الثلاثاء، 15 سبتمبر 2015

وفد الهيئة التشريعية ألقي بالكثير ولكن..!

انعقاد المؤتمر الرابع لاتحاد البرلمانات الدولية الرابع بنيويورك في إطار الأمم المتحدة عوضاً عن "جنيف" هذه المرة وهو يتعقد كل خمس سنوات، كان فرصة لرئيس الهيئة التشريعية السودانية البروفيسور "إبراهيم احمد عمر" ووفده لكي يبذلا جهداً مقدراً في إزالة تشويه صورة السودان في الخارج، ذلك عبر البيان الذي ألقي في المؤتمر وعبر الحراك  الواسع الذي قام به السيد رئيس الوفد، ولم يكن قاصراً علي العاصمة الدبلوماسية "نيويورك" وحدها وإنما وصل إلي العاصمة  السياسية "واشنطن" حيث التقي السيد وزير الخارجية الأمريكية وبعض أعضاء الكونغرس وغيرهم.
ولأن مؤتمر وتجمع اتحاد البرلمان والمجالس التشريعية الدولي يطمح إلي قيام حكومة دولية واحدة وبرلمان دولي منتخب وموحد، أساسهما الديمقراطية والعدالة والإنسانية وحقوق الإنسان والسلام والتنمية.. الخ فإن  البروفيسور "عمر" كما أبان في مؤتمره الصحفي ظهر (الأحد) طرح في بيانه أمام الحضور ما يجري وتم تحقيقه في السودان من تلك المظاهر والمطلوبات، من حيث الممارسة الديمقراطية وحقوق المرأة والسلام والتنمية وما يجري من جهد وعمل من أجل الحوار الوطني والمجتمعي الذي لا يستثني أحداً.. ويتوقع له القيام في العاشر من أكتوبر تشرين الأول 2015م.
ولم ينس البروفيسور "إبراهيم أحمد عمر" في بيانه المشار إليه كما ذكر في مؤتمره الصحفي المذكور، من أن يتناول فرية الإرهاب والتطرق في الإسلام.. وهو ما تكذبه الوقائع والحقائق علي الأرض – كما قال ونقول ويقول غيرنا.. فالسودان لا يرعي الإرهاب ولا يدعمه ولا يشجع التطرف في المعتقد الديني والإسلامي.. فإسلام جمهورية السودان (وسطي) وعلماؤه وقادته الدينيون يدعون إلي الوسطية ويبشرون بها.
فضلاً عن ذلك الذي قيل في مؤتمر اتحاد البرلمانات الدولي فإن السيد رئيس الهيئة التشريعية القومية السودانية قد نقل ذلك، عبر لقاء مشهور إلي السيد وزير الخارجية الأمريكي.. ورد عليه الأخير بما يري من سياسة اعتمدتها الإدارات الأمريكية المختلفة منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م، التي جري فيها الهجوم علي برج التجارة العالمي بنيويورك وجزء من وزارة الدفاع الأمريكي بواشنطن.
واللقاء ونقل وجهة النظر والواقع السوداني للسيد وزير الخارجية يعد خطوة لابد منها.
علي أن ما أثار إعجاب حضور ذلك المؤتمر الصحفي من إعلاميين وقادة رأي هو طرح السيد البروفيسور "إبراهيم أحمد عمر" لواقعة العقوبات والمقاطعة الاقتصادية والدبلوماسية التي ظل السوداني يعاني منها منذ سنوات طويلة، في مؤتمر برلماني دولي جامع يطمح إلي قيام حكومة عالمية واحدة ومجلس تشريعي – برلماني منتخب واحد وديمقراطي.
العقوبات علي السودان – قال "عمر" (وبالحرف الواحد) غير ديمقراطية وغير إنسانية بحسبانها تمت من دولة بعينها..!
والمقصود هنا الولايات المتحدة  الأمريكية التي تقود مجموعة الـ(ناتو) في مجلس الأمن الدولي، وتملك حق النقض الـ(فيتو) لما تري أو ترغب فيه من قرارات صادرة عن مجلس الأمن، بل لها صلاحيات أخري لا تملكها ولكنها تمارسها والإشارة هنا بتقديرها إلي (المحكمة الجنائية الدولية) التي لم توقع الولايات المتحدة الأمريكية علي ميثاقها.. إلا أنها تستخدمها كعصا تضرب وتخيف من تري من حكومات وشعوب العالم الثالث..!
فالسودان المقاطع والذي فرضت عليه عقوبات منذ سنوات بل ولم ينج من صواريخ كروز التي ضربت مصنع الشفاء للدواء في 30 أغسطس – آب 1998م، كل ذلك جري له وما يزال من قبل قطب دولي بعينه هو القطب الأمريكي.
إن النظام العالمي الذي نشأ بعد نصر الحلفاء الغربيين في الحرب العالمية الثانية – نقول هو الذي جاء لنا بنظام عالمي غير ديمقراطي وغير إنساني وتسيطر عليه مجموعة بعينها من ذلك الحلف.. وإلا أين جمهورية العراق التي ذهبت وتبددت مواردها ومعيناتها جراء ادعاءات واتهامات لم تثبت، بل اعترف بأنها كانت وساوس وهواجس ألقي بها في الأذهان والخطط حادث الحادي عشر من سبتمبر – أيلول 2001م.
اتحاد البرلمان الدولي سيظل يمارس مؤتمراته كل خمس سنوات وستظل أحلامه وطموحاته بقيام حكومة عالمية واحدة ومجلس تشريعي واحد مستمرة، ولكننا تخشي علي تلك الأحلام والطموحات من زلزلة الواقع المعاش الذي تتحكم فيه مجموعة (1+5) بل قطب دولي واحد له طموحاته ومصالحه والله نسأله العافية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق