الخميس، 21 مارس 2019

أخطر مؤامرة ضد الخرطوم.. معادلة السلاح والسياسة!

في أقل من ثمانية اسابيع، وعلى نحو يثير الهواجس حقاً ضبطت السلطات السودانية عددا ضخماً من الاسلحة والذخائر و بعض المتعلقات ذات الطابع العسكري كلها تأخذ طريقها نحو العاصمة الخرطوم.
ففي منتصف الاسبوع الماضي ضبطت السلطات السودانية مخبأ لاسلحة بكميات ضخمة ما تزال قيد التدقيق والفحص، فى منطقة (حلة البير) غربيّ مدينة ام درمان، احدى اعرق مدن السودان المشاطئة للعاصمة الخرطوم والمكونة لمناطقها الثلاثة.
المصادر المطلعة التى تابعت الضبطية البالغة الخطورة قالت لـ(سودان سفاري) ان أخطر ما فى الحادث ان الجناة دخلوا فى مواجهة مسلحة مع السلطات الامنية وجرى تبادل كثيف لاطلاق النار، وبعد إنجلاء المعركة فإن طبيعة ونوعية السلاح المضبوط كان صادماً للرأي العام فهو من نوع السلاح الخفيف والثقيل الذى يصلح للانشطة المسلحة داخل المدن.
و تمكنت السلطات من ضبط 3 من المتهمين ولعل الاكثرة مدعاة للهواجس ان ضبط اسلحة (حلة البير) إنما تم بناء على معلومات تفصيلية أدلى بها الجناة الذين تم ضبطهم بولاية القضارف شرقيّ السودان والذين كان قد تم توقيفهم وهم يحملون اسلحة على متن عربة (بوكس تايوتا) وعضد من صحة المعلومات الجناة الذين نجحت السلطات السودانية فى ضبطهم قبل سويعات (72 ساعة) بالقرب من (سوق ليبيا) غربيّ أم درمان.
في حادث القضارف المشار اليها اشتبهت عناصر من الجيش السوداني بالفرقة الثانية مشاة من ضبط الاسلحة اثناء قيامهم بعملية تمشيط روتينية على الحدود و تمثلت نوعية السلاح فى مدافع القرنوف والكلاشنكوف وجيم3. ولاية النيل الابيض هي الاخرى وضعت يديها على كمية مشابهة من الاسلحة بلغ عددها 97 قطعة من بينها (94) كلاشنكوف و 3 قرنوق وحوالي 1500 قطعة ذخيرة.
هذه الوقائع المتفرقة جغرافياً، والمتقاربة زمانياً أوضحت بجلاء ان هناك جهات إجتذبها الحراك الشعبي والتظاهرات التى شهدتها المدن السودانية مؤخراً فلم تتوانى فى التعامل بمنطقها السياسي الخاص بها! إذ المؤكد ان الحركات السودانية المسلحة والتى هزمت شر هزيمة فى ميادين قتالها وطواها الزمن ولم تعد تسيطر على مناطق، ولم يعد لها صيت كما كانت فى السابق، ورفضت رغم ذلك ذلك الجلوس للتفاوض وكسدت بضاعتها لدى الخارج؛ لم تتوانى فى محاولة الدخول الى الساحة السياسية بذات سلاحها.
 وليس بعيداً عن ذلك الاعترافات التفصيلية المؤلمة التى ادلى بها بعض المقبوض عليهم والتى ذكرت انها تتبع لحركة عبدالواحد محمد نور فى ذات سياق ما يعرف بـ(الخلايا النائمة). حركة عبدالواحد نور المهزومة ميدانياً والمعزولة سياسياً بفعل تعنت زعيمها لن تجد مسرحاً ملائماً لانشطتها افضل من مسرح حالة الاحتجاجات والتظاهرات لكي تصطاد في مياه الساحة السياسية العكرة لكي تضرب ضربتها وتقضية على الكل.
هناك أيضاً نقطة محورية هامة وهي ان السلاح المضبوط وفق الفحص الاولي سلاح اسرائيلي الصنع ومعروف علاقة حركة عبد الواحد باسرائيل، والكل يعلم بالعلاقة الجيدة بين الطرفين ووجود مكتب لحركة عبد الواحد هناك في قلب تل ابيب.
كما ان اسرائيل التى لا تنفك تنشر السلاح في عمق القارة الافريقية بغرض اثارة اوسع حروب اهلية داخل القارة تمارس هذا المسلك من باب شغل اعدائها بأنفسهم و تعطيل تقدمهم وهي استراتيجية راسخة لدى الكيان الاسرائيلي.
اذن هاهو ناقوس الخطر يطلق بشدة اذ لم يعد البعض يكفيه اشعال النيران على اطراف السودان، فقد ثبت عدم جدوى هذا التكتيك، لقد تغلب السودان على كل حروبه على الهامش والاطراف وتجاوز كل جراحاته ولم يبق الا اختراق قلب هذا البلد واشعال النيران داخل العاصمة الخرطوم أحدى اكثر بلدان العالم أماناً واستقراراً!
وهل ياترى ادرك بعضة الغافلين فى القوى السياسية المعارضة هذه المخاطر التى تسعى لخلط السلاح الحار بمياه السياسية الباردة عند ملتقى النيلين فى الخرطوم ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق