>  الملاحظ للفريق أول البرهان أنه تغير في خطابه أكثر من خطابه الذي ظهر به أول مرة، وتلاحظ أن درجات الثقة في الخطاب ارتفعت عنده كثيراً، وهذا دليل عافية بأن ليس هناك ما يجعله مهتزاً أو مرتبكاً، وهذا يعكس درجات الزهد لدى الرجل أنه عبر بالبلاد خلال هذه الفترة، واستطاع أن يخرجها من عنق الزجاجة حتى اللحظة على حد تقديره وتقديرنا، وحافظ على أمنها كما ظل يردد في اللقاء بأن القوات المسلحة والقوات الأمنية الأخرى، ويقصد بالتأكيد الشرطة والأمن والدعم السريع، فهذا الاحساس جعله يتكلم بثقة واطمئنان، لكن لو كان ينوي عدم تسليم السلطة كان خطابه سيكون غير هذا تماماً.. كان سيكون نفسياً مختلفاً.. فواضح أن عضوية المجلس تكن لهذا الرجل احتراماً كثيراً، وأن العضوية فيها كثير من الانسجام والتعاون والتنسيق.
>  واضح أن البرهان لن يفرط في السلطة إذا وصل إليه أدنى احساس بأن هناك ضرراً قد يقع على المواطن والوطن.
وحين ذلك سيكون معه كل الوطن، لأن المواطن السوداني لا يحب القتل ولا يحب المشكلات ولا يحب الحروب، بل يلجأ إلى الاستقرار والأمن، وهذا الذي سعى له بالتغيير الذي حدث.
>  البرهان قصد أن يوصل رسالة مهمة من خلال حواره للشعب بأننا نحن والله مواجهون دولياً بحسن تكوين حكومة للسودان تمنى لها في ضمن حديثه أن تكون (تكنوقراطية) أي حكومة متخصصة مؤهلة من كفاءات ذات إمكانات عالية الهدف منها رفع السودان وتطويره اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً وأمنياً من أجل سودان جديد رغبةً للمواطن وتحقيق أمانيه.
>  هناك تفاؤل كبير في أوساط الناس، لكن قاتل الله الشائعات التي لا تريد خيراً للبلاد والعباد.. التفاؤل يقول إن الأشياء في نظر المواطن أخذت تتغير وتتبدل فقط بأشياء بسيطة بالسيولة التي تم ضخها في موارد السودان ومصارفه البنكية، وظهر ذلك في انخفاض سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني حتى وصل أمس (46) جنيهاً مقابل جنيهنا السوداني الذي بدأ تدريجياً يتعافى.. وشهدت كثير من ضروريات الحياة انخفاضاً واضحاً، وبدأت صورة الجشع تنخفض لدى بعض التجار الذين أثروا ثراءً فاحشاً.. فما عادوا اليوم بذات الجشع.
>  المطلوب يجب أن يظل المجلس العسكري موجوداً للمراقبة والمتابعة والمحاسبة، ومتى أخفقت أية جهة يجب أن تلاقي الحسم أولاً بأول، وأن يستمر المجلس في أية صورة كانت حتى تستقر الأوضاع خوفاً من وصول حكومة قد تفسد الذي توصلنا إليه في أقل من نصف شهر وحينها على الدنيا السلام.. لذا أقول ماذا يضير الحكومة الانتقالية الملكية أن يظل المجلس مجاوراً لها، على الأقل تستطيع أن تعمل في جو آمن إن كانت نواياها حقيقة سعادة الإنسان السوداني وتطور السودان.
>  ويمكن للمجلس ألا يتدخل إلا عند الضرورة التي تطلبها الحكومة الملكية المقترح تكوينها من الشباب والتغيير من المهنيين.
>  أبشركم بأن البرهان نجح.. حتى اللحظة تبقى أن بقي الشعب بما وعد حكومة (تكنوقراطية) ذات كفاءات بجد.. مش ترضيات لا تسمن ولا تغني من تطور وتقدم ونجاح وفلاح واستقرار وأمن وسلام.
>  ولولا أن مأمون قد أكثر من مقاطعاته لحديث الفريق أول ركن البرهان.. لقلنا كثيراً من الاستراتيجية في لقاء مأمون والبرهان بالعمل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق