الثلاثاء، 8 سبتمبر 2015

لا تضعوا كل البيض في (السلة) الأمريكية!

* دائماً ما تستغل الإدارة الأمريكية حاجة السودان لخلق علاقات جيدة معها في تمرير (أجندتها) ومطلوباتها، فتبدأ بطرح عدد من الوعود ليس آخرها رفع العقوبات الاقتصادية عن هذا البلد الذي ظل يعاني من هذه (الضغوط) لمدى طويل من السنوات.
* إهتمام الخرطوم بضرورة تحسين العلاقات مع واشنطن ينبع من الأثر الاقتصادي السالب الذي خلفته (20) عاماً من المقاطعة، وتأثيرها المباشر على كل قطاعات الشعب السوداني، وقد كان أثر العقوبات الأمريكية على الخرطوم كبيراً على مستوى القطاع الاقتصادي (العام والخاص).
* كذلك إهتمام السودان بضرورة الدفع بالعلاقات الأمريكية إلى الأمام جاء بغرض إحياء مشروعات عملاقة في السودان إنهارت خلال الفترة الماضية، مثل مشروع الجزيرة والسكة حديد والنقل الجوى، بالإضافة إلى عدم إتمام كثير من المعاملات المالية بسبب حاجز الـ (أوفاك).
* لكل ما سبق باتت الإدارة السودانية تتمسك بأي (بصيص) أمل يبرق من جهة واشنطن، وظلت الأخيرة تلعب بهذه الورقة كما تشاء وتتحصل على مكاسب من الحكومة السودانية على أمل منحها مكافأة أقلها رفع العقوبات الاقتصادية.
* وهو الأمر الذي لم يحدث طيلة الفترة الماضية، وكانت تجربة نيفاشا أبرز الشواهد، عندما أعلنت واشنطن أمام المجتمع الدولي أن الخرطوم تستحق رفع العقوبات وإلغاء ديونها الخارجية كأبسط شيء يقدمه العالم لهذا البلد الذي تعامل مع (المفاوضات) باحترام كامل لحق الآخرين.
* وماذا حدث؟.. حصلت أمريكا على (كل) ما تريده، دون أن تقدم شيئاً واحداً لحكومة الخرطوم، واليوم تريد أن تلعب واشنطن ذات (اللعبة) القديمة، بإطلاق المزيد من (الوعود) لتحصل من الخرطوم على كل ما تريد دون إن تقدم لها شيئاً.
* تحاول واشنطن الآن استغلال السودان في إيجاد حلول لمشكلات دولة الجنوب الوليدة وتستخدم ذات الأسلوب، طرح (وعود ومساومات) وهو ما تم في لقاء وزير الخارجية بالمسؤولين الأمريكان، وما لا شك فيه أن واشنطن تريد تحقيق (نجاحات) على حساب الحكومة السودانية دون أن ترفع العقوبات عنها.
* تماماً مثل ما هي تسعي لتقديم قرار لمجلس حقوق الإنسان في دورته المقبلة لإعادة السودان الى البند الرابع، رغم علمها بحقائق التقدم الكبير الذي أحرزه السودان في ملف حقوق الإنسان، لكنها الرغبة الأمريكية الموغلة في الظلم، فهل تعي الحكومة السودانية الدرس وأن لا تضع كل البيض في (السلة) الأمريكية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق