الأربعاء، 20 مارس 2019

البحث عن رئيس جديد

في خطوة جريئة عقب إعلان رئيس الجمهورية رئيس حزب المؤتمر الوطني، المشير “عمر البشير”، وقوفه على مسافة واحدة من كافة الأحزاب السياسية، وتفويض صلاحياته الحزبية في رئاسة المؤتمر الوطني لمولانا “أحمد محمد هارون”، فتح الباب للمؤتمر الوطني بممارسة نشاطه بعيداً عن جلباب الحكومة .

هذه الترتيبات التنظيمية، اجترحت كخطوة استباقية للحزب، لقيادة زمام المبادرة في التغيير القادم، بعد موجة الاحتجاجات الشعبية، ومحاولات الحكومة إيجاد مخرج للأزمة الاقتصادية، التي كادت أن تصيبها بالشلل، وأمس الأول اقر مولانا “أحمد هارون” رئيس الوطني المكلف، في حوار مع الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون، بأن مستقبل البلاد لا يشكله المؤتمر الوطني وحده ولا الأحزاب الأخرى بل يشكله الجميع بشكل تشاركي.
القفز إلى الأمام
العام الماضي، بصم المؤتمر الوطني، عبر مؤتمر شورى الحزب، على تسمية الرئيس “البشير” مرشحاً للحزب، للمنافسة على منصب رئيس الجمهورية في الانتخابات العامة في العام المقبل انتخابات 2020، وانتظار اعتماد الترشيح بصورة رسمية في أعمال المؤتمر العام للحزب، والذي كان مزمعا إجراؤه في أبريل المقبل ـ وتم تأجيله لأجل غير مُسمى، وكان عضو المكتب القيادي للحزب، “أمين حسن عمر” أبرز الأصوات المعارضة لترشيح “البشير” في حوار بصحيفة (الانتباهة) صرح بأن الحزب لديه خيارات متوفرة لتسمية من يرأسه.
وأوردت (المجهر) أمس في صدر أخبارها، أن استبيان لقيادات شبابية بالحزب حول حظوظ من يشغل منصب رئيس الحزب، كشف عن تصدر بروفيسور “إبراهيم غندور” بقائمة الأسماء المقترحة، هذا يكشف أن الحزب بدأ تمرين طرح الخيارات، بعد أن ظل الرئيس “البشير” يشغل منصب رئيس الحزب في أعقاب مفاصلة رمضان الشهيرة، والتي أخرجت عراب النظام الراحل “حسن الترابي” مغاضباً من الحزب، فأصبح “البشير” يشغل المنصبين رئاسة الحكومة ورئاسة الحزب، تفادياً لإعادة الأزمة التنظيمية، التي شقت الحزب لشقين، حاكماً ومعارضاً.
تمرين ديمقراطي
وحسب خبراء فإن هذه الخطوة تعتبر إعلان أن الحزب يمتلك البدلاء وليس مرتبطاً بشخص واحد واحتمال بروز قيادات جديدة غير التي تولت مناصب رفيعة خلال الفترة المقبلة أمثال “نافع علي نافع” الذي حل في المرتبة الثانية والنائب الأول لرئيس الجمهورية الأسبق “علي عثمان محمد طه” والبرلماني المثير للجدل دكتور “أمين حسن عمر” أم ستكون الفرصة مواتية لصعود أستاذ طب الأسنان لقيادة الحزب والدولة خلال الفترة المقبلة.
وكشف الاستبيان الذي شمل (256) من القيادات الشبابية والطلابية ووزراء شباب من المكاتب التنفيذية بدوائر مركزية لأمانات المؤتمر الوطني حول: من تقترح أن يكون مرشحاً في وجهة نظرك الشخصية لرئاسة حزب المؤتمر الوطني ومرشحاً رئاسياً له في الفترة القادمة؟، بحصول البروفيسور “إبراهيم غندور” على أعلى الأصوات، وشارك (84) في الدراسة ولم يرد (165) من قيادات الوطني على السؤال، وامتنع (7) منهم عن إبداء الرأي.
ونال بروفيسور “إبراهيم غندور” (34) صوتاً، د.”نافع علي نافع” (13) صوتاً، مولانا “أحمد هارون) (5) أصوات، المشير “عمر البشير” (4) أصوات، “علي عثمان محمد طه” (4) أصوات، د . “محمد طاهر أيلا” (3) أصوات، الفريق أول “صلاح عبد الله قوش” (3) أصوات، “معتز موسى” (3) أصوات العميد م / “محمد إبراهيم” صوتين، وصوت واحد لكل من : الشيخ “الزبير أحمد الحسن”، و د. “أمين حسن عمر”، و”كمال عبد اللطيف”، والبروفيسور “كمال عبيد”، والفريق أول “كمال عبد المعروف”، والفريق أول “بكري حسن صالح”، واللواء “أنس عمر”، و”عبد اللطيف فضيلي”، و”الطيب حسن بدوي”، و د . “حبيب الله المحفوظ”، و”محمد عبد الله شيخ إدريس”، و”نضال عبد العزيز”، و”عبد السخي عباس”.
فن الإدارة
وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم , البروفيسور “الطيب زين العابدين” في حديثه لـ(المجهر) رداً على الاستطلاع الذي أجرته قيادات شبابية بالمؤتمر الوطني لاختيار مرشح لرئاسة الجمهورية، خلال الفترة القادمة، قال على الرغم من أنني لا أعلم الطريقة التي تم بها الاستطلاع وأن كانت معاييرهم صحيحة أم لا بيد أن البروفيسور “غندور” إداري ناجح وعندما كان وكيلاً لجامعة الخرطوم, استطاع إدارتها رغم الظروف الاقتصادية والمالية لتلك الحقبة، وأنا عاصرته في تلك الفترة, ثم عندما تقلد منصب رئيس اتحاد نقابات عمال السودان، كان أداؤه ممتازاً رغم أنه كان يمثل الحكومة والحزب، ولكنه كان يحميها من أي ضرر واضطرابات يمكن أن تأتيها من قبل العمال, وأضاف البروفيسور أن “غندور” سمح للنقابات بالدخول في الإضراب عن العمل إبان تأخير المرتبات, ويشير إلى أن في عهده بوزارة العلاقات الخارجية، فتح ثغرة في العلاقات السودانية الأمريكية وتم رفع الحظر الاقتصادي المفروض على البلاد منذ العام 1997م ويقر “الطيب زين العابدين” أن فترة تولي “غندور” منصب نائب رئيس المؤتمر الوطني لشؤون الحزب، لم تشهد إنجازاً سياسياً كبيراً بيد أنه أدار الحزب بطريقة ممتازة ,ويسترسل “الطيب زين العابدين” أن “غندور” لم يسعَ لتكوين مؤيدين أو حاشية له في الحزب عكس “نافع” الذي استفاد من خلفيته الأمنية وخلق له اتباعاً في مفاصل الحزب، ويقول البروفيسور “الطيب” إن تنحي رئيس الجمهورية، المشير “عمر البشير” عن رئاسة حزب المؤتمر الوطني، وتكليف “أحمد هارون” بالرئاسة، فتح الباب للمؤتمر الوطني لاختيار خليفة للرئيس، مؤكداً أن الفارق الكبير في عدد الأصوات بين “غندور” وأقرب منافسيه هو للقبول الكبير الذي يجده داخل الحزب، وحتى عند بعض دوائر المعارضة لاسيما فترة قيادته لاتحاد العمال فضلا عن تمتعه بعلاقات واسعة وسط الأطباء وأساتذة الجامعات وولاية النيل الأبيض، التي ينحدر منها، بجانب طبقة المثقفين، ويشير “الطيب زين عابدين” إلى أن فصل “غندور” من وزارة الخارجية لم يكن موفقاً لاسيما أنه قال كلمة الحق.
أعلن الرئيس السوداني “عمر البشير”، مساء (الجمعة)، فرض حالة الطوارئ لمدة عام واحد وحل حكومة الوفاق الوطني وحل حكومات الولايات، وتشكيل حكومة كفاءات لإتخاذ تدابير اقتصادية صعبة.
لم الشمل
وكان رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير”، أعلن في الثاني والعشرين من الشهر المنصرم، فرض حالة الطوارئ لمدة عام واحد وحل حكومة الوفاق الوطني وحل حكومات الولايات، وتشكيل حكومة كفاءات لاتخاذ تدابير اقتصادية صعبة، قبل أن يصادق البرلمان مطلع الشهر الجاري على مدة (6) أشهر.
ووجه “البشير” في خطابه دعوة للمحتجين للجلوس على طاولة الحوار لتجنيب البلاد المصائب، وشدد على أن وثيقة الحوار الوطني أساس متين للم شمل القوى السياسية في الداخل والخارج.
ودعا البرلمان إلى تأجيل النظر في التعديلات الدستورية المطروحة عليه لإتاحة الفرصة للمزيد من الحوار، وجدد العهد على أن يكون رئيسا على مسافة واحدة من الجميع من الموالاة والمعارضة. وحث قوى المعارضة التي لا تزال خارج الوفاق الوطني على الانخراط في الحوار. وطالب “البشير”، حملة السلاح بالتخلي عن العنف، والانخراط في العملية السياسية.
داعيا القوى السياسية إلى استيعاب المتغير الجديد في المشهد السياسي والاجتماعي وهو الشباب. وطالب “البشير” برفض لغة الإقصاء، والعمل على حلول تحفظ أمن البلاد واستقرارها.
موضحا أن التعنت لن يحل أزمة السودان، مشيرا إلى أهمية الحوار من منطق لا غالب ولا مغلوب، وأوضح أنه لم يترك باباً للسلام والاستقرار إلا طرقه، وطالب “البشير” برفض لغة الإقصاء، والعمل على حلول تحفظ أمن البلاد واستقرارها.
مرحلة مفصلية
وقال إن السودان يجتاز مرحلة صعبة ودقيقة من تاريخه الوطني، مؤكدا أن البلاد ستخرج أقوى من هذه الأزمة، وستكون أكثر إصرارا على البناء. وأضاف “البشير” أننا لن نيأس من دعوة الرافضين إلى الجلوس تحت سقف الوطن بما يجنب البلاد النزاع، مؤكدا على الانحياز للشباب وتفهم أحلامهم المشروعة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق