الثلاثاء، 6 سبتمبر 2016

صديقٌ ما من معاداته بدٌّ!

أكثر ما يمكن ان يتفق حوله -أعداء وأصدقاء- أمين عام الحركة الشعبية قطاع الشمال ياسر عرمان ان الرجل بلا اصدقاء. فعند التحاقه بالحركة الشعبية وقد جاءها من الخرطوم خائفاً يترقب تلاحقه الاجهزة الشرطية إثر حادث قتل جنائي وواجه توجساً
من غلاة قادة الحركة، لم يكن لعرمان حينها من مأوى يأوي اليه سوى حماية زعيم الحركة حينها جون قرنق، الذي لم يكن يخفي سروره من إلتحاق شمالي بحركة ذات منشأ جنوبي!
عرمان نفسه قال إن جانباً من إحدى أذنيه قد انتزعتها طلقة فى ذلكم الزمان كانت وجهتها رأسه، وهدفها مقصود بعناية من داخل الحركة التى انتمى إليها، والذي أطلقها كان يعرف عن عرمان أنه ليس له اصدقاء وإن كان له حامٍ يحميه لأسباب استراتيجية!
وقبيل التحاقه بالحركة الشعبية كان عرمان قد انهى نزاعاً تنظيمياً في الحزب الشيوعي قد قذف به خارج اسواره وانتهى به تحت غطاء (الجبهة الديمقراطية)! الرئيس الجنوبي الحالي سلفا كير ميارديت وفي خضم انتخابات العام 2010 التى سبقت تقرير مصير الجنوب لم يجد أدنى حرج في انتزاع عرمان من لجج العملية الانتخابية -بقرار حاسم وحازم- حمل عرمان من أحلام الترشح الرئاسية، الى مجرد (كمندر) ينتظر ما يمكن ان توجه اليه من تعليمات!
كما ان سلفا كير قبل ذلك كان قد اصدر قراراً جمد بموجبه نشاط قطاع الشمال الذي كان يتولاه عرمان بعد ان سئم كير نفسه من مشاجرات عرمان وعراكه مع رفاقه في القطاع الذي وصل الكثير منه حينها الى مخافر الشرطة وسرايا النيابات!
الناشطة المعروفة (تراجي مصطفي) ما فتئت تطلق وابلاً من الاتهامات على عرمان وتتحداه ان يناظرها على نحو يؤكد ان ما تعلمه عنه لا يرغب عرمان مطلقاً في أن يقال!
اللواء تلفون كوكو احد قادة الحركة الشعبية فى جنوب كردفان ما يزال يستغرب وجود عرمان داخل قضايا جنوب كردفان! الفريق دانيال كودي، الدكتورة تابيتا بطرس، وكوكبة من القادة الذين كانوا يجلسون مع عرمان -في السابق- على مقاعد متقاربة، ابتعدوا عنه تماماً وأغلقوا كل سبلهم معه.
الدكتورة مريم الصادق المهدي (ثبت لها) مؤخراً جداً ولا نقول بعد فوات الاوان ان عرمان لا يجلس معهم فى حزب الامة القومي على مقعد صديق! وإنما على مقعد آخر. عرمان اوضح لها -صراحة وبلا مواربة- انها وحزبها ليسوا موضع ثقته.
من الواضح ان ياسر عرمان من ذلك النوع من الناس الذين لا يبالون كثيراً بالقيم والتقاليد المرعية ليس على مستوى قيم الثقافة السودانية وعادات السودانيين المذهلة، لا، بل حتى على مستوى القيم الانسانية العامة ولو في حدها الأدنى .
كما أن روح الانفراد بالمواقف وهواية تعقيد الأوضاع جعلت لعرمان دائماً -كما يقول قيادي شيوعي معروف في الحزب الشيوعي السوداني تم فصله مؤخراً- مصدراً لإثارة القلق والتوجس وإشاعة مناخ من عدم الاستقرار وسط أي منظومة يعمل داخلها! حتى مالك عقار وعبد العزيز الحلو، القريبين جداً من الرحل بحكم الانتماء التنظيمي لا يطيقون الرجل ولكنهم مضطرون لمسايرته لأسباب تكتيكية، ولأنهم -جميعاً- قرارهم ليس بأيديهم وإنما يفعلون ما يؤمرون!
وعلى ذلك إذا أردنا توصيفاً دقيقاً لياسر عرمان وبلا أدنى مبالغة، فهو صديق سوداني ما من معاداته بُد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق